لهذا السبب ترفض أمريكا القضاء على الحوثي بشكل كامل

بالنظر بعين البعد السياسي، فأين أمريكا والغرب لا تريد القضاء على الحوثي كليًا، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها في نظري أنه المشرعن الوحيد والقوي لتواجدها وتدخلها في المنطقة.

تواجد الحوثي وبغيه وغطرسته، وإن بدا أنه نزاع داخلي يمني يمني، إلا أنه في الحقيقة نزاع عربي إقليمي دولي، وذلك لكون العقيدة العسكرية لأمريكا والغرب قائمة على تغذية النزاعات الداخلية الخفيفة والمحدودة الممكن السيطرة عليها وإشعال لهبها.

غير أن مشكلة أمريكا، حسب زعمهم، هي أن الأزمة الحوثية عمرها قصير، وهذا أحد أسباب الإرباك بالنسبة لأمريكا. بخلاف ما لو طالت، فهو لصالح أمريكا، لأنه التكنيك الوحيد الذي من خلاله تؤدلج هذه الجماعة من الداخل واختراقها لجعلها حركة تعمل لصالحها رغبت بذلك أو لم ترغب.

وعليه، فإن فكرة القضاء على الحوثي تمامًا وكليًا تكاد تكون مستحيلة منطقيًا واستخباراتيًا وعمليًا. أما تدجين جماعة الحوثي واختراقها واغتيال شخصياتها، وكما يُقال تقليم أظافرها، فهذا وارد جداً، بل هو ما تدعمه الشواهد الميدانية والمتغيرات السياسية.

ليبقى السؤال اليوم ماثلًا:

هل تتفق معي أن الحوثي كجماعة لن يتم اجتثاثه وإنما تقليم أظافره؟ ولماذا تعتقد بخلاف ذلك؟”