“كنا منهكين وجائعين وعطشى”.. لاجئون أفغان يروون محنتهم بعد طردهم من إيران

[ad_1]
20240925 1727280929053 original - “كنا منهكين وجائعين وعطشى”.. لاجئون أفغان يروون محنتهم بعد طردهم من إيران

تعتزم الشرطة الإيرانية طرد أكثر من مليوني لاجئ جميعهم تقريبا من الأفغان

يعود لاجئون أفغان من إيران بأعداد كبيرة، حاملين أطفالا بين أذرعهم، وحقائب هي كل متاعهم، ويؤكد مسؤول أفغاني “لقد عانوا الكثير من التعذيب المعنوي والجسدي”.

وفي معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات (غرب)، يعود كل يوم ما بين 2700 إلى 3000 أفغاني من إيران، حيث كانوا يبحثون عن حياة أفضل – أو ولدوا هناك.

في هذه الصورة، تظهر أعلام طالبان وإيران عند نقطة الصفر بالقرب من الحدود الأفغانية الإيرانية في منطقة إسلام قلعة بولاية هرات، حيث تعود أفواج من اللاجئين الأفغان وهم يحملون أطفالهم بين أذرعهم. أ ف ب

يقول عبد الغني قاضي زاده، المسؤول عن تسجيل هؤلاء اللاجئين في إسلام قلعة، “لقد تم طرد ما يقرب من 90% منهم”، مضيفا أن “10% منهم يعودون بمحض إرادتهم”.

دخل العديد منهم إلى إيران بشكل غير قانوني أو انتهت صلاحية تأشيراتهم، ويقول قاضي زاده إن معدل عمليات الترحيل ارتفع “خلال الأشهر الستة الماضية”.

ويوضح المسؤول “تم إمهال كل أفغاني بالغ أسبوعا واحدا لإيداع 100 مليون تومان (2150 يورو) في البنك، وقد عادوا بسبب ذلك”.

تسجّل السلطات الأفغانية اللاجئين ثم تفحص المنظمة الدولية للهجرة ملفاتهم.

ولإعادة بناء حياتهم، يحصلون على 2000 أفغاني (26 يورو) للشخص الواحد إذا وصلوا مع العائلة، ولكنهم لا يحصلون على شيء إذا كانوا بمفردهم.

رفض متزايد

ينتظر رمضان عزيزي (36 عاما) منهكا على كرسي بلاستيكي ليتم تسجيله مع زوجته وأطفاله الثلاثة.

وكانوا قد دخلوا إيران بشكل غير قانوني عام 2023، بعد دفع 1100 يورو لأحد المهربين، لكن الرفض المتزايد للأفغان في إيران جعل وضعهم لا يحتمل.

يُتهم اللاجئون الأفغان برفع مستويات البطالة والأسعار في إيران في ظل العقوبات الدولية، كما يحملون مسؤولية تزايد الجرائم.

ويقول رمضان الذي يعمل في البناء “اضطر أصحاب المنزل إلى دفع غرامة لأنهم أجروا منزلهم لنا. وألقى أشخاص أغراضنا من النوافذ”.

ويوضح “في أحد الأيام طلبوا منا أن نحزم حقائبنا، وتم نقلنا إلى معسكر للجيش حيث تم تجميع ما بين 2000 إلى 3000 أفغاني”. وبقيت العائلة هناك لستة أيام.

يضيف، بينما كانت ابنته الصغيرة جالسة بجانبه، “كنا منهكين وجائعين وعطشى”.

هراوات معدنية

تنهمر دموع فضيلة قادري (26 عاما) وهي تروي المحنة التي عاشتها مع زوجها في مخيم كرج قرب طهران. وتقول “لقد ضربنا الحراس لأسبوع تقريبا بهراوات معدنية”.

وتتابع المرأة “لم يفرقوا بين الرجال والنساء”، مشيرة أيضا إلى تلقيهم سيلا من الإهانات، “رأيت أفغانيا يموت تحت الضربات وكانوا يصرخون في وجهه: عد إلى بلدك”.

وتقول فضيلة قادري إنها مثل زوجها الذي أصيب بعدة كسور، تعرضت للضرب المبرح، الى أن “قلت لهم: اقتلوني أو أعيدونا إلى أفغانستان”.

ذهب الزوجان إلى إيران قبل أربع سنوات بعد أن دفعا أموالا لأحد المهربين، وكانا عاملين زراعيين في محافظة قزوين (شمال وسط).

لقد بدأت حياتهما الجديدة بشكل جيد، حتى اضطرت الزوجة إلى دخول المستشفى لمدة 12 يوما بسبب حساسية شديدة، وكان عليها أن تخضع لعملية جراحية.

توضح فضيلة “لقد طلبوا منا دفعة مقدمة قدرها 1080 يورو والعودة في اليوم التالي. وبعدها تم القبض علينا”.

تقطع الشابة الأفغانية حديثها وقد غلبتها الدموع.

وتتابع “كانت لدينا شقة مكونة من ثلاث غرف مليئة بالأغراض، ولم نتمكن من أخذ أي شيء”، مردفة “لقد دفعنا 500 يورو للمالك، ولم نستردها” ولا الدفعة المقدمة للطبيب.

وتختتم حديثها بمرارة “الآن لم يعد لدينا سنت واحد للذهاب إلى تخار”، ولايتهما الواقعة في شمال شرق أفغانستان.

تحمل اللاجئة الأفغانية فاضلة قادري وزوجها أمتعتهما بعد ترحيلهما من إيران، في مركز تسجيل بالقرب من الحدود الأفغانية الإيرانية في منطقة إسلام قلعة بولاية هرات. أ ف ب

“أقل من كلب”

يقول قاضي زاده إن “70% من اللاجئين العائدين غير مسجلين”.

ما زال عبد البصير (29 عاما) لا يصدق أنه طُرد من إيران، رغم أنه كان يحمل جواز سفر وتأشيرة ساريين.

ويوضح “مع جواز السفر وجدت نفسي في معسكر الجيش (في كرج) لمدة 10 أيام”، مستنكرا “أي حكومة يمكنها أن تفعل هذا؟”.

ويتهم عناصر الأمن في هذا المعسكر “بتمزيق العديد من جوازات السفر الأفغانية” وبطاقات الإقامة الإيرانية السارية.

أوقف هذا العامل في مكان عمله، وقيّدت يداه وقدماه ثم “ألقوني في مركبة مع 70 أو 80 شخصا آخرين واقفين، بعضهم فقد وعيه”.

يقول عبد البصير “عندما وصلت إلى المعسكر “ضربوني لدرجة أنني لم أعد أستطيع الحركة. أذرع وأرجل مكسورة، أشخاص أغمي عليهم، ربما ماتوا” و”جوع وعطش”.

ويؤكد أنه “تم إحضار أشخاص” ولم يرهم أحد مجددا، كما “لم يكن هناك سوى مرحاض واحد لآلاف الأفغان شيوخ ونساء وأطفال”.

فرّ عبد البصير من هرات والبطالة فيها وكان يعيل أسرته المكونة من 13 فردا، ولم يدفع له صاحب العمل الأخير أجره.

يضيف آسفا “لقد أنفقت 390 يورو على جواز سفري، والآن لا أملك فلسا واحدا لأعود إلى منزلي… نتساءل لماذا لا ترى حكومتنا كل هذا”.

وطلب وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي من طهران الخميس الماضي “التعاون بصبر مع اللاجئين الأفغان الذين ساهموا أيضا في تنمية إيران”.

قبل ثلاثة أيام، أكد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان أن طهران “ستعيد (الأفغان) غير المسجلين بطريقة محترمة”.

واستضافت إيران 4,5 ملايين أفغاني فروا من الحرب المستمرة منذ أربعة عقود، ثم من نظام طالبان أو البطالة.

لكن مثل باكستان، أرض اللجوء الرئيسية الأخرى التي طردت أكثر من 700 ألف أفغاني منذ أيلول/سبتمبر 2023، تدفع إيران هؤلاء اللاجئين إلى المغادرة بشكل جماعي.

يحمل اللاجئون الأفغان أمتعتهم بعد ترحيلهم من إيران، في مركز تسجيل بالقرب من الحدود الأفغانية الإيرانية في منطقة إسلام قلعة بولاية هرات. أ ف ب

وتعتزم الشرطة الإيرانية طرد أكثر من مليوني لاجئ غير نظامي، جميعهم تقريبا من الأفغان.

في المخابز الإيرانية، تحظر لافتات بيع الخبز للأفغان “تحت طائلة الملاحقة القضائية”، بحسب صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

تؤكد فضيلة قادري أنها لم تتمكن من شراء الخبز منذ شهرين. وتخلص إلى أن “قيمة الأفغاني أقل من قيمة الكلب”.

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى