مقتل المسؤول الإعلامي في حزب الله.. وضربات إسرائيلية دامية على بيروت وقطاع غزة
رد إيجابي من لبنان وحزب الله على مقترح وقف إطلاق النار
أكد حزب الله مقتل رئيس قسم العلاقات الإعلامية محمد عفيف في غارة إسرائيلية على مبنى في وسط بيروت يوم الأحد، ما اعتبر تطوّراً دراماتيكياً في الحرب التي نادراً ما تضرب فيها إسرائيل كبار أفراد حزب الله الذين ليس لديهم أدوار عسكرية واضحة.
أصدر الجيش الإسرائيلي، بيانًا في وقت متأخر من يوم الأحد أفاد فيه أنه “قضى” على عفيف. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربة قتلت شخصًا وأصابت ثلاثة.
وكان عفيف مستشارًا إعلاميًا لفترة طويلة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي قُتل في هجوم جوي إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول. وقد أدار محطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله لعدة سنوات قبل أن يتولى إدارة المكتب الإعلامي للجماعة.
واستضاف عفيف العديد من المؤتمرات الصحفية للصحفيين في الفترة الأخيرة، وظهر من بين الأنقاض في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي أحدث تصريحاته للصحافيين في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، قال إن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من الاحتفاظ بأي أراض في لبنان، وإن حزب الله لديه ما يكفي من الأسلحة والإمدادات لخوض حرب طويلة.
إلى ذلك، أفادت قناة المنار أن ضربة ثانية منفصلة في وقت لاحق من يوم الأحد ضربت شارع مار إلياس، وهي منطقة مركزية أخرى نادراً ما تستهدفها القنابل الإسرائيلية. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربة قتلت شخصين على الأقل وأصابت 22. وعادةً ما تستهدف الغارات الجوية الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت حيث يوجد لحزب الله أكبر وجود له.
“مفاوضات تحت النار”
تتزامن التطورات الميدانية الأخيرة مع ارتفاع نسبة التفاؤل بخصوص الاقتراب من الاتفاق على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل بوساطة من واشنطن.
وأوردت قناة LBCI اللبنانية أن لبنان أبلغ الإدارة الأمريكية موافقته على مقترح وقف إطلاق النار.
وقد كشف مصدر سياسي لبناني لرويترز أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين سيتوجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
كما أورد موقع صوت لبنان الإعلامي اللبناني نبأ الزيارة نقلا عن عضو مجلس النواب اللبناني قاسم هاشم.
ويتضمن المقترح الذي نقلته السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون انسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، مع تسليم المناطق الحدودية للجيش اللبناني تحت إشراف أمريكي بريطاني لفترة 60 يومًا.
كما يدعو المقترح إلى منع إعادة تسلح حزب الله عبر الحدود السورية بمساعدة من روسيا، بالإضافة إلى ذلك، يشترط المقترح حق تدخل الجيش الإسرائيلي في حال وقوع أي انتهاكات، وهو ما رفضه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، واعتبره مساسًا بالسيادة اللبنانية.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر واسعة الإطّلاع لصحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة لحزب الله أن الرد اللبناني دخل مرحلة الصياغة النهائية التي يُتوقّع أن تُنجز اليوم وتُرسل عبر السفارة الأمريكية في بيروت إلى الموفد الرئاسي الأميركي.
وقالت المصادر إن حزب الله يتعامل بانفتاح كبير مع المقترح، تاركاً لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي متابعة النقاش مع الوسيط الأمريكي حول بعض النقاط.
وبحسب المصادر نفسها للصحيفة اللبنانية، فإن الغموض بدأ يتكشف عن “مسار إيجابي في تعامل لبنان مع المقترح الأمريكي، وإن الأسئلة التي يُعتقد بأنها يمكن أن تفجّر التفاوض تحوّلت إلى استفسارات، مع توسيع هامش المناورة أمام المفاوض الرسمي اللبناني”.
مأساة غزة مستمرة
بالتوازي مع الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، تستمر المعاناة في غزة، فقد قضى ما لا يقل عن 60 شخصًا بغارات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني الأحد، حسبما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.
ووقعت الغارة الأكثر دموية ليل السبت الأحد في بيت لاهيا بشمال القطاع، واستهدفت مبنى من خمس طبقات انتُشلت من تحت أنقاضه ما لا يقل عن 34 جثة يعود عدد منها لنساء وأطفال، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وفق ما أكد بصل لوكالة فرانس برس.
وقال بصل إن الغارة “حدثت قرابة الثانية فجرا (بالتوقيت المحلي)، لكن القصف المدفعي منع المسعفين والمواطنين من الوصول إلى المكان لأكثر من ست ساعات”.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 6 تشرين الأول/أكتوبر هجوما بريًا واسعًا بشمال قطاع غزة لمنع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “هناك أنشطة إرهابية مستمرة في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة. خلال الليل نُفّذت ضربات عدة على أهداف إرهابية في المنطقة”.
كذلك، قُتل 26 آخرون بينهم نساء وأطفال في قصف برفح وخان يونس (جنوب) والنصيرات والبريج (وسط).
وقال الدفاع المدني إن “هجوما بمسيّرة إسرائيلية” في خان يونس “استهدف مجموعة أشخاص غير مسلحين كانوا يشرفون على تسليم مساعدات، ما أسفر عن ستة قتلى”.
وتحدث جهاد عيد الذي خسر ابن شقيقه بغارة على منزل في البريج عن وضع “رهيب”.
البابا يتحدث عن إبادة جماعية
اقترح البابا فرانسيس أن يدرس المجتمع الدولي ما إذا كانت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تشكل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، في بعض من أكثر انتقاداته صراحة حتى الآن لسلوك إسرائيل في حربها التي استمرت عامًا.
في مقتطفات نُشرت يوم الأحد من كتاب قادم، قال البابا إن بعض الخبراء الدوليين يقولون إن “ما يحدث في غزة له خصائص الإبادة الجماعية”.
وقال البابا في المقتطفات التي نشرتها صحيفة لا ستامبا الإيطالية اليومية: “يجب أن نحقق بعناية لتقييم ما إذا كان هذا يتناسب مع التعريف الفني (للإبادة الجماعية) الذي صاغه خبراء القانون والمنظمات الدولية”.
وتقول إسرائيل إن الاتهامات بالإبادة الجماعية في حملتها على غزة لا أساس لها من الصحة وأنها تلاحق حماس والجماعات المسلحة الأخرى فقط.