المجد والخلود لروحك الطاهرة القائد ابا رضوان الشرفي الحدي

كتب / اياد غانم

 

رغم ايماننا بان الموت حق على كل انسان، وسنة الحياة وقدر محتوم مهما طال العمر، وعمر الانسان محدد بقدر واجل مسمى من الله ، ولكن الاقسى والافجع على النفس حينما تفقد اخا وفيا ، وقياديا ملتزما بمبادئ واهداف وطنه مثل الشهيد القائد ابا رضوان الحدي ، وقفت بي ذاكرتي اليوم في مشهد تشييع الشهيد القائد عبدالهادي عبدالرحمن الشرفي (ابو رضوان) المهيب الى مثواه الاخير من مستشفى ابن خلدون الى مقبرة ابو حربة مديرية المنصورة بالعاصمة عدن ، المشهد المخيم بالحزن ، والذي فيه تم استرجاع مسلسل احداث ، ومواقف وشريط ذكريات عظيمة للشهيد المغدور .

 

كان الشهيد ابو رضوان نعم القائد المدافع عن ثوابت الثورة ، والملتزم بالضوابط والتوجيهات العسكرية ، الرجل البشوش الطيب القلب ، لا تفارق البسمة محياه رغم الظروف التي كان يمر بها ، حتى انه كان يعمل متطوعا في مدرسة سعد بن معاذ بمنطقته الشرف ، ويفتقده اطفاله لاشهر لانشغاله بمهام امنية باعتباره احد المؤسسين للمقاومة الجنوبية ، مسخرا جهده ووقته لخدمة المقاومة الجنوبية السرية مع الشهيد القائد المربي العميد / ابو محمد الحدي بقيادة الرئيس اللواء عيدروس الزبيدي القائد الاعلى للمقاومة والقوات المسلحة الجنوبية .

 

عرفته رحمة الله عليه ذلك الرجل الوطني الذي لا يشق له غبار ، وكان احد ابرز القيادات التي نالت ثقة رفيقه المناضل علي محمد البكري رئيس مجلس الحراك الجنوبي بمديرية الحد عضو الجمعية الوطنية ورئيس لجنة الخدمات حاليا والذي كان نعم المستشار له في امور وانشطة عديدة خاصة بنشاط الحراك في المديرية لما كان يتمتع به الشهيد من ثقة ووفاء والتزام ، تعرفت عن الشهيد ابو رضوان عن قرب فكان نعم القائد الذي يشار له بالبنان ، لما يتجسد في شخصيته الروح الوطنية والارادة الثابتة، واسمى معاني التضحية مقدما هم وطنه الكبير الجنوب قبل اي احلام او اماني وتطلعات اخرى ، ويعتبر الشهيد ابرز قيادات الحركة الشبابية لتحرير واستقلال الجنوب ، وعضو في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي .

 

ما كان يعلن عن اقامة فعالية او مهرجان او مليونية الا وتراه اول المبادرين في الحضور لها بمختلف محافظات الجنوب ، ظل كالصقر يحوم متنقلا وبجهوده الذاتية من محافظة الى اخرى ، له اسهامات في عملية الحشد لساحات النضال والدعم والمشاركة في تسيير قوافل لدعم جبهات قتال عدة من بينها جبهة الضالع اثناء عملية الحصار لها ابان حكم ضبعان، يعد ابرز المشاركين في معارك تحرير العر من قوات الحرس الجمهوري عام 2011م ، شارك في عملية الهجوم على القطاع الغربي بردفان والذي تكلل بتحريره بسقوط اربعة شهداء وهم عوض الطيري وقندس العياشي واحمد الكبدي ونبيل الخالدي ، واثناء الاجتياح الحوثي للجنوب ، شارك الشهيد القائد في معارك الدفاع عن الدين والوطن في جبهات الحد وجبهة المسيمير مع الشهيد القائد ابو محمد السعدي وفي جبهة بلة مع الشهيد القائد حسين البكري، وفي معارك الدفاع عن الثوابت والمكتسبات الوطنية ، ومحاربة الارهاب في عدن ، فكان الشهيد من ابرز قيادات ابطال المقاومة الجنوبية ، ونائبها الاول في يافع ، ولانه كان يحضى بحب، واحترام وثقة قيادته ، ولما يتمتع به من خبرة وحنكة وقدرات عالية اسندت اليه القيادة قيادة المعسكر التدريبي للمقاومة في مديرية رصد ، وتخرج على يديه كوكبة من ابطال المقاومة الجنوبية الذين قام بتاهيلهم في مديريات عدة من بينها الحد والمفلحي ، واستشهد في في عملية غادرة رحمة الله تغشاه مساء 19/ فبراير / 2022م في عملية غادرة وهو يقوم بواجبه الوطني بتدريب افراد المقاومة الجنوبية في مديرية رصد.

 

عش قرير العين ابا رضوان وابا اسامة وابا عبد الرحمن فان ذكراك وتاريخك النضالي الحافل بانصع مواقف التضحية والفداء ستبقى محفورة في ذاكرتنا وقلوبنا ووجداننا ما بقينا احياء لن تمحى ابدا ، لقد بكينا يوم تشييعك اليوم لاننا لن تتمالك انفسنا لنكبت مدى الحزن المتراكم فينا ، ونحن نودعك بظروف نحن في امس الحاجة فيها اليك ، ولكننا لا نملك سوى الدعاء لك بان ينور الله قبرك ويرحمك، ويغفر ويعف عنك ، ويجعل جنات الفردوس دار قرار لك ويجمعنا فيك في جنات النعيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى