نتنياهو والتحدّي الأكبر: تيوقراطية أم ديمقراطية؟

 

جسّد خطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هذا المساء بشأن تأجيل مناقشة ما يسميها “إصلاحات قضائية” تصميما وعنادا على المضي قدما بتحويل أهم صلاحيات القضاء إلى الكنيست. ويعتقد أن لديه أمالا قوية بين أعضاء البرلمان الإسرائيلي بالنظر إلى التركيبة الحالية لتحالف اليمين واليمين المتطرّف حوله، وبالتالي شدّ عضد حليفه إيتامار بن غريف وزير الأمن القومي في الحكومة الإئتلافية حاليا.

 

هو محام ومستوطن متعصب وزعيم جماعة صهيونية دينية تسمى “القوة اليهودية”، وقد وُجّهت التهم إليه أكثر من خمسين مرة (يقول إنه تمت تبرئته ستة وأربعين مرة). وقد أدين بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية يهودية، وهو رقم قياسي دفع الجيش إلى رفض توجيهه.

 

وفقا لرؤية برنارد أفيشاي أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة دارتموث ومؤلف كتابي “مأساة الصهيونية” و”الجمهورية العبرية”، يمكن تقسيم الأحزاب والتكتلات الحزبية في الكنيست إلى ثلاث مجموعات: أولا، أكبر تحالف بأربعة عشر مقعدًا هو “الصهيونية الدينية” التي كان أسلافها منشغلين بالحفاظ على الامتيازات الحاخامية التي منحها الانتداب البريطاني في دولة إسرائيل الجديدة، مثل الإشراف على قوانين الزواج والدفن، واعتناق اليهودية، والغذاء وفقا حرمة الكوشر، والمدارس الدينية التي تدعمه الدولة – ولكن منذ عام 1967، تجاوزتها المزاعم المسيحية لمستوطني الضفة الغربية. ثانيا، يمثل أو الأرثوذكس المتطرفون أو “الحريديم”، الذين يشغلون سبعة مقاعد ، مجتمعات منعزلة تعيش بشكل رئيسي في القدس وحولها. ثالثا، “شاس”، الذي يشغل أحد عشر مقعدًا، هو حزب شعبوي مناهض للنخبة من المهاجرين الشرقيين الأرثوذكس من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والذين يُعتبرون أفقر وأقل تعليماً.

 

ستستمرّ المعركة بين شق إسرائيلي يميني يتمرد على مقومات الديمقراطية وشق يساري حداثي يتمسك بالعلمانية ومقاومة مشروع الدولة اليهودية في القرن الحادي والعشرين. لكن ما لم تُعد المعارضة في الكنيست تكتيكاتها قبل بدء جلسات المناقشة، فإن نتنياهو وبن غفير لن يتوقفا عند أي حدود منطقية للمجازفة بروح الديمقراطية.

نتنياهو والتحدّي الأكبر: تيوقراطية أم ديمقراطية؟ نتنياهو والتحدّي الأكبر: تيوقراطية أم ديمقراطية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى