أخطر تقرير إستخباراتي أمريكي يفضح الأطراف المستفيدة من الحرب في اليمن

أخطر تقرير إستخباراتي أمريكي يفضح الأطراف المستفيدة من الحرب في اليمن ..الخطر القادم من البحر على رئيس بلد المخاطر ..*

بقلم/توماس فريدمان :

 

عند وصولي إلى مطار صنعاء كنت قلقا إلى حد كبير مما قد ينتظرني في اول شوارع المدينة المكتضة بأسرار نظام حكم مركب يسري فيه التداول السياسي للإرهاب بسلاسة وانسياب التداول السلمي للسلطة في الولايات المتحدة ، هكذا تقريبا درجت العادة في بلد إندمجت فيه دولتين لكنه في واقع الأمر بلا دولة .*

 

منذ إزاحة الحزب الاشتراكي الجنوبي عسكريا في حرب 1994 التي حقق فيها المتطرفون اول إنتصاراتهم ؛ إرتبط إستقرار تقاسم نفوذ السلطة بتوازن كفتي التقاسم الآمن للتنظيمات الدينية المتطرفة بين تحالفات وشراكات قوى الخليط اليمني القبلي والسياسي والديني .*

 

توقعت لوهلة انه من الممكن أن يستقبلني عند آخر درجة من درجات سلم الطائرة أسامة بن لادن نفسه ؛ وسألت نفسي : هل إطلع الناس هنا على تقرير صحفي نشرته عام 1999ضمًنت فيه شهادة استاذ جامعي سوداني أكد لي أن عبدالمجيد الزنداني شريك أسامة بن في الارهاب والتجارة إشترى من السفاح محمد آدم السوداني عام 1999 اعضاء الطالبات اللاتي ذبحهن في مشرحة جامعة صنعاء ، تخيلت الرجلالزنداني ذو اللحية الكثة يضع اصبعه الضخمة في انفي ويدفعها بقوة إلى الاعلى ليصل إلى زرقة حدقة عيني على امل إكتشاف سر زرقة العيون الاوربية التي تشبه عيني يسوع .

 

من مطار صنعاء إلى فندق تاج سبأ وسط صنعاء طريقين ؛ احداها تمر امام معسكر جنرال صُنِف ضمن القائمة السوداء الامريكية ونجحت مساعي قطرية قبل خمسة اعوام من إسقاط إسمه من القائمة ؛ فيما الطريق الثانية تمر بخط واسع وسريع على اليمين منه تقع كلية الطب والمشرحة التي ذبحت فيها قرابة 12طالبة جامعية وعلى اليسار جامعة الايمان الجهادية الاكثر تصديرا للمتطرفين حسب تعبير مسؤول إماراتي .

 

في الطريق إلى الفندق كل من استقبلني ومن تحدثت معه كسائق السيارة التي اقلتني وهي سيارة يحي إبن شقيق الرئيس صالح ؛ ذهب عني الخوف شيئا فشيئا وتوصلت إلى نتيجة سريعة وودت لو استطيع التعبير عنها لهم وهي : متى تنتهي مهمة الارهاب في الجنوب .!؟

 

جميعهم شددوا على خطورة علاقة نشاط الإرهاب وتنظيماته في الجنوب بالاحداث وألاحتجاجات الانفصالية هناك ؛ حتى رئيس وزراء اليمن السابق الذي فارق الحياة العام الماضي “عبد الكريم الارياني” ومن في مجلسه حدثوني عن ذلك بحرارة من يشعر بالسعادة أن الارهاب في الجنوب فقط

وربما اصاب الارياني الهدف حينما سألني حسنا ياتوماس ، هل كان يستلزم الامر ظهور “عبد المطلب” لتأتي اخيرا لزيارتنا ؛ اعترفت له بان ماقاله صحيح ، لأن النيجيري “عبدالمطلب” تدرب في اليمن على يد القاعدة وقيل في “معسكر من معسكرات الجيش” وحاول أن يفجر طائرة تابعة لشركة نورث ويست في يوم الكريسماس ، فقررت أنه عليً أن ارى اليمن اولا .

 

امضيت 20 يوما في صنعاء وعشرة ايام في عدن ؛ بين متجول في حي كريتر ونائم في قصر المعاشيق ؛ تعرفت على كبار لاعبي السياسة الامريكية ؛ محركيها وحماة مصالحها في منطقة الشرق الاوسط والقرن الافريقي ؛ وعند عودتي إلى واشنطن بقيت على اتصال بهم ومازلت اتبادل الزيارات معهم وخاصة العاملين في القاعدة الامريكية بجيبوتي .

في هذه القاعدة العسكرية يقع مركز عمليات المخابرات CI A وملتقى العملاء المحليين في منطقة تمتد من ارض الصومال- وليس جمهورية الصومال- وجيبوتي واريتيريا وإثيوبيا وعمان ومن اليمن عدن وحضرموت .

 

ما اود قوله مما سبق ؛ هو مالم تتوقعه الادارة الامريكية ؛ لكنها تقبل به او بالاحرى قبلت به وبالنسبة لي هو اقرب الى الحقيقة على ضوء تداخلات النزاع العسكري الذي يشهده اليمن منذ اواخر 2014 وحتى اللحظة ؛ من غير معرفة من هم الخصوم الانداد ومن المستهدف .!

 

تقول المعلومات من مصدر أمريكي مسؤول إلتقيته بمعية الزميل “مارك ليشن” الباحث الامريكي المتخصص في الشؤون الدولية في ليلة اعياد راس السنة بكاليفرونيا ؛ أن وحدة متخصصة من الجيش العماني هي من تقوم بنقل السلاح الايراني الى اقرب نقطة من الحوثيين المتمردين والمسيطرين على مركز السلطة في صنعاء ومعظم مقاطعات اليمن الشمالية والغربية ؛ وأن شركات الخدمات النفطية التي يمتلكها اكثر انداد الحوثيين _كرجل الاعمال حميد الاحمر والجنرال محسن الاحمر ؛ تتسلم السلاح الايراني من العمانيين وتقوم بإيصاله الى الحوثيين عند آخر نقطة تواجدهم بين محافظة مارب وشبوة .

 

المخابرات الامريكية لم تبلغ الرئيس هادي ولا حليفتها السعودية ؛ مع انها وعدت بتقديم المعلومات الاستخباراتية للتحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وقوات صالح ؛ وربما هذا هو اول تقرير يمكن ان تبني عليه المملكة السعودية إستفهاما خليجيا يفحص الجارة سلطنة عُمان .

 

السعودية بإمكانها إجراء فحص للشاحنات التابعة للجنرال الاحمر ورجل الاعمال حميد الاحمر وكلاهما منتميان الى اعلى مراكز النفوذ في السلطة والحكم ولحزب الاصلاح الاسلامي جناح الاخوان المسلمين في اليمن ؛ فعملية شحن السلاح في الشاحنة التي هي في الاصل لنقل وقود المحروقات تتم عن طريق إستخدام مادة تثبيت من الصعب محوها وعبر تقسيم صهريجها الى مربعات ؛ وفي حال إزالة هذه المربعات فإن عملية الإزالة تترك اثر يؤكد أن الشاحنة أستخدمت لنقل مادة غير سائلة ؛ هذا ماتم ضبطه في دول كثيرة كانت الحروب إستثمارا جيدا لاطرافها المتنازعة وخاصة الحروب التي تكون بالنيابة عن اطراف خارجية .

 

قبل اسبوعين إنتقلت إجراءات الرئيس هادي الى الممنوع ؛ ذلك بنقل لواء الهيمنة 37 مدرع من غرب محافظة حضرموت الى مارب ؛ وتسبب القرار والتنفيذ الفوري قطع تدفق ثلثي السلاح الايراني الى الحوثيين ؛ ويكون الرئيس هادي ايضا في ذات الاجراء قد تسبب في تقليص دخل شركات الاحمر سالفة الذكر من 2 مليون دولار وبصورة شبه اسبوعية الى اقل من 200 الف دولار اسبوعيا .

 

الولايات المتحدة عن طريق الC I A ابلغت الرئيس هادي بردود فعل محتملة للاطراف المتضررة من قراره ؛ يقول مدير مكتب المراسلات في سي اي ايه ان وزير الامن في حكومة هادي تسلم البلاغ ومن المفترض ان يكون الرئيس قد اطلع على مضمونه قبل ليلة عيد الميلاد باسبوع .

 

البلاغ ارفق بثلاث فرضيات توقعت فيها المخابرات الامريكية ان ثمة مخطط للإنتقام من الرئيس هادي ومن القرائن الدالة على ذلك تلك التدريبات في سواحل المخا لزوارق بحرية ايرانية الصنع ؛ تمويهية عوامة تحت عمق عشر امتار من سطح الماء تمكنت دورية بحرية امريكية من إحتجاز احداها في المياه الدولية وعثرت بداخلها على خرائط لقصر المعاشيق ومعلومات دقيقة عن إرتفاع قصر المعاشيق عن سطح ماء البحر ورسومات تبين مستويات العمق لمياه البحر ومناطق النتوءات الصخرية المحيطة بقصر المعاشيق المقر الدائم للرئيس هادي عوضا عن العثور على تفاصيل اخرى ذات صلة_ لا استطيع مواصلة سردها_

 

في الختام اود التنويه ان هذا التقرير التوليفي عن البلد العربي الخطير “اليمن” تضمن معلومات خطيرة لم يسبق ان نشرتها في اي وسيلة نشر صحفي ؛ فقط كتبتها الى جروب المحامي الامريكي الشجاع صديقي النبيل ذو الاصول اليمنية نشوان البعداني .

 

ارجو أن تبقى قيد تداول اعضاء الجروب ؛فجميعكم اعزائي محامين امريكيين وامريكيين من اصول عربية .

  • توماس فريدمان

منقول

زر الذهاب إلى الأعلى