رسالة الى مندوبي اللقاء التشاوري الجنوبي 

 

تحاورتم وتشاورتم بعقول واعية منفتحة على بعضها، على حاضر و مستقبل وطننا وشعبنا الجنوبي، وعلى قاعدة الإيمان بالثوابت الجنوبية والعزم الوطني الراسخ في الانتصار لارادة الشعب وخياراتة الثورية التحررية وفي مقدمتها التحرير والاستقلال ،وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، فتوافقتم إرادة وأداء، مبدأ وهدف، وميثاق نضال وبناء.

 

نبارك نجاح لقائكم التشاوري التاريخي، ونؤيد كل مخرجاته ونتائجه وثقتنا مطلقة بأن تلك النتائج تمثل اضافة نوعية فارقة الى حصيلة النضال الثوري التحرري لشعبنا الجنوبي ، بل إنها تتويج ضافر لذات النضال.

 

لقد كان لقائكم التشاوري الحواري المنعقد في العاصمة عدن وبدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي وبرعاية من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، لقاء كل جنوبي من المهرة الى باب المندب ، ليس، فقط، لانه ضم مختلف المكونات والطيف السياسي والاجتماعي والاكاديمي والشبابي والنسوي الجنوبي

، بل ولانه جاء استجابة ملحة لإستحقاقات شعبنا ونضالاته التحررية ، ولإشتراطات ومعطيات ومتغيرات الواقع الراهنة بابعادها الوطنية والاقليمية والدولية ، وما تحتمه هذه المتغيرات من حاجه ماسة لحوار وطني جنوبي شفاف و مسؤول يفضي إلى تعزيز الوحدة الاجتماعية والسياسية الداخلية ويرسم الاتجاهات العامة لاستراتيجية العمل الوطني على طريق إستعادة دولة الجنوب بحدودها الجغرافية والسياسية ما قبل 22 مايو 1990م ، وتحديد الاتجاهات الرئيسية لدولة الجنوب القادمة والتوافق على وضع مشروع ادارة المرحلة الراهنة حتى استعادة دولة الجنوب.

 

كل شرائح شعبنا الجنوبي وفي طليعتها القوات المسلحة والامن الجنوبي ، تعبر اليوم عن فخرها وإعتزازها بكم وبما انجزتموه ، كل مواطن جنوبي، راى رايات النصر النهائي ترفرف في ختام لقائكم التشاوري، ونتم توقعون على ميثاق الشرف الجنوبي وفق برتكول ومراسيم رجال الثورة و الدولة ، رأينا حقاً خريطة الجنوب ورايته في وجوهكم النابضة بالوطنية الجنوبية، وفي وحدتكم وتماسككم.

 

على هذا النحو والسياق والاتجاه ، سننتصر حتماً وعما قريب ، لمستقل وطننا واجيالنا ، طالما وجميعنا يؤمن بأن لحمة ووحدة وتماسك الشعب الجنوبي وإرادته التواقة للحرية والتحرير والاستقلال كانت وستظل نقطة البداية ونقطة المنتهى لانتصار الجنوب وطناً وشعباً ، سننتصر لدماء شهدائنا وجرحانا ، لمن أُسروا وخطفوا واخفوا قسراً في سجون الاحتلال ومليشياته ، سننتصر على الارهاب ، للحياة والامن والاستقرار على صعيد وطننا الجنوب والمنطقة والعالم .

 

وختاماً ، في هذا الحدث العظيم والتحول التاريخي، برز مجلسنا الانتقالي الجنوبي، كعادته ودأبه ونضاله كممثل شرعي لكل شعب الجنوب، الى مستوى المسؤولية والطموح ، حيث اثبت مجدداً انه الكيان الجامع لكل الطيف الجنوبي ، القادر على اتخاذ القرارات المصيرية والمبادرات السياسية والاستراتيجية ، اثبت ، انه روح الوحدة الوطنية الجنوبية وعمود إصطفافها، في إحتضانه التنوع والتعدد والإعتراف بالآخر, والإيمان بحق الجميع في الشراكة والمواطنة المتساوية والعدالة التي تحمي كل حق ، وتعمل على جعل ماهو مختلف مؤتلف .. رأيناه وهو يحتضن بكم كل الوطن الجنوبي جغرافياً وشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى