المتحوثون الشرعيون .. بقلم ✍🏻 نديم أمان
العاصفة نيوز: ✍🏻 نديم أمان

كلما خطى الجنوب خطوة في الجانب العسكري او الأمني او السياسي وحتى الخدمي ، سارعت القوى اليمنية منها النازحة في الجنوب ، الى محاولة تأطير سيطرة مليشيات الحوثي على الشمال ، كأمر واقع ووضع تلك السيطرة المليشاوية ضمن الخيارات الوطنية اليمنية القابلة للإعتراف.
لم تستقر القوى اليمنية على موقف ، كانت تتظاهر بالموقف الرافض للحوثي في حديثها الإعلامي ، اليوم الحديث هو الآخر آخذ بتقلبات شائهة ، إذ صارت حقيقة أن الحوثي مشروع إيراني ، مجرد وجهة نظر لها وجهات نظر أخرى، كما أصبح خيار الحرب عليه والقضاء على انقلابه يتوزع بالقبول والرفض بين النخبة السياسية والعسكرية اليمنية .
عبدالملك المخلافي وهو نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة اليمنية، في سياق حديثه عن رؤية الحل الشامل ، تحاشى استخدام مفردة الحرب أو الحسم أو المواجهة مع الحوثي ، وقال : حل الموضوع مع الحوثي هو القضية الأولى، ثم استعادة الدولة، بشرط ألا يفرض أي طرف خياراته بالقوة” بمعنى اوضح ، اصبح الإنقلاب الحوثي موضوعاً .
مؤخرًا أنجز الجنوب من خلال مجلسه الإنتقالي وقواه الوطنية وكافة مكوناته وشرائحه ميثاق شرف وطني وتوج أولى مراحل حواره في الداخل والخارج بوحدة صف وتلاحم جنوبي غير مسبوق، وكان من المفترض على القوى اليمنية التي تدعي مجابهة الحوثي ومشروعه الإيراني ، المباركة أو إلتزام الصمت ، لكنها وبوقاحة إنساقت في رد فعلها إلى منحى تصالحي مع الحوثي وتبرير لخطاباته المسعورة التي توعد فيها بالموت للجنوب وشعبه ، كما دعت تلك الأطراف اليمنيين إلى الإلتفاف خلف الحوثي للحرب على الجنوب ودول التحالف العربي، وهذا ما ورد على لسان نائب مجلس النواب اليمني عبدالعزيز جباري.
تلك القوى اليمنية، التي إستعدت ومنذ البداية إلى خيار التسليم للحوثي ، بقابلية المصالحة معه لا مقاومته، او التشرد إلى حيث ينتهي تأثيرها ووجودها ويمكنها من تسويق خطره ومهدداته بعقلية الترزق والإبتزاز للإقليم والعالم، تربط موقفها من الحوثي بمسقبل وجودها في الجنوب ونهب ثرواته ، فعندما تشعر بالإطمئنان لهذا الوجود المرفوض شعبياً في الجنوب تنظر إلى الحوثي ومشروعه الإيراني من زاوية استحالة تعريفه كحالة وطنية يمنية او تيار سياسي له مشروع وطني ، وعندما تشعر بأن رحيلها قد إقترب لا سيما من وادي وصحراء حضرموت والمهرة ، تتحول الى أبواق، تجمل قبح المليشيات الحوثية وتبرر كل هذا المآل الذي وقع فيه اليمن وتبعاته وآثاره المخزية الفادحة .