قناع التدين ,, وتقييم الذات من الداخل.

.

كتب / نجيب الداعري

الحياة قصيرة ,لا تستحق ان يقسو احدنا على الاخر اكثر من اللازم,, فقد كثرت فيها المصائب والمشاكل والويلات والنكبات الدنيوية وظهر فيها عدة نفر من عامة الناس لمع نجمهم وصاروا يعدون انفسهم من الهامات التي يقتدى بها, بل والادهى من ذلك ظهرت ملامح لأشباه الرجال يدّعون بانهم ملتزمون بما شرعه الدين من الخلق والالتزام,, متخذين من اللحى المرسومه على واجهتهم الأمامية سلم وطريق للوصول لغايات شخصية رسمتها لهم مخيلتهم وبنات افكارهم المعتوهه, فليس كل ملتحيا متدينا,, ولاجل ان تكون حجة المتدين حقا وليس الذين يلبسون قناع التدين وما اكثرهم يجب يقيم الانسان نفسه دينيا ويتمسك بالخلق الرفيع لا ان يكون مداهنا , فالمتدين الصالح لديه ايمان بوجود خالق للكون، وإله لابد من عبادته ويجعله مرجع له في حياته وملتزم بتعاليم الخالق في المعتقدات والعبادات والمعاملات والأخلاق والعلاقات، ويجنب نفسه الأشياء والأمور التي نهى عنها الخالق وحرم فعلها،
وأن يكون لديه وازع ديني قوي في الصبر والتحمل على المصائب والمشاكل لأيمانه المطلق بالحصول على الأجر والثواب من الله تعالى،
فهل انا وانت من اؤلئك المتدينون حقا
فقبل الخوض في غمار التدين يجب ان يعلم المتابع بان( كلماتنا ليست عامة بل مضمونها يشمل من جعل من لحيته وسيلة يرتزق منها وجعل الدين اداة لتحقيق رغباته الدنيوية والذي تراه ملتزم بإداء امور دينه امام الخلق ليقال عنه كذا وكذا ويحصل على المديح , ويجهل يقينا بان الدين هو المعاملة, فترى ذلك بام عينيك وان تشاهد ذلك المتصنع بتعامله مع مجتمعه وعند ابسط موقف او تختلف معه بالراي او تكون لك سمعه طيبة افضل منه, فقد ترى العجاب, فتشاهده
يضرب بتعاليم الدين الحنيف الذي كانت بالنسبة له وسيلة دنيوية لا اكثر عرض الحائط وتبدأ الصفات المسيطرة عليه والتطبع الذي طغى على كل طباعه من الحقد والحسد والبغض والكراهيه في الظهور شيئا فشيئا, وتناسى بانه كان مثلا وقدوة حسنه يقتدى بها يوما ما في كل الامور الدينية والدنيوية,,

نصيحتنا لمن هم على شاكله هؤلاء ممن اتخذوا من الدين واللحيه زيفا وكذبا لتحقيق اهداف شخصية ,ليسمو نجمهم ويعلوا شأنهم في محيطهم المجتمعي, اعلموا ان حبل الكذب قصير, والله يمهل ولا يهمل ويعلم بصغائر الامور وما تخفي الصدور, فاياكم والتصنع باسم التدين , وتعلموا ان تظهروا محبتكم الصادقة لمن تحبون وعبروا لهم عن مدى حبكم واحترامكم لهم, ولا تنسوا بان ديننا الحنيف لم يغرس فينا صفات الحسد والحقد وتتبع العثرات والبغض وغيرها من الصفات الذميمة, فقد ياتي يوما وترحل انت او سيرحل من حقدت عليه, فاحذروا ان تجرحوا ثم تقوموا بخياطة الجراح قبل تنظيفها من الداخل, فالدين هو المعاملة ويقتضي ان تناقش وتبرر وتشرح وتعترف وتتنازل لاجل ان لا تخسر من تحب , فالحياة قصيرة جدا ولا تستحق ان تعامل الاخرين بكبرياء.

يجب ان يعلم ذلك المتصنع للدين, بإن غدا سيكون مجرد ذكرى فقط, والموت اذا جاء لا يستأذن احد ,و كلنا راحلون , ولكن السعيد من يرحل وهو راضا عن تصرفاته, يرحل وقد جعل له ذكرى طيبه, وتعامله كان خالصا لوجه ربه الكريم,,
فــ سامح من اساء اليك, واياك النظر في امور لا تعنيك فالله تعالى فانت محاسب على عملك فقط قال تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة)…

والله من وراء القصد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى