أمهات سوريات بين مخاوف الهجرة وتحديات اللجوء

العاصفة نيوز /متابعات /عمّان /ماجدة أبو طير

الشعور بالقلق والخوف من قرار اتخذ في لحظة وقد تكون النتائج كارثية في حال لم تنجح الخطة، هذه هي حالة السورية، أم حور، التي اتخذ زوجها قرار الهجرة إلى ألمانيا منذ شهرين، ولغاية الآن ينتظر أن تحمله القوارب غير الشرعية إلى البحر الأبيض المتوسط، أملاً في الوصول إلى مراده.

 

حالة العشرينية أم حور هي حالة العديد من السيدات في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، فصعوبة المعيشة وعدم القدرة على استبصار المستقبل دفعت الرجال إلى توجيه بوصلتهم نحو الهجرة.

 

تقول أم حور في حديثها لـ«البيان»: أفكر كثيراً في مصير أسرتنا، وما الخيارات المقبلة عليها، وهل سينجو زوجي من رحلة البحر!، وإذا لم تنجح الخطة فإن أمامه خيارات صعبة تتمثل في العودة إلى سوريا أو لبنان، وجميع هذه السيناريوهات تجعلني خائفة في حيرة من أمري وخاصة أنني انتظر مولوداً بعد أشهر، ولدي طفلة صغيرة لم تتجاوز الخمس سنوات.

 

تعتمد السورية اللاجئة في الأردن أم حور، على العيش مع أسرة زوجها، فهم يساعدونها بالمصروف الذي تحتاجه، وعند سؤالها، ما الذي دفع زوجها للهجرة؟ أوضحت أن ظروف المخيم باتت غير محتملة، وزوجها حلمه أن يكمل دراسته الجامعية ولم يتمكن من ذلك، ويعمل ساعات طويلة في الزراعة مقابل دينار واحد للساعة، وهي حياة غير مستقرة بكل المقاييس.

 

اتجه أبو حور مع عشرات الشباب للسفر إلى ليبيا بعد الاتفاق مع أشخاص أكدوا له قدرتهم على مساعدته مقابل مبالغ محددة. وتشير أم حور إلى أن زوجها جمع المال من أهله ومن أهلها مقابل السفر، جامعاً مبلغاً يقارب 3 آلاف دولار، تاركاً الأسرة وراءه للقدر وما يحمله من أحداث.

 

حياة بائسة

 

أما أم وسيم من ذات المخيم فقد تنفست الصعداء بعد أربعة أشهر من القلق على مصير زوجها الذي سافر إلى ليبيا رغبة في الوصول إلى أوروبا عبر البحر، واستقر زوجها بعد رحلة أدت إلى سجنه ثلاث مرات في سجون ليبيا ترتب عليها دفع مبالغ كبيرة وسوء معاملة، في أحضان ألمانيا التي لم تكن في باله، وكان ينوي الهجرة إلى بريطانيا.

 

تقول العشرينية أم وسيم لـ«البيان»: حياة اللجوء في المخيم باتت بائسة، ولم يعد لدى زوجي عمل خاصة بعد ذهاب المنظمات الإنسانية وإغلاق مكاتبها، ولدينا ثلاثة أطفال في عمر المدرسة ويحتاجون لمصروف عالٍ، لم يعد زوجي قادراً على توفيره. كان أبو وسيم متردداً في الذهاب لهذه الرحلة، ولكن دفعته الحاجة والقلق على مستقبل الأبناء.

 

ورغم رحلة البحر المحفوفة في المخاطر إلا أنه تمكن أخيراً من النجاح. تشير أم وسيم: في السابق كان الخوف على مصير زوجي يسيطر علي، الآن باتت مسؤوليات الأطفال في رقبتي، وسأنتظر طويلاً حتى أتمكن من السفر، وحالياً أعيش على 50 دولاراً تقدمها المفوضية لي شهرياً، وهو مبلغ قليل جداً لعائلة!

 

إحصاءات

 

ووفقاً للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا فإنه تم تسجيل 351 ألفاً و915 طلب لجوء في ألمانيا عام 2023 بزيادة 51 % مقارنة بالعام 2022 ، وهو العام، الذي تقدم فيه ما مجموعه 217 ألفاً و774 شخصاً بطلب لجوء في ألمانيا لأول مرة، وهو ما يزيد بنسبة 47 % تقريباً عن العام الماضي.

 

وأظهرت بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، أن معظم المتقدمين بطلبات اللجوء في ألمانيا في العام 2023 كانوا من سوريا تليها تركيا وأفغانستان، وغيرها من دول.

 

وتشير إحصائيات لمنظمة الهجرة الدولية، إلى أن هناك أكثر من 1800 وفاة لعام 2023 في البحر الأبيض المتوسط لأشخاص حاولوا الهجرة إلى دول أوروبا مقارنة بالعام 2022، حيث بلغت الوفيات 1400 شخص لقوا حتفهم على نفس الطريق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى