البحر يستمر بابتلاع المهاجرين والدول تتوعد الناجين منهم باجراءات لجوء مشددة
العاصفة نيوز/ متابعة
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الأحد، عن مصرع 13 مهاجراً وفقدان 14 آخرين بغرق قارب يقلهم قبالة السواحل اليمنية الأسبوع الماضي.
وقالت المنظمة في بيان تابعته ( العاصفة نيوز)، إن “قارب المهاجرين انقلبت يوم الثلاثاء الماضي قبالة سواحل محافظة تعز اليمنية، بعدما انطلق من جيبوتي وعلى متنه 25 مهاجراً إثيوبيا وشخصين يمنيين”.
وأوضحت أن “من بين الضحايا هناك 11 رجلاً وامرأتان. وما تزال عمليات البحث جارية على أمل العثور على المهاجرين المفقودين المتبقين وكذلك القبطان اليمني ومساعده”، مشيرة إلى أنه “ما يزال سبب غرق السفينة غير واضح في هذه المرحلة”.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالإنابة في اليمن، مات هابر “تمثل هذه المأساة الأخيرة تذكيراً صارخاً بالمخاطر التي تواجه المهاجرين على هذا الطريق”.
فيما عثر عناصر الإنقاذ الخميس الماضي على أربع جثث أثناء البحث عن مفقودين بعد غرق قارب مهاجرين في نهر درينا الذي يفصل بين صربيا والبوسنة، حسبما أفادت السلطات.
وقالت الشرطة الصربية إن عدّة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين بعد انقلاب قارب يحمل 25 مهاجراً على الأقل بالقرب من بلدة ليوبوفيا الحدودية في صربيا في وقت مبكر من الخميس الماضي.
ونقل بيان الشرطة عن وزير الداخلية إيفيتسا داتشيتس قوله إنّ شرطة الحدود الصربية أُبلغت صباح الخميس “من قبل سلطات الحدود البوسنية ومن أحد السكان، بأنه خلال الليل انقلب قارب يحمل مهاجرين أثناء محاولة عبور نهر درينا من صربيا”.
وعثرت الشرطة على 18 شخصاً، من بينهم ثلاثة أطفال، تمكّنوا من الوصول إلى الضفة، بينما يواصل عناصر الشرطة والإنقاذ البحث في المنطقة عن مفقودين.
وفي وقت لاحق من النهار، عُثر على أربع جثث بينما تستمر أعمال البحث.
وقال بوريس ترنينيتش مدير الإدارة الإقليمية في الإدارة المدنية في البوسنة والهرسك لوسائل إعلام محلية “بما أنّه تم العثور على هذه الجثث الأربع بالقرب من صربيا، فقد تولّتها الشرطة الصربية. وواصل فريقنا البحث”.
توعد وترحيل
وتعهدت حكومة كير ستارمر، الأربعاء الماضي، باتخاذ إجراءات صارمة، تتمثل بزيادة عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين في بريطانيا إلى أعلى معدل في 5 سنوات، وذلك بعد أن شهدت البلاد، اضطرابات وأعمال عنف مؤخراً، وفي إطار سعي الحكومة إظهار استجابتها لمخاوف البريطانيين بشأن ارتفاع معدلات الهجرة.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية في بيان أوردته “بلومبرغ“، إنها “ستجند ما يصل إلى 100 ضابط استخبارات في وكالة مكافحة الجريمة الوطنية للمساعدة في تفكيك مجموعات الجريمة المنظمة التي تدير معابر القوارب الصغيرة لطالبي اللجوء عبر القنال الإنجليزي”.
فيما قال زعيم حزب الحرية النمساوي هربرت كيكل، الأربعاء (21 آب/ أغسطس 2024)، خلال تقديم البيان الانتخابي للحزب: “إننا نحتاج إلى إعادة تهجير”، بإعادة المهاجرين إلى أوطانهم الأصلية، مستخدما مصطلحا شائعا في الدوائر اليمينية.
وقال إن عدد طلبات اللجوء يجب أن ينخفض إلى الصفر لأن النمسا محاطة بدول آمنة. ويعارض حزب الحرية النمساوي أيضا إمكانية انضمام أفراد الأسرة إلى المهاجرين الموجودين بالفعل في النمسا، في محاولة لجعل الهجرة غير جذابة.
وقالت عضوة البرلمان عن حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف داغمار بيلاكوفيتش إنه يجب ممارسة الضغط في المدارس أيضا على الأجانب القادمين من دول ذات أغلبية إسلامية، مضيفة أنه “لا ينبغي فصل التلاميذ الذين لا يحترمون الآخرين من المدارس فحسب، بل يجب أن يغادروا بلادنا أيضا.” ويحمل البيان الانتخابي لحزب الحرية النمساوي، والذي يتألف من أكثر من مئة صفحة عنوان “حصن النمسا – حصن الحرية”.
فيما حذر غيرغيلي غولياس، الوزير المسؤول عن مكتب رئيس الوزراء في المجر، من أن بلاده قد تلجأ إلى إرسال المهاجرين مباشرة إلى بروكسل إذا استمر الاتحاد الأوروبي في الضغط على المجر لقبول المزيد من طالبي اللجوء.
وقال غولياس خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس الماضي: “إذا كانت بروكسل ترغب في استقبال المهاجرين، فسنوفر لهم تذاكر ذهاب فقط. إذا استمر الاتحاد الأوروبي في جعل من المستحيل علينا وقف الهجرة عند الحدود الخارجية، سنقوم بإرسالهم إلى هناك”.
جاءت تصريحات غولياس ردًا على الغرامة التي فرضتها محكمة العدل الأوروبية في يونيو الماضي والتي بلغت 200 مليون يورو. وفرضت الغرامة على المجر بسبب تجاهلها المتكرر لقوانين اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وخاصةً بعدم إتاحة إجراءات اللجوء بشكل ملائم لمن يسعون إلى الحماية الدولية في البلاد.
انقاذ ما قبل الكارثة
السلطات اليونانية أعلنت اول امس الجمعة إنقاذ ما مجموعه 245 مهاجرا خلال 24 ساعة جنوب جزيرة كريت اليونانية. ومعظم الذين تم إنقاذهم كانوا قد انطلقوا من مرفأ طبرق (ليبيا) ونزلوا في جزيرة غافدوس الصغيرة جنوب كريت. وتشهد كريت تظافر جهود متطوعين محليين لسد حاجات الواصلين مؤقتا ريثما يتم نقلهم إلى البر الأساسي.
وأُنقذ مجموع 245 مهاجرا خلال 24 ساعة جنوب جزيرة كريت اليونانية، وذلك بين الأربعاء والجمعة، حسبما أعلنت السلطات، إلى أن معظم الذين تم إنقاذهم كانوا قد انطلقوا من مرفأ طبرق الليبية الساحلية التي تبعد نحو 180 كلم عن الجزر اليونانية.
وتم احتجاز خمسة أشخاص للاشتباه بأن يكونوا مهربين.
ومعظم هؤلاء المهاجرين وصلوا إلى جزيرة غافدوس الصغيرة التي تقع على بعد 20 ميلا بحريا إلى الجنوب من جزيرة كريت. وغافدوس تمثل أقصى جنوب اليونان، وهي أول نقطة يأتي إليها المهاجرون المنطلقون من ليبيا، ولا يقطنها سوى نحو 100 شخص وتفتقر إلى أي مقومات أو بنى لاستقبال المهاجرين، ما يستدعي نقلهم على الفور إلى كريت.
فيما أنقذت السلطات الأمنية في غرب ليبيا وشرقها، «مئات المهاجرين» براً وبحراً من قبضة عصابات المهرّبين، كما حالت دون غرق عشرات آخرين في «المتوسط»، وسط رصد نشاط متزايد لـ«تجار البشر» على الساحل الليبي، وتساؤلات عن جدوى تعهدات الحكومتين المتنازعتين على السلطة، في التصدي لمثل هذه التدفقات.
وفي عمليتين منفصلتين، أعلنت السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس، إنقاذ 173 مهاجراً من الغرق في «المتوسط»، مع عودة عصابات التهريب إلى النشاط، مستغلة انشغال البلاد بالصراعات السياسية.
ويسلك نحو 100 ألف مهاجر في العام 2023 “طريق البلقان” في مقابل 144 ألفاً في العام 2022، وفقاً لفرونتكس. وسجّلت الوكالة العام الماضي أكثر من 20 ألف قاصر غير مصحوبين بذويهم على هذا الطريق.
وقُتل عشرات المهاجرين في السنوات الأخيرة أثناء محاولتهم عبور نهر درينا الذي يشكل الحدود الطبيعية بين صربيا والبوسنة.