الاستاذ / نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين يسلط الضوء على الأسس والمعايير الحاكمة للتحول نحو الحلول الدائمة ومعالجة النزوح
وبعد ان تابعنا ما تناولته مختلف وسائل الإعلام عن الدراسة و التفاصيل والارقام الواردة فيها.
أرتأينا ان نتناول هذه الدراسة وموضوع التحول للحلول الدائمة من زاوية اخرى تسلط الضوء على هذه المصطلحات والاسس والمعايير الحاكمة لهذا التحول والحلول الدائمة اضافة الى كيف يمكن الاستفادة منه في معالجة النزوح .
هذا ماتطرقنا اليه في اللقاء الصحفي مع الاستاذ/ نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية الذي رحب بنا وابدى تعاونا وسعة صدر لكل ماطرحناه عليه .
* لقاء / عبدالسلام هائل
تصوير / زكي اليوسفي
س: في البداية نود ان تحدثنا عن الدراسه
لماذا هذه الدراسة؟
ما هي المنطلقات القانونية والإنسانية التي اعتمدت عليها الوحدة عند عمل الدراسة؟
وكيف تمت ومن الذي قام بها ؟
* يجيب الاستاذ نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية بالقول : اولا اهلا وسهلا بكم واشكركم على تسليط الضوء على موضوع الدراسة المسحيه التي قامت بها الوحدة.
فالدراسة الهدف منها هو ايجاد خط اساس للبيانات اللازمة للتخطيط للحلول الدائمة فهي توفر كم هائل من البيانات والمؤشرات اللازمة للتخطيط للحلول الدائمة.
وقد قامت بها الوحدة التنفيذية عبر فريقها الميداني المنتشر في جميع المناطق وقد اشتركت معنا بعض الجهات في بعض المحافظات مثل اللجان المجتمعية في العاصمة المؤقتة عدن وكذلك المكاتب التنفيذية في المحافظات ،وقد زودتنا بكثير من البيانات الخاصة بمستوى الخدمات، وساهمت في التحقق منها. وتستند الدراسة الى الولاية القانونية للوحدة التنفيذية حسب قرار انشائها وحسب السياسة الوطنية والتي جعلت من مهام الوحدة جمع بيانات النازحين وكذا البيانات اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية.
كما اننا استندنا الى توجيهات وتوجهات الحكومة برئاسة دوله رئيس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك والتي تعمل على استعادة مؤسسات الدولة لدورها. كما ان الدراسة تنسجم مع خطة عمل الامين العام للأمم المتحدة بشأن النزوح الداخلي.
*تحدثت الدراسة عن حلول دائمة هل لكم ان تحدثونا عن الحلول الدائمة ماذا تعني؟
*الحلول الدائمة تعني وضع معالجات وحلول للنزوح بشكل دائم بحيث لا يبقى للنازح اي حق نشأ بسبب النزوح وهذا يقتضي التحول من العمل الانساني الطارئ الى المشاريع المستدامة والتنموية والحلول الدائمة .
*وهناك ثلاثة خيارات للحلول الدائمة وهي العودة الطوعية للمناطق الآمنة او الدمج في مناطق النزوح أو اعادة توطين النازحين في منطقة ثالثة.
س : هل هذه الخيارات مطلقة وغير مقيدة بشروط؟ ومن الذي يحدد الاخذ باحد الخيارات دون غيرها من الخيارات ؟
*هذه كخيارات نظرية وتنفيذها محكوم بعدة اشياء اولا :
يتطلب ان تكون طوعية وباختيار النازحين انفسهم.
الخيار الثاني والثالث لابد يكون بموافقة المجتمعات المضيفة والسلطات المحلية فلا يصح ان يتم دمج نازحين او إعادة توطينهم في ظل رفض المجتمعات المحلية لان ذلك سيخلق مشكلة مجتمعية جديدة.
وإستكمالاُ لتوضيح الحلول الدائمة فهي تعني ان تكون الدولة ومؤسساتها هي القائد والمخطط والمالك للحلول ويجب ان تبدا الحلول الدائمة من اعادة تأهيل مؤسسات الدولة ويكون ذلك اما من الموارد المتاحة او عن طريق دعم المجتمع الدولي.
*س : ذكرتم ان الخطة تنسجم مع خطة الامين العام للأمم المتحدة لمعالجة النزوح نريد ان تسلط الضوء على هذه الخطة ؟
*هذه الخطة اطلقها الأمين العام للأمم المتحدة في منتصف عام 2022 وقد اعدت بناء على تقرير الفريق رفيع المستوى المعني بحلول النزوح وهو تابع للأمين العام للأمم المتحدة , وقد تضمن التقرير تشخيص دقيق لازمة النزوح وأسباب عدم معالجتها كما تضمن جملة من التوصيات اللازمة لمعالجة النزوح .
تقود خطة الأمين العام تحول جذري في آليات الأمم المتحدة وتعمل على خلق اليات فعالة تؤدي الى حلول ومعالجات للنزوح ولا تركز فقط في التعامل مع النزوح كواقع دون عمل حلول له كما كان سابقاً، وتركز على معالجة النزوح وفق نهج ترابطي في مراحله الثلاث فما ان يقع النزوح حتى يتم البدء بالتخطيط للحلول الدائمة كما ان الخطة تركز على تحفيز الحكومات الوطنية للقيام بدورها في معالجة النزوح من خلال دعمها وبناء قدراتها لتصبح قادرة على معالجة النزوح.
وقد حددت وبشكل واضح مسؤوليات وواجبات الأمم المتحدة والوكالات التابعة وكذا وضحت ان الحلول الدائمة يجب ان تكون بقيادة الحكومات الوطنية. اضف الى ذلك دعت الخطة الوكالات الأممية الى بناء قدراتها وتطوير الياتها بما يتواءم مع التحول نحو الحلول الدائمة.
*س: ذكرتم في اجاباتكم ان هناك تحول دولي نحو الحلول الدائمة ودمج العمل الانساني بالتنموي، هل الجانب اليمني اقصد الحكومي لديه هذه الرغبة في التحول ؟
*نعم يوجد لدى اليمن توجه صادق نحو التحول من العمل الطارئ الى الحلول الدائمة والتنموية وهذا واضح جدا في خطابات دولة رئيس الوزراء وما يؤكد عليه كافة المسؤولين في لقاءاتهم واجتماعاتهم كما ان هذا التوجه تم ايضاحه من خلال المراسلات والمخاطبات بين اليمن والأمم المتحدة ومنها على سبيل المثال بيان اليمن امام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي القاه مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور عبد الله السعدي في مارس 2024 .
*س:هل هناك متطلبات أو شروط للتحول نحو الحلول الدائمة ؟
*نعم هناك متطلبات او شروط لتطبيق الحلول الدائمة وضعها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ روبرت بيبر وهي وجود توجه حقيقي للحكومات الوطنية لمعالجة النزوح وان تمتلك استراتيجية وطنية مقرة من الحكومة وان يكون لها جهه مؤسسية معنية بمعالجة النزوح. واليمن لديها توجه صادق كما اوضحنا ولديها سياسة وطنية لمعالجة النزوح الداخلي في اليمن ولديها جهه مؤسسية معنية بالحلول الدائمة وهي الوحدة التنفيذية للنازحين.
*س : جيد وهل تمتلك الحكومة رؤية واضحة لهذا التحول وكيفية الاستفادة منه ؟
*نحن الان ومع مكتب دولة رئيس الوزراء والامانه العامة لمجلس الوزراء نعمل على بلورة رؤية واضحة لهذا التحول طبعا باشراك كافة الجهات المعنية.
*س : لكن هناك إشكالية مالية وهي كيف يمكن البدء بتنفيذ حلول دائمة في ضل تراجع الدعم والمساعدات الدولية لليمن ؟
*التمويل يعد تحدي كبير جدا يواجه العمل الإنساني والحلول الدائمة ولكن هناك امر مهم يجب ان يعرفه الجميع هو ان المانحين وبعد ان وصلوا الى قناعة ان الأموال التي يقدموها لمعالجة النزوح لم تحدث اثر، ولم تخلق حلول ومعالجات لازمة النزوح، وهذا ماجعل من الضروري التحول من العمل الطارئ الى الحلول طويلة الأمد وفق نهج ترابطي يعالج النزوح في مراحلة الثلاث بوقت واحد لذلك ففكرة الحلول الدائمة هي فكرة جذابة ومقنعة للممولين لتقديم مزيد من المساعدات لمشاريع مستدامة وتنموية تتفق مع اهداف التنموية المستدامة.
*س:انتم في الوحدة بصفتكم الجهة المعنية بمعالجة النزوح هل لديكم رؤية واضحة لمعالجة النزوح ؟ وهل لكم ان تحدثونا عن هذه الرؤية وعن خططكم؟
*لقد انتشر النزوح بشكل كبير جدا فلا توجد منطقة لم تتاثر بالنزوح فهناك قرابة ثلاثة ملايين نازح إضافة الى مليونين وثلاثمائة الف عائد .
ورؤيتنا لمعالجة النزوح يجب ان تكون شاملة ومواكبة لحجم هذا الانتشار. رؤيتنا وبشكل مختصر ان معالجة النزوح مسؤولية الحكومة بكاملها والسلطات المحلية وتكون المعالجات وفق نهج تشاركي بين مختلف الجهات الحكومية والنازحين والمجتمع المضيف والقطاع الخاص ويتم من خلال جميع الجهات الحكومية كلا تقوم بدورها ولابد ان يكون هناك عمل وفق خطط استراتيجية قطاعيا ومحليا قائمة على التنمية ومن ثم تجميعها في خطة عامة محددة التكاليف ومزمنة تقوم هذه الخطط على بيانات واقعية. ولابد ان تشمل هذه الخطة الاحتياجات الفنية والبشرية والمالية للجهات لتصبح قادرة للقيام بدورها وكذلك الاحتياجات لمعالجة النزوح ، كما ان دعم واسناد المنظمات الدولية والمانحين لجهود الحكومة يعد امرا أساسيا لمعالجة النزوح .
*س: هذه رؤية واسعه… السؤال هل تمتلك الوحدة التنفيذية للنازحين الإمكانيات البشرية والفنية والمالية اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ؟
*(خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة) ونحن في الوحدة نمتلك فريق يمتلك تاهيل جيد ومنتشر في كل المناطق كما نمتلك بعض الإمكانيات الفنية, ولازلنا بحاجة الى بناء قدرات مؤسسية وبشرية وفنية كما اننا بحاجة الى إمكانيات مالية تناسب الدور الموكل الينا وطبيعة المهام التي نقوم بها. كما اننا نمتلك الارادة والتصميم على تحقيق أهدافنا والتغلب على كل الصعوبات.
*س : ذكرت ان رؤيتكم قائمة على النهج التشاركي مع الجهات الحكومية ومع المنظمات الدولية فما هو هذا النهج ؟ وكيف يمكن تنفيذه في ضل الوضع القائم والذي لا يخفى على احد من انعدام الموارد والضعف الاداري للمؤسسات ؟
*النهج التشاركي يعني ان تشترك جميع الجهات الحكومية في معالجة النزوح وكذلك تشارك المنظمات الدولية وفق أدوار ومسؤوليات محددة وواضحة ويكون هناك آلية تنسيق فعالة لضمان السهولة في تنفيذ المهام والقدرة على الوصول للنازحين وقدرتهم للوصول الى الخدمات. نحن الان نعكف على تشكيل فريق فني من مختلف الجهات المعنية يقوم هذا الفريق بتحديد الأدوار والمسؤوليات لمختلف الجهات بحسب ما هو في السياسة الوطنية لمعالجة النزوح ومن ثم وضع الية تنسيق فعالة. نتطلع ان ننتهي من هذه المرحلة خلال هذا العام لتقديمها للحكومة لاقرارها.
*س: تنفيذ هذه الرؤية يحتاج الى دعم واسناد من قبل قيادة الحكومة فهل هذا الدعم والاسناد يتوفر لكم من قبل الحكومة؟
*الوحدة التنفيذية للنازحين تتبع دولة رئيس الوزراء وتعمل وفق توجيهاته وتحت اشرافه وتتلقى الدعم والاسناد من قبل دولة رئيس الوزراء والحكومة .
*س : عودة الى الحلول الدائمة وخياراتها هناك حملة اعلامية ضد النازحين واتهامات لجهات انها تعمل على توطين النازحين في المحافظات الجنوبية في ظل هذا الشحن الاعلامي هل ترى انه من المناسب الحديث اليوم عن حلول دائمة وهل هي قابلة للتطبيق خصوصا في المحافظات الجنوبية ؟
*نعم يوجد شحن اعلامي وتحريض علني على النازحين وهذا الشحن والتحريض يقوم على معلومات مضللة وغير صحيحة. *فنحن لا يوجد لدينا أي توجه او نية او الحق لفرض خيار التوطين على النازحين وعلى المجتمعات المحلية في المحافظات الجنوبية ،او غيرها من المحافظات، ونحن ندرك جيدا التعقيدات السياسية في المحافظات الجنوبية وحساسية الوضع فيها ولا يمكن القفز عليها لان القفز او محاولة الالتفاف عليها سيخلق مشكلة جديدة .كما ان السلطات المحلية مشاركة في التخطيط للحلول الدائمة . ونحن عندما نتحدث عن الحلول الدائمة فاننا نعني توفير الخدمات في جميع المحافظات ومنها الجنوبية ونتحدث عن توفير حلول للعائدين. والمحافظات الجنوبية فيها قرابة مليون وسبعمائة عائد ما يشكل نسبة 70% من العائدين،
عدن لوحدها فيها قرابة تسعمائة الف عائد وجميعهم حرموا من حقوقهم المكفولة حسب السياسة الوطنية لمعالجة النزوح والمبادئ التوجيهية للنزوح. وان الحملات لاعلامية والتحريض هي تستهدف في الأساس العائدين في المحافظات الجنوبية وستؤدي الى حرمان تلك المحافظات من كثير من المشاريع التنموية.
لا وجود لاي توطين والسلطات المحلية واللجان المجتمعية تعمل معنا ويعرفون ذلك جيدا.
*س : تنفيذ الحلول الدائمة يتطلب العمل مع المجتمع الدولي والمنظمات الاممية كيف هي علاقتكم مع هذه المنظمات ؟ وهل المنظمات تتفق مع رؤيتكم للحلول الدائمة؟
*علاقتنا بالمنظمات الدولية جيدة وقائمة على التعاون والتشارك ولدينا تنسيق وشراكة في مشروع تجريبي خاص بالحلول الدائمة. رؤيتنا تنسجم وتتواءم مع خطة عمل الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الدولية معنية بالالتزام بخطته واتوقع انها ستلتزم بها وهناك فهم مشترك بيننا وبين المنظمات حول الرؤية للحلول الدائمة .
*س : انت تتحدث عن علاقة ممتازة بينكم والمنظمات وانكم تتفقون معها حول الرؤية للحلول الدائمة لكن هناك من يقول بان بعض المنظمات الدولية لا تريد حلول دائمة وتسعى لتعطيله كذلك هناك من يتحدث ان الحملة الاعلامية الاخيره ضد النازحين في عدن اتت بفعل بعض الزيارات التي قامت بها بعض المنظمات لبعض الجهات وتحدثوا عن ملف النزوح فما رايكم في مثل هكذا طرح ؟
*نعم علاقتنا ممتازة بالمنظمات وشركاء العمل الإنساني وإن حدث اختلاف في وجهات النظر فلا يعني ان العلاقات سيئة بل هي طبيعة أي عمل .
اما قولك ان هناك من يتحدث ان بعض المنظمات لاتريد حلول دائمة وتسعى لتعطيله فاقول لك علينا ان نفرق بين توجهات المنظمات كمؤسسات عريقة لديها اليات عمل واضحة وبين أي تصرفات او حديث يصدر من بعض العاملين في تلك المنظمات او بعضها فالمنظمات أقول وبكل صراحة ان لديها توجه واضح نحو حلول دائمة وان كانت تعاني من بعض الصعوبات في قيادة وإدارة هذا التحول داخل هياكلها وبنيتها وهذا امر طبيعي. لكنها تريد حلول دائمة وستعمل وفق خطة الأمين العام .
اما ما قد يصدر من تصرفات او اعمال من قبل بعض العاملين فيها فهذا امر اخر ولا نستطيع القول انه موقف محسوب على المنظمة وإن كان يفسر بهذه الطريقة. “الحملات التحريضية حدثتك عنها ولا اعلم باي تحركات او زيارات لمنظمات في السياق الذي تريد قوله والذي انا مقتنع به ان أي تحرك او زيارات هي في اطار المهام المعتادة والتحركات القانونية والمنظمات لديها أنظمة صارمة وواضحة، ولا داعي لاثارة مثل هذه التساؤلات.
انتهى ,,,,,,