تسوية النزاع أم هزيمة روسيا.. ماذا تنتظر أوكرانيا من الرئيس الأمريكي الجديد؟
العاصفة نيوز/ متابعات
عد ظهور النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب على الديمقراطية كامالا هاريس بفارق كبير، بدأ الترقب يُسيطر على الساحة السياسية والعسكرية الأوكرانية في انتظار الأجندة السياسية للبيت الأبيض تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
وقبل الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات، كشف خبراء في الشؤون الأوكرانية عن السيناريوهات المتوقعة من الرئيس الأمريكي الجديد.
وقال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، الدكتور عماد أبو الرب، إن الدلائل والمستجدات تشير إلى استمرار في ظل عدم وجود مبادرة أو جهود من جانب الأمم المتحدة لجمع الطرفين، والجلوس إلى طاولة مفاوضات بإشراف ومشاركة من الأمم المتحدة.
جهود دبلوماسية
وأضاف أبو الرب، في تصريح لـ”إرم نيوز”، أنه يمكن للرئيس الأمريكي الجديد استكمال الجهود الدبلوماسية السابقة التي كانت تستهدف التوافق على عدم ضرب البنى التحتية بين الجهتين، وحال نجاحها، يمكن البناء عليها واستمرار المفاوضات، إلا أن كل ذلك تجمد وتعطل بعد دخول القوات الأوكرانية إلى كورسك الروسية، بحجة أن تلك المنطقة تشكل خطرًا على أوكرانيا، وبالتالي باغتت القوات الروسية بهدف تشتيت الروس، فضلًا عن رغبة أوكرانيا في الضغط على روسيا للجلوس والتفاوض دون شروط، وفقًا لوجهة النظر الأوكرانية.
وأوضح أن نتيجة الانتخابات الأمريكية سيكون لها تأثير كبير على الحرب الروسية الأوكرانية، وسيتم تغيير سياستها فيما يتعلق بدعمها لأوكرانيا، والسماح بضرب العمق الروسي لـ150 كم، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم لأوكرانيا الحُزم المطلوبة من المساعدات والدعم العسكري، لدرجة أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أبدى قبل أيام استياءه من عدم وصول سوى 10% من حزم المساعدات الأمريكية.
وقال أبو الرب إنه في حال تسلم المرشح الجمهوري دونالد ترامب زمام الحكم في البيت الأبيض، فمن الممكن أن يوازن بين الضغط على روسيا بإنهاء الحرب حتى لا يتم استنزافها بشكل أكبر، وإذا لم توافق روسيا فسيكون بإمكانه منح أوكرانيا صلاحيات لضرب الأراضي الروسية من خلال منحها كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات ذات التقنيات العالية التي قد تستنزف الإمكانيات الروسية، وبالتالي إحداث تغيير في أرض المعركة.
شروط تعجيزية للمفاوضات
وأشار أبو الرب إلى أن ترامب سيضغط أيضًا على الجانب الأوكراني من خلال الإعلان علانية بأن حلف الناتو وأمريكا ليس لديهم توجه لاستمرار دعم أوكرانيا، وأن ما تم تقديمه لأوكرانيا يعد في أقصى حدود الدعم، وأن على كييف أن تتفهم هذا الأمر، وبالتالي تقبل الجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط تعجيزية.
وأكد أن الأمر قد يتطلب دخول وسطاء دوليين، خاصة الهند والصين والبرازيل، فضلًا عن الدور العربي، ممثلًا بدول السعودية وقطر والإمارات، وبالتالي فإن الجميع يأمل بوجود انفراجة في الأزمة الروسية الأوكرانية من خلال تسوية سياسية بشكل عادل بين الجانبين.
من جانبه، قال الأستاذ بجامعة كييف الوطنية، ميكولا باستون، إن ما يرغب فيه الأوكران من الرئيس الأمريكي الجديد هو زيادة الدعم الأمريكي لأوكرانيا، والمزيد من الضغوط على الدولة الروسية.
وأضاف باستون، في تصريح لـ”إرم نيوز”، أنه “لكي نكون واقعيين، علينا أن ندرك أن أيًّا من المرشحين للرئاسة الأمريكية لن يقوم بذلك، سواء ترامب أو هاريس، وبالتالي من الممكن أن نتوقع إما استمرار دعم كييف لمواصلة المقاومة دون آفاق واضحة، أو وقف الدعم مع نتائج صعبة وربما كارثية”.
وأشار باستون إلى أنه يجب أن نتذكر أنلا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وفي حال لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خطته لإحلال السلام، يمكن أن تتحول خطته لهزيمة روسيا من خلال زيادة الدعم لأوكرانيا.
واختتم بالقول: “في حال فوز أي مرشح من المرشحين للانتخابات الأمريكية، ستواجه أوكرانيا مخاطر، لكن في الوقت نفسه سيفتح أمامها فرصًا، وستحتاج إلى جمع كل قواها لاستغلال هذه الفرص”.
إرم نيوز