مجلس شيوخ الجنوب العربي.. خطوة نحو تعزيز التمثيل القبلي والاجتماعي

كتب/ مناف الكلدي
في خطوة تعكس التوجه نحو ترسيخ البناء المؤسسي وتعزيز الشراكة المجتمعية، أصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القرار رقم (10) لعام 2025، القاضي بتشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي. يأتي هذا القرار في إطار الجهود الرامية إلى تمثيل كافة الشرائح الاجتماعية والقبلية في الجنوب العربي، وإيجاد هيئة استشارية قادرة على الإسهام في صياغة القرارات الاستراتيجية وتعزيز التماسك الوطني.
أهداف وتطلعات المجلس
يهدف مجلس شيوخ الجنوب العربي إلى توحيد الصف الجنوبي من خلال تمثيل القبائل والمكونات الاجتماعية في كيان منظم، يعمل على دعم مسار استعادة الدولة الجنوبية وتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي. كما يسعى المجلس إلى توفير منصة للحوار والتنسيق بين مختلف الزعامات القبلية والمجتمعية، بما يضمن توحيد الرؤى والمواقف تجاه القضايا الوطنية.
مهام اللجنة التحضيرية
وفقًا للقرار، ستتولى اللجنة التحضيرية، برئاسة الشيخ علي عبدالله سالم الكثيري، مهمة الإعداد والإشراف على تشكيل المجلس ووضع آليات عمله التنظيمية. وتشمل مهام اللجنة وضع اللائحة التنظيمية، تحديد الهيكل الإداري للمجلس، والتواصل مع القيادات القبلية والاجتماعية داخل وخارج الجنوب لضمان مشاركة واسعة وشاملة.
ومن أبرز المسؤوليات الموكلة للجنة:
إعداد خطة زمنية لإشهار مجلس شيوخ الجنوب العربي.
وضع الهيكل التنظيمي للمجلس وتحديد اختصاصاته.
إعداد قوائم الأعضاء وفق معايير تضمن تمثيلًا عادلًا لمختلف القبائل والشرائح الاجتماعية.
التواصل مع الزعامات القبلية داخل الوطن وخارجه لتعزيز التوافق حول المجلس.
الإشراف على الترتيبات الإعلامية والتنظيمية لإعلان المجلس رسميًا.
دور المجلس في المشهد الجنوبي
يأتي تشكيل مجلس شيوخ الجنوب العربي في سياق الجهود المتواصلة لتعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية، وتوفير إطار مؤسسي يعمل على تمثيل مختلف المكونات الاجتماعية في عملية صنع القرار. وسيكون لهذا المجلس دور استشاري في دعم القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وإبداء الرأي حول القضايا المصيرية، فضلًا عن المساهمة في معالجة القضايا القبلية والاجتماعية بما يعزز الاستقرار الداخلي.
التكامل مع المجلس الانتقالي الجنوبي
يُعد المجلس الجديد جزءًا من المنظومة المؤسسية التي يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تعزيزها، حيث سيكون حلقة وصل بين القيادة السياسية والقواعد المجتمعية، ما يسهم في ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية وضمان تمثيل أوسع لكافة المكونات في العملية السياسية.
كما أن وجود مجلس شيوخ الجنوب العربي سيوفر قناة رسمية للتشاور والتنسيق بين القيادة السياسية والمجتمع القبلي، الأمر الذي سيساعد في تجاوز التحديات وتعزيز وحدة الصف الجنوبي في مواجهة التحديات المختلفة.
ختامًا
يمثل تشكيل مجلس شيوخ الجنوب العربي خطوة هامة نحو ترسيخ التمثيل القبلي والمجتمعي في الجنوب، ويعكس التوجه نحو بناء مؤسسات تعزز التماسك الاجتماعي والسياسي. ومن خلال الدور الذي سيضطلع به المجلس، يمكن أن يكون أداة فاعلة في تعزيز الاستقرار ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته وتعزيز مكانته الإقليمية والدولية.