جنرال أمريكي سابق: الضربة الأمريكية لإيران لن تقتصر على المواقع النووية[ترجمة خاصة]

الجنوب اونلاين| إيران انترناشيونال: ترجمة خاصة
قال القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إن أي ضربة جوية أمريكية محتملة لن تستهدف فقط المنشآت النووية الإيرانية، بل ستشمل أيضًا الدفاعات الجوية وقدرات الصواريخ الإيرانية، في محاولة لمنع أي رد انتقامي محتمل. جاء ذلك في مقابلة حصرية مع قناة “إيران إنترناشيونال”.
وقد نشرت القوات الأمريكية مؤخرًا قاذفات بعيدة المدى في قاعدة جوية استراتيجية في المحيط الهندي، وسط تصاعد التوترات مع طهران، وهي خطوة سبقت حملات قصف كبرى ضد أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003.
وفي المقابلة، وصف ديفيد بتريوس، القائد السابق للقيادة المركزية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، هذا الانتشار بأنه خطوة في اتجاه الاستعداد لعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الأخيرة في التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال بتريوس: “هذه الخطوات تهدف أيضًا إلى إظهار أننا جادون للغاية، وأنه لا ينبغي لإيران الإقدام على مثل هذه الخطوات، وبالتالي فإن الهدف منها هو ردع إيران عن القيام بما سيكون غير مقبول وسيدفع الولايات المتحدة للتحرك”.
وأوضح أن “هناك قلقًا كبيرًا بشأن مدى اقتراب إيران من إمكانية امتلاك سلاح نووي. هم على بُعد خطوة واحدة فقط في عملية التخصيب للوصول إلى اليورانيوم المستخدم في الأسلحة. وهذا أمر قال الرئيس ترامب إنه لن يسمح به أبدًا”.
وكان ترامب قد حذر من أنه سيقصف إيران إذا لم توافق على اتفاق نووي جديد، ما دفع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للرد يوم الإثنين بأن الجمهورية الإسلامية ستوجه “ضربة قوية” ردًا على أي هجوم.
رد إيران المحتمل
وكانت إيران قد هددت باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك قاعدة دييغو غارسيا البحرية الاستراتيجية في المحيط الهندي، إذا تعرضت لهجوم أمريكي.
لكن بتريوس أكد أن ترامب لن يكتفي بضربة محدودة للمواقع النووية، بل سيستهدف أيضًا الدفاعات الجوية وقدرات الصواريخ الإيرانية.
وقال: “من المحتمل أن تضطر لتدمير بعض قدرات إيران الانتقامية أيضًا، لأنك لا تريد فقط تدمير البرنامج النووي ثم تسمح لهم بمهاجمة القواعد التي توجد بها قواتنا، مما سيؤدي إلى دخول العديد من الدول الأخرى في الصراع بالطبع”.
وأضاف: “هذه ليست ضربة جراحية على قدرات نووية محددة فقط، بل هي ضد القدرات الانتقامية وضد قدرات الدفاع الجوي، وهذا ما يجب فعله إذا كنت ستنفذ هذه العملية”.
خطة تدمير البرنامج النووي الإيراني
وكشف بتريوس أنه وضع بالفعل خطة لتدمير البرنامج النووي الإيراني قبل أكثر من 15 عامًا عندما كان قائدًا للقيادة المركزية الأمريكية.
وقال: “من المعروف علنًا أننا قمنا بالفعل بمناورة تدريبية لتنفيذ تلك الخطة داخل الولايات المتحدة، حيث طارت جميع الطائرات المسافات المطلوبة، وتم استخدام طائرات التزود بالوقود، ونُفذت القيادة والسيطرة، واستخدمت أجهزة التشويش والقنابل التي كان من المفترض إلقاؤها، وكل شيء عمل كما هو مخطط”.
وتابع: “في وقت ما كنا مستعدين فعليًا لنشر القوات، أي تحديد جميع المواقع التي ستنطلق منها الطائرات، وأين ستكون متمركزة. تم تجهيز الذخيرة، والطعام، والوقود، والماء، وكل شيء. اعتقدنا أن هناك احتمالًا لذلك، وأخبرنا البيت الأبيض أنه ينبغي علينا الاستعداد بشكل أكبر مما نحن عليه”.
إسرائيل أثبتت أن الأمر ممكن
وأوضح بتريوس أن إيران تمتلك حاليًا “دفاعات جوية وصاروخية أكثر فاعلية وتعقيدًا” مما كانت عليه في السابق. لكنه أضاف: “إسرائيل اخترقت تلك الدفاعات مرتين، مما يُظهر أن ذلك ممكن”.
وفي أكتوبر الماضي، نفذت إسرائيل ضربات جوية على مواقع عسكرية إيرانية أسفرت عن تدمير آخر ثلاث منظومات صواريخ دفاع جوي من طراز S-300 قدمتها روسيا، بحسب ما نقلته قناة “فوكس نيوز” عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
وكانت هذه الأنظمة هي الأخيرة في ترسانة الجمهورية الإسلامية، بعد أن تم تدمير أحدها في هجوم في أبريل 2024، يُعتقد أن إسرائيل نفذته أيضًا.
ومع ذلك، أشار بتريوس إلى أن إيران لا تزال تمتلك “قدرة أكبر على الانتقام من خلال الصواريخ وما شابه، رغم أن إسرائيل قلّلت بشكل كبير من قدرة إيران على إنتاج محركات الصواريخ بالوقود الصلب من عدة محركات يوميًا إلى واحدة أو اثنتين أسبوعيًا”.
قنابل خارقة للتحصينات
قال القائد السابق للقيادة المركزية إن الجيش الأمريكي يمتلك قنابل مثل GBU-57، المعروفة أيضًا باسم “مخترق التحصينات الضخم” (MOP)، التي تزن 30 ألف رطل، وتتمتع بدقة عالية وقادرة على اختراق الأهداف المحصنة بشدة.
وأضاف: “ستُستخدم هذه القنابل ضد الأهداف المدفونة بعمق والمحصنة للغاية… ويمكنك أن تتخيل أي هدف سيكون ذلك”، مشيرًا إلى أن استخدام هذه القنابل “ليس فقط ممكنًا، بل سيكون ضروريًا” في حال توجيه ضربة محتملة لإيران.
ويُشار إلى أن منشأة فوردو النووية الإيرانية، وهي الأكثر سرية، تم حفرها في عمق جبل وسط إيران، وتُقدّر بحوالي 90 مترًا تحت الأرض، ومحاطة بعدة أقدام من الخرسانة المسلحة.
ورغم أن خبراء دفاع قالوا في عام 2012 لوكالة “رويترز” إن فرص نجاح هجوم أمريكي على فوردو ضئيلة، أكد بتريوس أن “تلك القنابل يمكن أن تُحدث دمارًا هائلًا”.