حيدر أبوبكر العطاس والعودة المشكوك فيها إلى العاصمة عدن

كتب/د. حسين العاقل

 

إذا كانت عودة المناضل حيدر ابوبكر العطاس إلى العاصمة عدن بصحبة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الهدف منها الحصول على مكاسب سياسية كما يعتقد زعماء شرعية الفساد اليمني، وهو راضي ومستعد يلعب دور المصلح الاجتماعي لتحجيم شعبية وحاضنة المجلس الانتقالي، التي اظهرتها مليونية الهوية الجنوبية في مدينة سيئون يوم أمس بمناسبة الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، فأنه سيقع لا محالة في مازق لا يحسد علية، ولا يستبعد ان يفقد ويخسر مكانته الجنوبية السياسية، ويطيح بما له من مكانة نضالية وتاريخ مشرف في مسيرة بناء دولة الجنوب (اليمن الديمقراطي).

 

وما نخشاه أن سنوات الغربة في المنفى القسري للمناضل العطاس، تجعلنا في حالة شك وريبة من عودته في هذا التوقيت الذي يعاني فيه ابناء شعبه الجنوبية من الفقر والمجاعة، وبصحبة رئيس شرعية الفساد وحكومة صناعة الأزمات الاقتصادية.

ومن غير المستبعد ايضا ان تكون عودته بتوجيهات من المتحكمين بالقرار السيادي لشعب الجنوب، هو محاولة لتضييع فرصة اقدام المجلس الانتقالي على انتزاع الحق السياسي في إمكانية استعادة دولته المستقلة، فضلا عن محاولة تمديد فترة الهيمنة والاستبداد لحكومة الشرعية، بالبقاء وتطويل عمرها على حساب الاستحقاقات السياسية لشعب الجنوب.

كما أن عودة العطاس بهذه الطريقة المفاجئة وغير المتوقعة، تحمل معها دلالات ومؤشرات سياسية واقتصادية، تتمثل بان يكون وسيطا للتفاوض بشان بقاء هوامير الشركات النفطية من رموز نظام الاحتلال اليمني العفاشي، يمارسون عمليات النهب للثروة النفطية والغاز الطبيعي وغيرها من الثروات في محافظة حضرموت وشبوة، دونما رقيب او حسيب، خصوصا إذا كانوا قد شعروا بان هناك تطورات سياسية قادمة، سوف تحرمهم وتسلبهم اطماعهم من تلك الغنائم المستباحة لهم منذ عام كارثة الاحتلال عام 1994م.

 

وبمناسبة هذه العودة فمن غير المجدي الترحيب بالمناضل العطاس إلى بيته وأهله ووطنه، إلا بعد ان نتبين الخيط الأبيض من الأسود، وتتضح لنا الحكاية بكل تفاصيلها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى