قصة حقيقية نافعة.. غباء معلم متعاقد بديل

الأستاذ /علي أحمد السقلدي

معروف أن من خطة ومهام مدير المدرسة والوكيل الزيارات الصفية للمعلمين أثناء تأدية الحصص الدراسية ،وملاحظة وتسجيل مجريات الحصة ومن ثم تقويمها وتقويم أداء المعلم وإبلاغ المعلم بذلك وتوجيهه التوجيه الصحيح

 

ففي إحدى المدارس الثانوية أبلغ مسبقاً مدير المدرسة الذي كان مديراً جديداً

أحد معلمي التربية الإسلامية بأنه سينزل عليه إلى الفصل الدراسي أثناء تأدية الدرس الذي كان في الحصة الرابعة وكان أول نزول للمدير منذ توليه مهام المنصب الجديد ،فهرع المعلم مسرعاً إلى حصته في الفصل وأخبر طلابه بأن المدير سينزل عليه ويقيمه ؛وطلب منهم أن يكون لهم دور في تقييمه التقييم الأيجابي من قبل المدير ،وطلب منهم الهدوء التام والصمت والإقبال عليه بوجوههم أثناء الشرح من بداية الحصة إلى نهايتها وأتفق المعلم مع طلابه هذا الاتفاق وأن يلتزموا به وسيمنح كل طالب خمس درجات،بدأ المعلم يشرح ،فأقبل المدير وهو يحمل معه كرسياً متنقلاً أتى به من مكتبه ،رغم إنه يعرف أن هناك داخل الفصل كرسياً ،لكن أراد أن يتخذ من الكرسي الذي داخل الفصل اختباراً للمعلم كيف سيستخدمه ؟ دخل المدير الفصل والمعلم يشرح ووضع المدير كرسيه الذي أتى به من مكتبه في مقدمة الصف أمام الطلاب على الجهة اليسرى من الصف

مقابل كرسي المعلم الموجود في الجهة اليمنى ،قعد المدير وبيده قلم وكراسه وبدأ ينظر إلى الطلاب ويستمع إلى شرح المعلم الذي كان يشرح وهو قاعد

على كرسيه تارة ويستقيم وهو على كرسيه تارة أخرى ،وبدأ المعلم يتفاعل لوحده في الشرح،ظاناً أنه يتفلسف وقد ضبط الشغلة ،ونجح فيما اتفق مع طلابه بالتزام الهدوء التام والاستماع إليه والإقبال عليه بوجوههم في حضرة المدير الذي كان صامتاً أثناء شرح المعلم المتفلسف،ولكن هيهات هيهات لقد ضاق المدير ذرعاً وغادر الحصة، قائلاً كلمته الوحيدة للمعلم :قم الصلاة!!

ضحك الطلاب وتنفسوا الصعداء من هذه الكلمة دون أن يعرفوا المقصد ،حتى المعلم فهمها خطاءً ،ووقف الحصة تنفيذاً لأمر المدير الذي فهم المعلم أن القصد من كلمته توقيف الشرح والحصة،ولكن كان قصد المدير منها السخرية والتوبيخ للمعلم وحصته وغير مستبعد إلى التلميح إلى أثر النكتة في خلق الحيوية وتغيير المزاج لإنجاح الدرس،وقد تبين ذلك حيث استدعى المدير المعلم إلى مكتبه فوراً ٠

وسأله بطريقة السخرية لعله يفهم أكثر وقال له أنت في مسجد أو في صف دراسي؟!!

هل أنت خطيب تلقي خطبتك والطلاب مصلون مستمعون صامتون محرم عليهم الكلام (المشاركة)

فهم المعلم أن شرحه الدرس كالخطبة وصمت الطلاب في الفصل كذلك ولا فرق بين الخطيب مع المصلين في المسجد والمدرس مع طلابه في الفصل!!

فقال المدير صمت الطلاب عيب وشرحك وتفاعلك لوحدك أكثر عيباً ٠فالتدريس تفاعل وحوار ونقاش بين المعلم وطلابه وبين حتى الطلاب أنفسهم ،فالمدرس الناجح هو من يثير هذا التفاعل من خلال إثارة عدد من الأسئلة والأفكار والمعاني والترابط والمقارنة ،وربط الدرس بملحة أو نكتة وطُرفة تلطف الأجواء وتحرك المشاعر وتوقظ العقل ،وتمرح النفس وتطرد الملل والسأم وتخلق بها جواً جديداً ٠

أما استخدام المعلم الكرسي بين القعود والاستقامة طوال الحصة كان خطاء كبيراً ،حيث لام المدير المعلم وقال له هذا الكرسي ليس وجد هنا للشرح ،بل للإنشراح وأخذ قسط من الراحة للمعلم أثناء انشغال الطلاب بالكتابة أو التدبر والاستقراء  أو غير ذلك .

ووجه المدير المعلم المتعاقد البديل بالحركة داخل الفصل واستخدام الحركات الجسدية المناسبة والتحفيزات٠

ونتيجة سوء استخدام المعلم الكرسي داخل الفصل الدراسي ،اضطر مدير المدرسة أن يسحب جميع كراسي المعلمين التي داخل الفصول الدراسية ،حتى يقوم المعلم بالحركة والمهمة على أكمل وجه داخل الفصل ٠

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى