إيفان أبو علي بين قضبان المحنة.. نداء الإنسانية لنخوة أهل أبين

كتب/أحمد ابو طيبة :
في لحظاتِ الضعف الإنسانيّ، حيثُ يهتزُّ الإنسانُ تحت وطأة الخطأ والندم، تُختبرُ قِيَمُ الشعوبِ وتُكشفُ معادنُ الرجال. “إيفان أبو علي”، ابنُ أبينَ البار، يئنُّ اليومَ خلفَ القضبانِ حاملًا عبءَ زلّةٍ غيرِ متعمدةٍ أودتْ بِشخصينَ إلى المستشفى، لكنَّ الأقسى من سجنِ الجسدِ هو سجنُ الوحدةِ وسطَ صمتِ الأهلِ والأحباب.
أينَ نخوةُ أبينَ التي طالما تفاخرَ بها الأجداد؟ وأينَ تعاليمُ الإغاثةِ والوقوفِ مع المخطئ حتى يُصلحَ خطأه؟ ليسَ التّجاهلُ حلًا، ولا الهروبُ من المسؤوليةِ شيمَةَ الأبطال. إنَّ العزَّةَ الحقيقيةَ تكمنُ في أنْ تُمسكَ بيدِ ابنِ بلدتكَ حينَ يُزلُّ، لا أنْ تتركَه يواجهُ عاصفةَ القهرِ وحيدًا. نعم، للضحايا حقٌّ لا يُنكر، لكنَّ العدلَ لا يقتلُ الإنسانية، بل يدمجُها معَ الرحمة.
يا أبناءَ أبين، هبّوا لنُصرةِ إنسانٍ يحتاجُ إلى دعمِكم الأخلاقيِّ قبلَ القانونيّ. لا تدعوا الجراحَ تُعمي قلوبَكم عن رؤيةِ إنسانٍ يصرخُ من خلفِ الزنزانة: “أنا لستُ وحشًا.. أنا بشرٌ أخطأ!”. لنقلْ للعالمَ إنَّ أبينَ — رغمَ كلِّ شيءٍ — لا تبيعُ إنسانها في سوقِ الصّمت، ولا تنسى أبناءَها حينَ تشتدُّ العواصف. النخوةُ ليستْ شعارًا يُرفع، بل فعلٌ يُثبَت.