غارات “وادي نحب”.. هل تنفذ الرياض انتحار سياسي لحماية “عصابات التقطع” في حضرموت؟

العاصفة نيوز/ خاص:

​يضع الاستهداف الجوي السعودي الأخير لمعسكرات المنطقة العسكرية الثانية في “وادي نحب” بمحافظة حضرموت، العلاقة بين التحالف والقوى الجنوبية أمام اختبار هو الأصعب منذ سنوات، فلا يمثل هذا التطور مجرد “خطأ ” كما قد يُروج له، بل يكشف عن خلل بنيوي في استراتيجية التعامل مع القوات النظامية التي أثبتت فعاليتها الوحيدة في محاربة الإرهاب العابر للحدود.

​استهداف الحليف لصالح “المرتزقة”

وتكمن الخطورة الكبرى في توقيت هذه الهجمات؛ فهي تأتي بينما تخوض قوات المنطقة العسكرية الثانية (النخبة الحضرمية) حرباً وجودية ضد تحالف هجين يجمع “الحوثي والقاعدة” وعصابات التقطع المتمردة.

ويمنح قيام الطيران السعودي بضرب القوات التي تحمي المنشآت النفطية والمصالح العامة، ضوءاً أخضر -عن قصد أو غير قصد- لتلك العناصر الإرهابية والمتمردة لإعادة ترتيب صفوفها، ويجعل من “المرتزقة والمتقطعين” المستفيد الأول من غطاء جوي لم يحلموا به.

وترسل هذه الهجمات رسالة سلبية جداً للحليف الجنوبي الذي قدم التضحيات الجسيمة في تأمين المحافظات المحررة، فبدلاً من أن تكون السعودية “سنداً” للقوات النظامية التي تجفف منابع الإرهاب، تحول التدخل في “وادي نحب” إلى عائق ميداني يخدم الفوضى في سلوك السلوك يهدد بانهيار ما تبقى من ثقة في الشراكة مع المملكة، ويؤكد القناعة الشعبية بأن هناك من يسعى لإضعاف القوى الجنوبية المنظمة لإبقاء المنطقة تحت رحمة جماعات “الفيد” والتقطع الموالية لقوى النفوذ التقليدية.

​دلالات “الطعنة في الظهر”

على الصعيد العسكري، فإن إضعاف القوات النظامية في حضرموت يفتح ثغرة أمنية لن يملأها إلا الإرهاب، و إن حماية “مرتزقة” يهاجمون النقاط العسكرية ويقطعون الطرقات العامة بضربات جوية هو انحراف خطير عن أهداف عاصفة الحزم، ويضع المملكة في موقف المحرّم دولياً كمن يعيق جهود مكافحة الإرهاب المنظمة التي تقودها النخبة الحضرمية والمنطقة الثانية.

و​الخلاصة: إن اي محاولات للتفكير بالاستمرار في استهداف الحلفاء الحقيقيين على الأرض مرفوض ولحساب أدوات الفوضى والمرتزقة هو “انتحار استراتيجي” ومرفوض قطعا ولن يسمح به الجنوب وسيجعل من حضرموت ساحة مفتوحة لتمدد الحوثي والقاعدة.

والكرة الآن في ملعب الرياض لتصحيح هذا المسار قبل أن تتحول هذه “الطعنات” إلى قطيعة نهائية مع الشارع الجنوبي الذي لم يعد يقبل بتقديم دماء أبطاله ثمناً لسياسات تخدم أعداءه.

زر الذهاب إلى الأعلى