الحوار الوطني الجنوبي.. بداية حراك سياسي جديد لتوحيد الجبهة الجنوبية ومواجهة التحديات

العاصفة نيوز: متابعات

 

وصف مراقبون للشأن اليمني انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي، بمشاركة واسعة من المكونات والشخصيات السياسية الجنوبية، بأنه نقطة تحول فارقة في مسار الحراك الجنوبي المطالب باستعادة دولة الجنوب، وبداية لحراك سياسي جديد يهدف إلى توحيد الجبهة الجنوبية ومواجهة التحديات القادمة في المشهد اليمني المتسارع.

 

وبدأت الخميس في العاصمة عدن فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي والذي يستمر لعدة أيام، بمشاركة عدد من المكونات والشخصيات الجنوبية البارزة، على الرغم من إعلان مكونات جنوبية أخرى بعضها غير فاعل، مقاطعتها لفعاليات المؤتمر.

 

وقال نصر هرهرة الناطق باسم فريق الحوار الوطني الجنوبي في تصريح لـ”العرب” إن اللقاء هو امتداد للحوارات الجنوبية التي تمت في السنوات الماضية، وهو تتويج لجملة الحوارات الوطنية التي تمت خلال أكثر من عام في الداخل والخارج، ويهدف إلى تعزيز اللحمة الجنوبية والوصول إلى توافقات حول ميثاق وطني جنوبي ومبادئ وأسس وضوابط للمفاوضات السياسية في إطار عملية السلام الشامل ووضع المشاركين أمام ما يتم تداوله والتوافق عليه خلال جلسات الحوار حول استعادة الدولة الجنوبية وإدارة المرحلة الراهنة واتجاهات الدولة الجنوبية الوطنية المنشودة شكلها ونظامها السياسي وكل ما يتعلق بها.

 

وعن أبرز المخرجات التي ستخرج عن المؤتمر، تابع هرهرة “في لجنة الحوار ليس لدينا أيّ شيء جاهز حتى الآن ماعدا عناوين عريضة ومحاور عامة لبرنامج المؤتمر، وسيتم التوافق على المخرجات خلال جلسات اللقاء التشاوري على مدى أربعة أيام”.

 

من جهته وصف منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي اللقاء التشاوري الجنوبي بأنه نتاج ومحصلة لسلسلة طويلة من اللقاءات التي عقدها فريقا الحوار الجنوبي الداخلي والخارجي المشكلان بقرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو من العام 2021، ثم إعادة تشكيله مرة أخرى في أغسطس 2022، مع مختلف المكونات والشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج.

 

وأضاف “اللقاء ينعقد بدعوة من فريق الحوار الوطني الجنوبي الداخلي الجنوبي ويضم طيفا واسعا من الشخصيات السياسية وممثلي الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية الجنوبية، وهدفه تقريب وجهات النظر للخروج برؤية جنوبية موحدة عن ماهية الدولة الجنوبية القادمة وشكلها، وإيجاد أرضية مشتركة للعمل السياسي الجنوبي القادم ينطلق منها الجميع وبما يواكب استحقاقات المرحلة المقبلة وتحدياتها، وكذا الخروج بميثاق للعمل الوطني الجنوبي سيتم التوافق عليه في ختام اللقاء”.

 

واعتبر صالح في تصريح لـ”العرب” أن المؤتمر “حدث تاريخي مفصلي مهم في مسار العمل السياسي ونتيجة مستحقة لجهود المجلس الانتقالي الجنوبي وجديته لتعزيز وحدة النسيج الاجتماعي الجنوبي وتعزيز المواطنة المتساوية دون إقصاء أو تهميش انطلاقا من رؤية راسخة يقوم عليها المجلس الانتقالي بأن الجنوب ملك كل أبنائه ولن يبنى إلا بسواعد الجميع”.

 

ويأتي الحوار الوطني الجنوبي في ظل تحولات متسارعة في المشهد اليمني، مع استمرار الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب في اليمن وإحياء المسار السياسي في الأزمة اليمنية وصولا إلى عقد مشاورات نهائية حول الحل النهائي.

 

وحول طبيعة اللقاء، اشار يعقوب السفياني مدير مركز ساوث 24 للدراسات في عدن إلى أن اللقاء التشاوري الجنوبي يأتي بعد تنسيقات ولقاءات واجتماعات في الداخل والخارج منذ قرابة عام نفذتها لجان الحوار التي شكلها اللواء عيدروس الزبيدي.

 

وأضاف السفياني في تصريح لـ”العرب”، “ستتركز النقاشات على الميثاق الوطني الجنوبي للاتفاق على بنود هذا الميثاق والتوقيع عليه. وليست هناك حتى الآن صيغة نهائية لهذا الميثاق لأن هذا ما تتم مناقشته حاليا. لكن هناك مسودات أولية تضمنت مبادئ عامة حول حماية الجنوب والحوار البيني لحل الخلافات”.

 

ويناقش اللقاء التشاوري الجنوبي ملفات موازية من بينها شكل الدولة القادمة في الجنوب وهناك إجماع كبير على الشكل الفيدرالي، وأيضاً اتجاهات هذه الدولة وملف العدالة الانتقالية لتعويض المتضررين من الأحداث المختلفة منذ استقلال الجنوب وحتى توقيع الوحدة اليمنية في 1990.

زر الذهاب إلى الأعلى