ايجابيات وسلبيات الإشهار على المواطن … تفاصيل

العاصفة نيوز: فن ومشاهير

 

لقد صار الإشهار منذ عرف العالم قفزة حضارية نوعية قوامها التطور الصناعي والتكنولوجي من أهم مقومات الحضارة البشرية الحديثة….ويعتقد كثير من الناس أن الإشهار والدعاية لا تعدو وسيلة ذكية من وسائل تسويق البضاعة؛ والحقيقة أن للإشهار والدعاية ظاهر وباطن. أما الظاهر فهو ما يعتقده معظم الناس من أمر تسويق البضاعة ؛ وأما الباطن فلا يتنبه له إلا القليل.و لهذا يعتبر الاشهار في عصرنا هذا مسألة حيوية وضرورية لكل من يريد تنمية أعماله والاكثار من عماله وبالتالي مضاعفة أرباحه. مفهوم الاشهار.

 

⚜️أهمية الإشهار وإيجابياته :

 

يعتبر الإشهار من المفاهيم ذات الأهمية البالغة, وذلك على المستوى الأكاديمي حيث كان موضوعا لدراسات وبحوث في مختلف التخصصات، أو حتى من حيث الممارسة باعتباره نشاط اتصالي بين منتج لسلعة أو خدمة وبين مستهلك يريد تحصيل هذه الخدمة أو السلعة قصد الحصول على قيمتها الاستعمالية أو النفعية.

لقد حددنا هنا نوعين من الجماهير، يكتسي الإشهار بالنسبة إليهم أهمية بالغة وهما المنتج والمستهلك. فبالنسبة لهذا الأخير يعد الإشهار ضرورة ملحة لتحقيق غايته في الإشباع لأنه هو الذي يزوده بالمعلومات ويحيطه إحاطة كاملة بأفضل أنواع السلع والخدمات المعروضة وكذا مواصفاتها وأسعارها وكيفية الحصول عليها. وأماكن تواجدها لكي يمكّنه من المفاضلة والتمييز بين أنواع وبدائل فيما يتعلق بالسلع من نفس الصنف.فالمستهلك قبل أن يقوم باتخاذ قرار الشراء يكون في حالة تشويش معرفي بينما يختاره وما بتوافق وما يطلبه وما يملكه من إمكانات الحصول عليه.أمّا بالنسبة لفئة المنتجين فيعد الإشهار من أهم الوسائل التي تربطه بعلاقات دائمة مع جمهور المستهلكين. فهو يحث المستهلك على شراء سلعة أو تحصيل خدمة وهذا ما يؤدي إلى تصريف المنتجات في السوق وبالتالي فهو حل لمشكلة الكساد التي تؤرق المنتج.

 

سلبيات الإشهار :

 

ويفرز الإشهـار التجـاري سلبيات عدة تمس المجتمـع في قيمه و سلوكه، فيقع الفرد ضحية الاستلاب وضغط الرسائـل الإعلانيـة التي تحـدث فيه الرغبة الجامحـة في الاستهلاك رغم دخلـه الذي قد يكـون محـدودا،مما يسبب لـه توتـرا ويشعـره بالحـزن لعـدم قدرتـه على الشـراء. و يزيد هذه الوضعية تعقيـدا أفراد أسرته الذين قد يلحـون عليه لتلبية حاجاتهـم المتزايدة من السلع. من جهة أخرى يحول الإشهار التجاري دون استخدام الفرد لقدراته العقلية بحرية، لاختيار السلعة التي تتناسب و رغباته،خاصة و أن كثيرا من السلع ذات الجودة العالية و الثمن المناسب لا يشملها الإشهار التجاري.

يفرز الإشهار التجاري سلبيات عدة تمس المجتمع في قيمه و سلوكه،فيقع الفرد ضحية الاستلاب وضغط الرسائل الإعلانية التي تحدث فيه الرغبة الجامحة في الاستهلاك رغم دخله الذي قد يكـون محدودا،مما يسبب لـهتوتـرا ويشعره بالحزن لعدم قدرته على الشراء. و يزيد هذه الوضعية تعقيدا أفراد أسرته الذين قد يلحون عليه لتلبية حاجاتهـم المتزايدة من السلع. من جهة أخرى يحول الإشهار التجاري دون استخدام الفرد لقدراته العقلية بحرية، لاختيار السلعة التي تتناسب و رغباته،خاصة و أن كثيرا من السلع ذات الجودة العالية و الثمن المناسب لا يشملها الإشهار التجاري.

يتضح إذن أن الإشهـار التجاري السائد في الدول الليبرالية له بعداقتصـادي، و يؤسـس لثقافـة استهلاكيـة محضة بعيـدة عن القيـم الخلقيـة. وهذا الخطـاب الإعلاني لا يتناسب مع مجتمعاتنـا العربية و الإسلاميـة لأنمرجعيتها وثقافتها الأصيلة ـ التي تسعى إلى خدمة الإنسان على المستوىالمادي و الروحي ـ تفرضـان وجود إشهـار تجـاري، يتم في إطار أخلاقيـاتتدعو إلى الصـدق و الأمانـة، بحيث يمكـن الإعـلان عن السلعة مع الالتزامبذكر الحقيقة عنها،و إبراز جوانب الجودة و الإتقان في الصنع فيها، بذكرالبراهين و الأدلة التي تبين فعلا صدق هذا الإدعـاء، مع عدم الإسراف فياستخدام الصفات و الألوان التي تظهر السلعة بشخصية متميـزة. إضافة إلىمعلومـات أخرى تتعلـق بأصلها و المواد المصنوعة منها، و طرق استعمالهاخاصة إذا كانت سلعة طبيـة،و يجب الإشارة إلى سعرهـا و مدى مناسبته و إلىشروط الشراء، و إلى الخدمات المصاحبة لها كالتوصيل إلى المنزل مجانا،والمبادلة و الرد و الصيانة بعد الشراء.

وحتى لا يقـع الأطفـال ضحيـة مثيرات لا علاقـة لها بالعمليـةالتربويـة، التي تهدف إلى النمـو السليـم لشخصيتهـم، يجــب تحاشـياستخدامهم في الإعلانات الموجهـة للكبار، و عدم توظيف الوصلات الإشهاريـةفي بداية و نهاية البرامج التلفزيونيـة المرسلـة لهـم.

أما الإعلان المتعلق بالشركات المنتجة لسلعة منافسة،فيجب أن يتم في إطار المبـادئ و أهداف تخدم المستهلك بدقة و أمانة، الغرض منه إخباره بموضوعية عن السلعة، فيتعرف بذلك على الخصائـص الإيجابيـة و السلبيـة فيها مع تفادي عرض النتائـج الجزئيـة و الفـوارق التافهـة. كما يجبالإشارة إلى القيـم التي سيستفيد منها وتحديد المراكـز التي تباع فيها. والهـدف النهائي من هذه العمليـة هو ترويـج السلعة، و في نفس الوقت خدمة المستهـلك بدون تحطيـم سلعـة الشركـة المنافسـة.

 

يعتمد الخطاب الإشهاري على تقنيات تواصلية خاصة ويحاول اعتماد مجموعة من الأساليب من أجل إقناع المشاهد والمتلقي بفحوى رسالته وبأهميتها من أجل الغوص في خصوصيات وأهداف ومحددات هذا الخطاب وصور التنميط الناتجة عنه أجرينا الإستجواب التالي مع نور الدين الدنياجي أستاذ جامعي،رئيس وحدة الخطاب الإشهاري وتقنيات الإعلان بكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء.

 

  • ماذا يمكنك القول في البداية عن مقومات الخطاب الإشهاري في المغرب؟

  • الخطاب الإشهاري وسيلة من الوسائل التي يستعملها الإنسان من أجل الإعلان والإظهار، وهذا الخطاب يعتبر عاما ويعتمد على الرموز والعناصر السيميولوجية التي يحاول أن يتواصل بها الإنسان، والخطاب الإشهاري في المغرب مر من مجموعة من التطورات المتوازية مع المجال الاقتصادي ولوسائل التواصل التي تأتي في طليعتها المجال السمعي البصري ويمكن تقسيم بنية هذا الخطاب إلى أقسام أحدها تجاري استهلاكي والثاني وراءه مؤسسات معينة ويكون هدفه الإخبار بمعطيات وأفكار وتوجهات معينة.

 

  • كيف تنظر لطبيعة العلاقة القائمة بين المستشهر والمتلقي؟

 

  • للإجابة عن هذا السؤال ينبغي بنظري الحديث عن مكونات العلاقة بينهما وفي هذا الاتجاه يجدر التأكيد على أن المستشهر لا بد له من وسيط حتى يصل إلى المتلقي الذي يظل في حاجة بدوره إلى عناصر متعددة لإقناعه برسالة مرسلالخطاب -المستشهر- التي تحمل في العمق محددات تخدم محتوى ومضمون المنتوج.

 

  • انطلاقا من انخراطك بالبحث في المجال كيف تحلل واقع القيم والتوجهات الإجتماعية في ظل علاقتها بالإشهار؟

  • الخطاب الإشهاري -كما أشرت – هو دعاية تتضمن منتوجا معينا ويحاول بكل الوسائل والطرق التعبير عن مضمون الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه،وداخل هذا السياق تبرز دلالات من بينها بعد الصورة ،نتحدث كثيرا عن بعد الصورة وفي هذا الاتجاه يتم الحديث عن الوقاية أو الهوية التي لا يمكن مقاربتها دون تحصين من حيث الصورة وهو الأمر الذي يعني أنه لا يجب الاهتمام بالجانب التجاري على حساب جوانب أخرى، البعد الخطير في هذا المجال هو أنه يحول رسالة دقيقة إلى متلقي خاص قصد جعل المتلقي وفيا لمضمون الرسالة المراد إيصالها، وهذا البعد ينبغي أن نتحكم فيه كمؤسسات وكمثقفين وكمجتمع حتى لا نخضع لمجموعة من السلبيات، ومن جانب آخر فحينما نتحدث عن الإشهار نستحضر أن الرسالة تحمل في العمق وسائط متعددة وفي مجال الإشهار كثيرا ما ننسى أن هناك دائما رسائل تمر بشكل موازي للمقصود المباشر منها فمثلا قد نأخذ أي منتوج ولكن حينما أقوم بذلك فإن هناك عناصر أوظفها إما صورة أو كلام أوإشارات معينة قد تراعي المجتمع بأشكاله ومكوناته العامة الاجتماعية وقد لا تقوم بذلك.

 

  • إذن ماذا عن مجال السلطة أو السلط المخول إليها التدخل في الإشهار وتحديد نقط الخلل التي يعبر عنها؟

  • لا يمكن أن نتحدث عن سلطة واحدة في هذا المجال بل وفي هذا الاتجاه لا يخفى دور وواجب السلط الرسمية في وضع آليات معينة في مراقبة الإشهار،وبجانبها نذكر سلطة المثقفين أو المعنيين في المجال وينضاف إليهم المنتجون أيضا الذين يجب أن يراعوا الهوية والخصوصية المغربية التي لا يجب أن تتنافى بالضرورة مع محاولات الوصول إلى المتلقي، وإبعاده عن الصورة المنمطة التي تعد من بين السلبيات الكبرى للدور المضاد للإشهار.

 

  • أشرت إلى التنميط وتعاني منه المرأة المغربية خصوصا فأين يتجلى دوركم كوحدة للخطاب الإشهاري وتقنيات الإعلان في مجال محاربته وما الغاية منإنشائها؟

  • بالنسبة لمجال تحسين صورة المرأة، هناك ميثاق وطني يعنى بهذا المجال وهو ورش جد هام يحاول مجموعة من الفاعلين توفير الشروط الملائمة من أجل تحقيقه على أرض الواقع ،ويشكل ذلك بالفعل ترجمة فعلية لما ننشده كمجتمع من أجل تحسين صورة الخطاب عموما وصورة المرأة المغربية خصوصا. أما بخصوص إنشاء الوحدة فله ارتباط بانخراط الجامعة المغربية في مجالات حيوية اقتصادية واجتماعية فالخطاب الإشهاري تختزل فيه جميع الفنون والعلوم والأفكار والنظريات مما يجعل منه مجالا حيويا،إذن فالغاية هنا أكاديمية بحتة تجعل المغاربة يتحكمون على الأقل في آليات الإشهار والدعاية والإعلان ليس فقط فالطلبة في هذه الوحدة لا يتم توجيههم تجاريا بل أيضا من خلال بعد يتجلى في قيمة الإشهار وتقنيات استعمال الإشهار إطارات متعددة تصب في تحصين الهوية وتقدم المغرب أو ما يمكن أن نصطلح عليه بالبدائل الثقافية، ونحاول من خلال هذه الوحدة الاهتمام بالإشهار كمجال حيوي باعتباره شرطا ضروريا في الإعلام السمعي البصري ، سيما وأن أغلب القنوات يتم تمويلها من طرف الإشهار،ونعمل أيضا على تزويد الطالب بمجموعة من القيم التي يمكن أن يحملها الإشهار ومن هنا يكون من اللازم والإيجابي أيضا الوقوف أيضا على أبعاده. ويمكن القول – وقد يبدو للبعض أنني أبالغ – أننا الوحدة الوحيدة في المغرب التي ارتبطت أو حققت مجموعة من الأنشطة المرتبطة بالمجالين السوسيو اقتصادي والسوسيو ثقافي وكان الغرض منها تعريف الطلبة بالقنوات التي يمر منها الإشهار بالإذاعة والتلفزة والجرائد والإذاعة اللوحات الإشهارية كما استضفنا مجموعة من الفاعلين الذين لديهم علاقة بالحقل الإعلامي ومن المنتظر أن تظهر النتائج من خلال رسائل الطلبة التي ستعزز وتغني مجال البحث بخصوص الإشهار وتقنياته.

سلبيات الاشهار

تضليل المستهلك

 

ويحذر د. صفوت العالم من الإعلانات التي تدعو المستهلك للتسوق عبر شاشات التليفزيون أو سائل التليفون المحمول ***1644; حيث وصفها بأنها تضليل للمستهلك ***1644; وليس تيسيرا له كما يدعى القائمون عليها لأنها لا تحمى المستهلك من الغش التجاري في حالة وجود عيب بالسلعة ولهذا لابد من أن نناقش أمور هذه الإعلانات ضمن قوانين حماية المستهلك بمجلس الشعب فضلا عن خطر الإعلانات الصفرية التي توهم المستهلك بجوائز بالملايين.

 

المرأة السلعة

 

وتقول د. جيهان رشتى – إن الإعلان يسعى لبيع السلع والخدمات ولهذا يستخدم المعلن أي شيء يساعده على تحقيق هذا الهدف من إستمالات تعتمد على المشاعر والغرائز والأزياء الخارجية والمناظر التي تبعث على البهجة والسرور تعتمد على المرأة والشباب في معظم الأحيان فتوصلت معظم الدراسات التي تناولت مضمون الإعلان التليفزيوني أن استخدام المرأة في الإعلان كان غير لائق حيث تستخدم المرأة كسلعة لبيع السلع وتظهر عادة في إطار المطبخ ويكون هدفها جذب انتباه الآخرين بشكل غير أخلاقي..

وتضيف د. جيهان رشتي أنه من أخطر تأثيرات الإعلان نشر القيم الاستهلاكية ***1644; وحث

المستهلك على الشراء لسلع في أغلبها غير مهمة في الحقيقة ولكن الإعلان يدفع

المستهلك لشرائها وهو غير محتاج لها فعليا وهو ما يكلفه أعباء مالية أكبر من

طاقته..

وأكدت د. جيهان أنه على المسئولين عن وسائل الإعلام إصلاح مضمون الإعلانات والبعد عن التأثر بالإعلانات الأجنبية فهناك نسبة كبيرة من الإعلانات التي تروج لسلع وخدمات تنتجها شركات متعددة الجنسيات باستخدام نفس الاستمالات الإعلانية التي تستخدم في دول أخرى ومجتمعات تختلف جذريا عن مجتمعنا فى عاداتها وتقاليدها ولهذا لابد أن يكون هناك وعى وضمير فى التعامل مع جهاز خطير

كالتليفزيون وما يبثه من مضمون كما أنه من الممكن أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى في حماية المجتمع من التأثيرات السلبية للإعلان منها منع إذاعة الإعلانات في نهار أيام الإجازات والعطلات وكذلك فرز الإعلانات ومنع إذاعة الإعلانات التي يدور حولها خلاف في وجهات النظر إلا بعد العاشرة مساء بعد نوم الأطفال

 

تهديد السلام الاجتماعي

 

ويقول د. محمد فراج أبو النور الخبير والباحث الإعلامي: إنه بصفة عامة يمكن الإشارة إلى أن الإعلان التليفزيوني يسعى بصورة لا تخطأها العين إلى تسويد أو خلق أنماط استهلاكية جديدة لم يألفها مجتمعنا في كثير من الأحيان ***1644; وقد لا يكون هذا عيبا في حد ذاته فالسلع تعرف طريقها إلى الرواج بطرق متعددة على رأسها الإعلان ***1644; ولكن اللافت للنظر هو الطابع الاستفزازي للسلع والأنماط الاستهلاكية التي يجرى الإعلان عنها وتجاهل المعلن للواقع الاجتماعي والاقتصادي القاسي الذي يعانى منه الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وهو ما قد يهدد السلام الاجتماعي كإعلانات القصور والفيلات والأثاث الفخم.. الخ.

وأضاف د. محمد فراج أن الانتشار الهائل للتليفزيون والدش مؤخرا يجعل من هذه الوسيلة الإعلانية سلاحا بالغ التأثير والخطورة ويعطى مزيدا من القوة لثقافة الصورة والمزج بينها وبين الصوت والموسيقى لدرجة تفرض ضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة على الإعلان التليفزيوني ***1644; وتبقى هنا ضرورة الحديث عن حقوق المستهلك – إذا جاز التعبير- ولا نعنى هنا مستهلك السلعة إنما مستهلك البرامج أو المشاهد ***1644; فقد تجاوز الأمر كل حد مقبول في إقحام الإعلانات فى المسلسلات والأفلام بل والبرامج الحوارية الجادة استغلالا لدرجة المشاهدة العالية لمثل هذه المواد التليفزيونية

والأمر المؤكد أن هذا الإقحام الإعلاني يفسد متعة المشاهدة ويضعف فائدتها ***1644; ولا يمكن التعلل هنا بأن كثيرا من البرامج يتم إنتاجها بواسطة معلنين أو شركات إعلان حاول استغلال مساحة البرامج بما يتفق ومصالحها المادية ***1644; وهذه الظاهرة أصبحت تمثل كارثة في مصر وتجسد سيطرة غاشمة لرأس المال على الإعلام ***1644; وعلى تشكيل الوعي وصياغة العقل والذوق ***1644; وهو ما لا يمكن قبوله خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعات أخرى ولكن بصورة أكثر رقيا (أو شياكة) وليست بالفجاجة التي نراها على شاشاتنا.

كما ركز د. محمد فراج على ضرورة وجود ضوابط أخلاقية للإعلان التليفزيوني تضع في الاعتبار عددا من النقاط المهمة منها ***1644; أن يكون الإعلان عن سلع أو خدمات حقيقية لا تنطوي على غش بأي شكل ***1644; وعلى الجهات المعلنة التأكيد على ذلك ***1644; فالإعلان عن منتجع أو مدينة سكنية تحوطها مشكلات قانونية في حالة عدم وجودها فعلا ***1644; أو الإعلان عن سلع تحتوى على مواد متسرطنة أو تسبب مشكلات صحية كالأدوية والعقاقير مثل أدوية التخسيس خاصة وأن الإعلان يعطى مصداقية للسلع المعلن عنها ***1644; نابعة من الثقة في التليفزيون خاصة حينما يكون حكوميا ***1644; وهو ما يحمل الإعلام مسئولية أدبية ينبغي تقنينها. ولابد أن يراعى الإعلان الحدود المقبولة أخلاقيا والتي

توافق الذوق العام ***1644; وإن كانت هذه الكلمات مطاطة يمكن إساءة استخدامها ضد حرية الإعلام ولكن يمكن الاتفاق مع المعلنين والمستهلكين والقائمين على الإعلام على حدود أساسية تتسم بقدر من المرونة لمنع العرى والخلاعة الظاهرة في الإعلان. ولا ينبغي أن يتضمن الإعلان تمجيدا للصناعة الأجنبية أو تحقيرا – ولو ضمنيا- للإنتاج المحلى. ومن غير المقبول أن يتضمن الإعلان تسويقا ضد قيم أخلاقية أو وطنية محل إجماع اجتماعي ***1644; كالصدق والأمانة والنزاهة ***1644; كما أنه من غير المقبول تشجيع الإعلان لقيم اجتماعية منحرفة كالكذب والفهلوة والجشع..الخ. وينبغي صياغة هذه النقاط وغيرها في إطار ميثاق شرف إعلامي ملزم لوسائل الإعلام ***1644; والمعلنين على حد سواء ***1644; ويتضمن عقوبات صارمة تتناسب مع حالة المخالفة ***1644; خاصة إذا أدى الإعلان إلى جرائم اقتصادية أو الاحتيال على المواطنين.

وينبغي أن يكون لممثلي الجهات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني كجمعيات حماية المستهلك والمثقفين ***1644; وممثلي الفنون دور في هذه المحاسبة ***1644; كما أنه من البديهي أن أول من يلزم بهذا الميثاق هو التليفزيون الحكومي. أما بالنسبة للفضائيات سواء كانت مصرية أو عربية ***1644; فمن الضروري أن يجتمع ممثلون لها مع الأطراف السابقة للاتفاق على الميثاق ***1644; ومن الضروري إخضاع هذه القنوات للعقوبات التي يمكن التوصل إليها سواء كانت عقوبات اقتصادية أو قانونية أو أدبية ***1644; كأن يكون هناك قيود متدرجة على بث هذه القنوات على النايل سات مثلا في حالة مخالفة

الميثاق.

 

الطفل الإعلان

 

إن معظم المعلنين يستخدمون الأطفال في إعلاناتهم سواء أكانت هذه السلع أو الخدمات تخص الأطفال فقط أم تخص الأطفال والكبار معاً أم تخص الكبار فقط .

والحقيقة أنه إذا كان استخدام وظهور الأطفال في الإعلانات الخاصة بمنتجاتهم أو بالخدمات التي تخصهم أمراً مقبولاً ومنطقياً باعتباره استخداماً موظفاً ومبرراً إلا أنه من غير المنطقي استخدام الأطفال في إعلانات السلع الأخرى كالأجهزة الكهربائية ومستحضرات التجميل وغيرها من السلع التي تخص الكبار .وصحيح أن التشريعات تحظر أن تتضمن الرسالة الإعلانية أية مظاهر للعنف أو أية إثارة للخوف لدى الطفل أو أن تدفعه إلى سلوك يشكل خطورة على حياته إلا أن هناك جملة من المشكلات المرتبطة بالإعلان والطفل والتي لا توليها أكثر القنوات العربية الاهتمام اللازم ولعل أهمها الدور الذي يؤديه الطفل كعنصر من عناصر ترويج السلعة ونوعية التأثير الذي يمارسه على الطفل المتلقي .فالشاشات العربية لا تلتزم بأية ضوابط قانونية تحمي الطفل وتمنع من إساءة استخدامه أو سوءا لتعامل معه كمروج لسلع خاصة بالصغار أو الكبار مما يحول هذا الطفل في كثير من الأحيان إلى سلعة ويكون تحت رحمة منتجي الإعلان خاصة في ظل عدم وجود قوانين واضحة معلنة تحرم التوظيف غير المشروع للمشاعر والأحاسيس التي يثيرها الطفل المروج لدى أقرانه من الأطفال وحتى بالنسبة للكبار.وأما بالنسبة للطفل المتلقي فإننا نلاحظ بأن أكثر القنوات العربية تقوم بنشر نماذج فطولية تجسد معاني اجتماعية وتربوية سلبية تلحق الضرر بصحة الطفل النفسية وتحدث اضطرابا فبالنمو الطبيعي لمداركه العقلية وتعطل استعداده للارتقاء والتطور وكذلك يلاحظ بأن القنوات تتجه لنشر تعاميم لنماذج فطولية غير سوية من الناحية السلوكية تؤذي خيال الطفل العفوي وتشوه الخصائص الايجابية لمراحل الطفولة إضافة إلى أننا نلاحظ أن هناك خرقا مستمرا للأسس السليمة للتربية الجمالية عبر تكريس مفاهيم جمالية متخلفة تضللا لأسرة وتشل قدرات الطفل على تعلم التذوق الجمالي الصحي والحضاري إضافة إلى ظهور العديد من المضامين الإعلانية التي تعلم الطفل ازدراء الطبيعة والاستهانة بالقيم البيئية وعدم الاكتراث بالقواعد الصحية وكذلك تحاول تلك المضامين تكريس الاستهلاك كقيمة عليا محدثة بذلك خللاً في عملية تنظيم سلم قيم للطفل العربي تتلاءم مع

مجتمعه النامي الأمر الذي يؤكد أهمية الاهتمام بأبعاد واستخدام الأطفال في الإعلانات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى