صحيفة بريطانية: حزب الإصلاح يرهن مصير الأسرى اليمنيين بمصير أحد قيادييه

صحف المكلا (ال العاصفة نيوز).

أعاقت المحاولات الحزبية لاستغلال قضية الأسرى في اليمن التقدم في حل القضية التي تسعى الأمم المتحدة بمساعدة أطراف إقليمية إلى تحقيق انفراج فيها في إطار عملية تهيئة الأرضية الإنسانية لإطلاق عملية السلام. مسار سلام أكثر شمولاً في البلاد.

قالت مصادر سياسية إن تطرف حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الممثلة بقوة داخل السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، في المطالبة بأن يكون إطلاق سراح سجنائه لدى جماعة الحوثي أولوية قصوى في اليمن. وأدى الاتفاق إلى تأخير إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بشأن استكمال عملية تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

وأكدت المصادر ذاتها أن الجولة الجديدة، التي قطعت عملية الإعداد لها خطوات متقدمة، تحظى بأهمية استثنائية، وتعلق عليها الأمم المتحدة والأطراف المعنية بالصراع في اليمن آمالاً كبيرة في تحقيق اختراق نوعي في الملف السجين. ملف سيقربه من الحل النهائي، إذ ستحتضنه سلطنة عمان ذات الخبرة الكبيرة في عمليات الوساطة. ووفرت لها الجولة المرتقبة العديد من مقدمات النجاح، منها الضغط على جماعة الحوثي لدفعها إلى اعتماد المرونة والابتعاد عن التشدد في متطلبات عملية التبادل.

وقال مصدر مطلع على سير التحضيرات لجولة التفاوض، إن أهم العائق الذي ظهر قبيل بدء المفاوضات في مسقط هو الضغوط التي يمارسها حزب الإصلاح من موقعه داخل الشرعية اليمنية للإفراج عن أعضائه. الأسرى، وعلى رأسهم القيادي الإصلاحي محمد قحطان، بنداً رئيسياً على جدول أعمال التفاوض وجزءاً منه. وهو لا غنى عنه في أي صفقة تبادل أسرى يتم التوصل إليها مع الحوثيين.

وأضاف المصدر أن موقف الحزب أثار حفيظة العديد من الأطراف اليمنية لأن العديد من الشخصيات العسكرية والمدنية لا تزال في أسر الحوثيين، وبعضهم مجهول المصير، ما يجعل استفراد قحطان جهداً خاصاً لكشف مصيره وإطلاق سراحه. “كشكل من أشكال الأنانية الحزبية والارتهان لمصير العديد من اليمنيين وقادتهم”. الأسر وأفراد الأسرة يتقاسمون مصير رجل واحد”، بحسب ما نقله المصدر عن عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام وقريب أحد الجنود الذين أسرتهم جماعة الحوثي.

وعلى مدى السنوات الماضية، تمكنت الآلة الدعائية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن من إبقاء الأضواء مسلطة على قضية قحطان، التي حظيت بحملات متتالية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في حين أن قضايا أخرى سياسية وقضائية وحقوقية وإنسانية، وغابت الشخصيات الإعلامية التي ظلت أسيرة لدى الحوثيين لسنوات.

وتأكيداً لما لم تذكره المصادر بشأن موقف حزب الإصلاح من صفقة تبادل الأسرى المحتملة مع الحوثيين، جدد هادي هيج رئيس الوفد الحكومي المعني بقضية الأسرى والمختطفين، تمسك الوفد بشرط الكشف. مصير السياسي الأسير لدى الحوثيين محمد قحطان قبل البدء بأي مفاوضات جديدة.

واتهم هيج، وهو أيضا قيادي في حزب الإصلاح، في تصريحات صحفية، الحوثيين بخلق العراقيل أمام المفاوضات، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ومبعوثها يتعاملون مع الحوثيين كالابن المدلل، وأن المجتمع الدولي يتحول إلى وغض البصر عن الجرائم التي يرتكبونها.

وترى أوساط إعلامية وسياسية يمنية أن ربط مصير مئات السجناء بمصير شخصية سياسية واحدة، هو انعكاس لظاهرة الاستغلال الحزبي للمؤسسات والسياسات الشرعية اليمنية. وتؤكد هذه الأوساط أن المفاوضات الثنائية بين الإخوان والحوثيين جرت في كثير من الأحيان تحت مظلة المفاوضات العامة بين الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي.

وتتحدث الأوساط ذاتها عن عمليات تبادل انتقائية للأسرى جرت من قبل على أسس حزبية بحتة، رغم أنها تمت بإشراف الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى