بلا مجازفات بشرية.. "الطائرات المسيرة" تسيطر على الحروب
[ad_1]
العاصفة نيوز/ متابعة
فرضت الطائرات دون طيار نفسها في الآونة الأخيرة سلاحا فعالا متعدد المهام، وسعت الدول والجماعات المسلحة لامتلاكها، لأهميتها في توجيه ضربات موجعة للعدو بتكلفة منخفضة.
وتُحلّق طائرات صغيرة بدون طيار وبلا تكلفة في السماء بلا رادع، تقلع وتهبط في بلدة أو غابة أو على ظهر مركب في البحر، تتجسس وترصد وتستهدف بل وتغير مسار المعارك على الأرض، ولا يحتاج السلاح الجديد إلى جيش جرار إنما فقط من يسيرها من على الأرض.
ويعتقد البعض أن بداية سباق التسلح بالطائرات المسيرة بدأ مع ما يعرف بالربيع العربي، لكن السباق بدأ أبكر من ذلك في رأي الدكتور جيمس باتون روجرز المدير التنفيذي لمعهد كورنيل للسياسة والتكنولوجيا بجامعة كورنيل، والذي أكد لبي بي سي أن السباق يعود إلى أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات، حيث عملت كل من إسرائيل وإيران على تطوير طائرات بدون طيار منذ ذلك الوقت، والبلدان يعتبران أنظمة الأسلحة عن بعد جزءًا لا يتجزأ من الدفاع الوطني.
وحش ميادين الصراع
ومن أوكرانيا وروسيا إلى السودان، ومرواً بمضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر والخليج وليبيا وتركيا وحتى غزة وجنوب لبنان وإسرائيل، باتت الطائرات المسيرة أداة أساسية في ميادين الصراع.
وعلى الرغم من أنها أصبحت اليوم تقنية شائعة نسبياً، إلا أنها كانت ذات يوم نادرة وخيالية. ورغم ارتباط تطورها بتطور الطيران والتكنولوجيا، إلا أن تاريخها يشير إلى بدايات بعيدة.
وبالعودة إلى نوفمبر 2001، حيث شهد العالم أول عملية اغتيال بواسطة “الدرونز”، حين استعانت واشنطن بها لقتل محمد عاطف المصري القائد العسكري في تنظيم القاعدة، وأحد المتّهمين بتدبير هجمات 11 سبتمبر، وفي 2022 قُتل بواسطتها أيضاً أبو علي الحارثي عضو تنظيم القاعدة في اليمن.
بعد ذلك، زاد الاعتماد على الطائرات المسيّرة لملاحقة الإرهابيين حول العالم. وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن الولايات المتحدة الأميركية نفّذت 14 ألف غارة جوية حول العالم بِاستخدام الطائرات المسيرة لقصف أهداف إرهابية.
وفي السنوات الماضية دعّمت واشنطن من هجماتها الجوية بعد تصاعد تهديدات جماعات إرهابية باستهداف المصالح الأميركية.
ومن أشهر المستهدفين بالطائرات المسيرة أنور العولقي، وهو رجل دين يمني متطرف وأحد منظري تنظيم القاعدة، وقد قُتل في سبتمبر 2011. كذلك السعودي إبراهيم عسيري خبير المتفجرات بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي قُتل عام 2017.
فتاكة ورخيصة
وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية، تفرض شروط تعجيزية على تصدير التكنولوجيا الخاصة بالطائرات المسيرة حتى على حلفائها، إلا أن الدول بدأت تعتمد على نفسها في تصنيع تلك الطائرات الفتاكة والرخيصة، وخرج الأمر عن السيطرة وأصبحت الجماعات والمليشيات تصنع طائراتها المسيرة بنفسها وتستخدمها في شن عمليات عسكرية تؤثر على قدرات الآليات العسكرية التقليدية من مدرعات ودبابات.
وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول الرائدة في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، وتملك طائرة “إم كيو-9 ريبر” و”إم كيو-1 برِداتور”.
ثم تأتي الصين بوصفها أحد أكبر المصدرين للطائرات المسيرة في العالم، وقد اختبرت الصين عام 2013 أول طائرة مسيرة مقاتلة تسمى “شارب سورد” (أي السيف الحاد)، وكذلك تصنع مسيرات “وينغ لونغ 1 و2″، وتعد المسيرات الصيني أرخص بكثير من نظيرتها الأمريكية.
تعطل الدفاع
وظهرت أول طائرة دون طيار في إنجلترا عام 1917، ثم طُورت عام 1924.
ومنذ الحرب العالمية الأولى (1914-1917)، كانت الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والمملكة المتحدة، أولى الدول استخداما لها في جيوشها، ثم لحق بها الاتحاد السوفياتي في ثلاثينيات القرن الماضي.
ويبدو أن عصر “حرب المسيرات” أو الطائرات من دون طيار، أخذت تعطل “صناعة الدفاع”، كما كشفت حربا “ناغورني كاراباخ” و”أوكرانيا”، ولكنها أكثر وضوحا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث كشف تقرير للفايننشال تايمز أن بعد اندلعت الحرب، ارتفع عدد الشركات المصنعة للطائرات المسيرة في أوكرانيا من 6 إلى أكثر من 200.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الانتشار السريع للتكنولوجيا الجديدة القوية في ساحة المعركة يؤدي إلى قلب التسلسل الهرمي لصناعة الدفاع العالمية، التي يهيمن عليها كبار المقاولين منذ فترة طويلة.
وتضيف أن استخدام الطائرات المسيرة في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تصاعد بسرعة في العامين الماضيين.
اعادة تشكيل مفهوم الحرب
ونشر موقع بلومبيرغ تقريرا تحدث فيه عن قيام تكنولوجيا المسيّرات الإيرانية بإعادة تعريف الحرب العالمية، حيث تقوم دول من آسيا الوسطى وأميركا الجنوبية ببناء تكنولوجيا خاصة بها استنادا إلى التصاميم الإيرانية، وذلك غالبا باستخدام مكونات أميركية.
وأكد التقرير أن إنتاج المسيرات الإيرانية تكثف خلال العامين الماضيين في 5 دول أخرى على الأقل، في أميركا الجنوبية وآسيا الوسطى، وتابع أن روسيا نفسها بدأت تصنع مسيرات لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، مما رفع عدد الدول التي تستخدم التكنولوجيا أو المساعدة أو الأجزاء الإيرانية إلى 12 دولة على الأقل.
وأشار التقرير إلى أن إتقان إيران لحرب المسيرات ذات التقنية المنخفضة نسبيا يشكل مخاطر جديدة عاجلة على استقرار الشرق الأوسط، وذلك لأنها تمكن الدول من توفير عملتها الأجنبية لتمويل صناعتها الدفاعية، وتعزيز تحالفاتها الإستراتيجية، مع القدرة على تغيير طبيعة الصراع في جميع أنحاء العالم.
ففي أوكرانيا، تمتلئ السماء بأنظمة جوية بدون طيار يمكنها توجيه القصف أو العمل كقنابل. وبحسب ما ورد، سحبت القوات الأوكرانية دبابات M1A1 Abrams المقدمة من الولايات المتحدة من الخطوط الأمامية بسبب هذا التهديد.
أما مسيرات “شاهد” الإيرانية، فكانت في مقدمة الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل الماضي.
وعبرت طائرات بدون طيار كورية شمالية الحدود، وهددت عاصمة كوريا الجنوبية. وتعهدت سول بتعزيز الإجراءات المضادة وأنشأت قيادة مركزية للطائرات بدون طيار.
فيما اطلق المتمردون الحوثيون مسيرات مفخخة لتوسيع نطاق وصولهم إلى البحر قبالة اليمن، بينما ترد الولايات المتحدة وحلفاؤها الهجوم بأسلحة باهظة الثمن.
وذكرت وكالات أنباء روسية، امس الثلاثاء، أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 14 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا، مستهدفة كورسك وفارونيش وبيلجورود.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع أن 12 طائرة مسيرة دُمرت فوق منطقة كورسك الحدودية وواحدة فوق فارونيش وأخرى فوق بيلجورود.
ولم ترد معلومات عن إجمالي عدد الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا خلال ليل الاثنين- الثلاثاء.
[ad_2]