سحر راستي : أول قبطانة بحرية إماراتية، تروي قصتها بمناسبة يوم المرأة الإماراتية ل العاصفة نيوز
[ad_1]
أول قبطانة بحرية إماراتية: التغلب على الأمواج بالإصرار والعزيمة
في عالم نادر ما تشارك فيه النساء، دخلت سحر راستي بثقة لتصبح أول قبطانة بحرية إماراتية في تاريخ البلاد. لم يكن هذا الإنجاز مجرد عبور أمواج البحر، بل كان كسرًا للقوالب التقليدية ومواجهةً للتحديات الاجتماعية والثقافية. ورغم أن حلم طفولتها كان أن تصبح محامية، إلا أن شغفها بالبحر دفعها إلى تغيير مسار حياتها ودخول مجال الملاحة. رحلتها لم تكن سهلة، لكنها تحمل في طياتها قصة ملهمة لكل فتاة تطمح لتحقيق المستحيل.. كيف استطاعت سحر تحويل حلمها إلى حقيقة في بحر مليء بالتحديات؟
بداية الرحلة البحرية
عند دخول سحر عالم الملاحة، لم تكن التحديات بسيطة. في أول مهمة بحرية, تقول سحر عن بدايتها: “بدأت عملي في عام 2015 بموانئ أبوظبي في منصب مساعد إداري، ثم انتقلت إلى مهمة منسق الخدمات الملاحية كأول إماراتية تعمل في هذا المجال، ومن ثم حرصتُ على التدريب لأشهر عدة، لاكتساب مزيد من المهارات، التي جعلتني أتعرّف إلى كل ما في السفينة، وطريقة استخدامه، وامتلاك مهارات التعامل مع حالات الطوارئ باحترافية.”
تميزت سحر بالهدوء والثقة، حيث أظهرت قدرات مميزة في قيادة السفن واتخاذ قرارات سريعة في المواقف الطارئة. براعتها في قراءة الخرائط وسرعة تصرفها جعلتها نموذجًا يحتذى به في هذا المجال.
التحديات الاجتماعية والمهنية
تقول سحر عن يوم المرأة الإماراتية: “الاحتفال يجب أن لا يقتصر على المرأة الإماراتية فقط، بل يشمل المرأة العربية عمومًا. أشعر بالفخر ليس فقط كوني إماراتية،معربة عن فخرها بكل امرأة كسرت الحواجز وشجعت غيرها على النجاح.”
ورغم التحديات التي واجهتها كأول امرأة قبطانة بحرية إمارتية، كان شغف سحر بالبحر ودقة التعلم والتفاصيل هو دافعها للاستمرار. لم يكن الطريق ممهدًا، لكن الإصرار على تحدي التقاليد ودعم القيادة الرشيدة للمساواة بين الجنسين شجّعها على المضي قدمًا.
التوازن بين العمل والحياة الأسرية
على الرغم من مسؤولياتها كقبطانة، تمكنت سحر من إدارة وقتها بحكمة بين مهامها البحرية وواجباتها كأم لثلاثة أطفال. تدرك سحر أهمية حضورها في حياة أبنائها، خاصة في فترة مراهقتهم، وتسعى دائمًا إلى الموازنة بين الدورين دون تقصير.
تقول سحر: “لم يكن من السهل التوفيق بين حياتي العملية والأسرية، لكن الضغط كان حافزًا لي لأثبت أن المرأة قادرة على النجاح في كلا المجالين.”
دعم الأسرة والتحديات الشخصية
تشير سحر إلى أن عائلتها في البداية كانت متخوفة من دخولها هذا المجال نظرًا لتحدياته، إلا أن إصرارها على النجاح غير وجهات نظرهم وجعلهم يدعمونها بشكل كامل. كما تؤكد أن دور زوجها كان محوريًا في دعمها وتحفيزها على الاستمرار في تحقيق نجاحاتها.
أحد أكبر مخاوف سحر كان تعلم السباحة، حيث لم تكن تتقنها عند بداية رحلتها البحرية. لكن في إحدى التدريبات، واجهت موقفًا حرجًا جعلها تدرك أهمية السباحة في هذا المجال، مما دفعها لتعلمها بقوة وإتقان.
بعد سنوات من الخبرة في مجال الملاحة البحرية، تمكنت سحر من تحقيق إنجاز جديد بفتح شركتها الخاصة، وهو خطوة تُظهر ثقتها بقدراتها وشغفها المستمر بتطوير هذا القطاع. ومع ذلك، تؤكد سحر أن رحلتها لم تكن لتكتمل دون دعم الرجال في حياتها، حيث صرحت لأخبار الأن : “نحن لا نتحدى الرجال، بل نحن نقوى بهم، ونحن من ضلعهم. نحن لا نتحداهم بل نتحدى أنفسنا ومخاوفنا.”
بهذه الرؤية المتوازنة، تلهم سحر النساء على النجاح دون الشعور بالصراع، مؤكدة أهمية العمل الجماعي والتكامل بين الجنسين.
وأوضحت أنها أصبحت اليوم مصدر إلهام للكثير من الطالبات في الأكاديميات والكليات البحرية، لخوض هذا المجال.
رسالة للراغبات أو الراغبون في دخول المجال
تدعو سحر من يرغب في خوض مجال الملاحة البحرية إلى عدم التردد، مشيرة إلى التطورات الحديثة التي جعلت العمل في هذا القطاع أكثر سهولة ومرونة من حيث التواصل مع العائلة. كما تشدد على أن هذا المجال يعلم الصبر، والشجاعة، والحكمة، ويوفر فرصة للتعرف على ثقافات وعادات مختلفة.
وتختتم سحر: “لكل من تريد دخول هذا المجال، هناك أكاديميات متخصصة ودورات تدريبية تمكنكن من تحقيق أحلامكن في هذا المجال.”
[ad_2]