كيف وصل السفير الإيراني لدى الحوثيين إلى صنعاء؟

تساءلت مصادر سياسية يمنية، عن طريقة دخول السفير الإيراني الجديد لدى مليشيا الحوثي، إلى اليمن، في ظل استمرار تباكي المليشيات الحوثية مما تسميه الحصار والعدوان.

وأعلنت إيران، قبل أيام، عن تعيين علي محمد رمضاني سفيرا جديدا لها لدى مليشيا الحوثي في صنعاء، وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام من وفاة سفيرها السابق لدى المليشيا حسن إيرلو.

ويعد مراقبون، الخطوة الإيرانية، أنها تحمل دلالات سياسية وعسكرية هامة، وتثير تساؤلات حول أهداف إيران منها وتوقيتها، خاصة في ظل جمود العملية السياسية في اليمن، وتوقف التفاهمات السعودية – الإيرانية، الأمر الذي يبدو أن إيران قد انتهت من ترتيب بيتها الداخلي بعد فترة من الاضطراب، وباتت قادرة على الالتفات إلى ملفاتها الخارجية.

وتسعى إيران، من خلال تعزيز وجودها الدبلوماسي في صنعاء، إلى إرسال رسائل متعددة، منها تأكيد دعمها لمليشيا الحوثي، وتشجيعها على التمسك بمواقفها، والضغط على السعودية عبر ورقة اليمن، وتأكيد دورها كمؤثر أساسي في المنطقة.

وحول طريقة نقل المندوب الإيراني إلى صنعاء، يقول الباحث المختص في الشأن الإيراني، وجدان عبدالرحمن: “فيما يتعلق بطريقة نقل السفير الإيراني إلى صنعاء، ففي السابق، في ظل منع الطيران عن صنعاء، عادة ما كان يتم تهريب كبار المسؤولين الإيرانيين عبر سفينة ماشاد، أو عبر السفن الأخرى التابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني، ومن هنالك عبر قوارب لمليشيا الحوثي يتم من خلالها إيصالهم إلى الداخل اليمني”.

وأوضح الباحث في مداخلة تلفزيونية مع قناة “بلقيس”: “بعد الهدنة، التي حصلت بين السعودية ومليشيا الحوثي، والسماح للطيران اليمني والعُماني بالهبوط في مطار صنعاء، يتم تهريب القادة عبر الطيران”.

وأضاف: “في تصوري، تم نقل السفير الإيراني الجديد لدى مليشيا الحوثي في صنعاء من مسقط عاصمة عُمان إلى صنعاء، وقد يكون استخدم اسما مستعارا لكي لا يتم التعرف عليه”.

وتابع: تتمثل “مهام السفير الإيراني الجديد رمضاني، في الظرف الراهن، وفي ظل ما يحدث في المنطقة، بحاجة الحرس الثوري الإيراني لأن يكون ملف مليشيا الحوثي تحت سيطرته بشكل كامل، كما كان في عهد إيرلو؛ لأن بعد مقتل إيرلو بدأت مليشيا الحوثي بالتصرف أحيانا بشكل غير منظم ومنسق، كما يريد الحرس الثوري”.

وأردف: “بسبب الخلافات، في فترة إبراهيم رئيسي، ما بين حكومته وما بين الحرس الثوري الإيراني، حول إرسال السفير الذي كان يريد الحرس الثوري إرساله، وبعد رحيل رئيسي أصبح الحرس أكثر سهولة في العمل، وفرض شروطه على حكومة بزشكيان، لذلك تم تعيين شخص آخر وهو عضو فيلق القدس الإيراني، رمضاني، سفيرا لدى مليشيا الحوثي”.

وزاد: “في ظل ما يجري في المنطقة، تم إرسال عضو فيلق القدس؛ ليقوم بإعطاء الأوامر لمليشيا الحوثي، خاصة بعد الأزمة التي حصلت في البحر الأحمر، وموضوع استهداف إسرائيل”.

وأشار إلى أن “إيران تريد أن يكون لها حضور مباشر في صنعاء، والسيطرة على مليشيا الحوثي، بشأن طريقة الرد على إسرائيل؛ لأن إيران قد تكون تنسِّق مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومليشيا الحوثي قد تعرقل هذه المفاوضات، ولذلك أرسلت سفيرها إلى صنعاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى