سيرة حياة المؤرخ العربي أبو ريحان البيروني ( 362 هـ _ 440 هـ )

 

هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي ، باحث فيلسوف جغرافي رياضي مؤرخ ، اعترف الدكتور ( سارتون ) بنبوغه وسعة اطلاعه فقال : إنه من أعظم عظماء الإسلام ، ومن أكابر علماء العالم

وُلِدَ في ضواحي خُوارزم سنة 362 هجري الموافق 973 م ، اكتسب معلوماته المدرسية البغدادية ، ثم زار العواصم العربية ، وعاش في الهند زمناً طويلاً ، وكان أثناء إقامته في الهند يُعلِّم الفلسفة اليونانية ، ويتعلم هو بدوره الهندية ، فيستفاد من رواياتهم ، ويُفيدهم استكشافات أبناء وطنه ، وألف لهم ملخصات من كتب هندية وعربية.

 

ويُقال إنه كانت بينه وبين ابن سينا مكاتبات في بحوث مختلفة ورد أكثرها في كُتب ابن سينا.

 

ولعل الطابع المميز للبيروني بين العلماء العرب ، هو تنوُّع اهتماماته العلمية ، واتساع آفاق دراسته ، فللبيروني مآثر في ميادين كثيرة ضمّنها أكثر من مئة وعشرين كتاباً ورسالة ، وقد نقل القليل منها إلى اللاتينية ، والإنجليزية ، والفرنسية ، والألمانية ، وكان منهلاً نهل منه الغربيون ومصدراً من المصادر الهامة في دراستهم العلمية والتاريخية.

 

أشهر كتبه :

 

” كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية ” من أشهر كتبه وأغزرها مادة ، يبحث فيها الشهر واليوم ، والسنة عند مختلف الأمم القديمة ، وكذلك في التقاويم وما أصابها من تعديل وتغيير ، وكيف أخذ العرب الترقيم عن الهند ، وكيف انتقلت علوم الهند إلى العرب.

 

” كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم ” وفيه عمل جداول فلكية دقيقة بناء على أرصاده ، كما نقد وعدّل الجداول التي صنعها سابقوه ومعاصروه.

وابتكر الإسطرلاب

 

والإسطرلاب : هو أسطوانة ، لم يقتصر استعماله على رصد الكواكب والنجوم ، وإنما كان يُستخدم كذلك في تحديد أبعاد الأجسام البعيدة ، وزوايا ارتفاعها.

 

وفي الرياضيات : تشمل ابتكارات البيروني ، المتواليات الهندسية ، وتثليث الزوايا ، وحلَّ كثيراً من المسائل الهندسية الصعبة التي أصبحت تُعرَف باسم ( المسائل البيرونية ، وأسهم في تطوّر حساب المثلثات.

 

كما أدرك أن سرعة الضوء تزيد عن سرعة الصوت زيادة هائلة.

 

كما اشتهر البيروني بالطبيعة وله فيها جولات موفقة لا سيما في علم الميكانيكا ، والأيدروستاتيكا ، ولجأ في بحوثه إلى التجربة وجعلها محور استنتاجه ، وله كتاب في خواص عدد كبير من العناصر والجواهر وفوائدها الطبية والتجارية.

 

وورد في بعض كتبه شروح وتطبيقات لبعض الظواهر التي تتعلق بضغط السوائل وتوازنها ، وشرح صعود مياه الفوارات ، والعيون إلى أعلى ، كما شرح تجمُّع مياه الآبار بالرشح من الجوانب حيث يكون مأخذها من المياه القريبة منها.

 

وللبيروني رسالة سامية ، تتجلى في ثنايا مؤلفاته وكتبه ، من سياحاته وسلوكه ، يطري اليونانيين ، ويطري العرب ولغتهم ( على الرغم من أصله الأعجمي ) وينصف الهند ، ويُعدد مزايا كل هذه الأقوام.

 

وهناك تفصيلات أخرى عن مؤلفات البيروني ومآثره العلمية يجدها الراغبون والباحثون في كتاب ” تراث العرب العلمي ” للدكتور قدري حافظ طوقان.

 

تُوفي البيروني بُخوارزم سنة 440 هجري الموافق 1048م.

 

بحث وتلخيص صفحة صالون الأدب.

المراجع التي اعتمدنا عليها في التلخيص موسوعة علماء العرب والمسلمين طارق مراد / كتاب العلوم عند العرب د. قدري حافظ طوقان

 

زر الذهاب إلى الأعلى