حكمنا الهوى ( الخاتمة ) بقلم : الشيماء محمد احمد

بقلم : الشيماء محمد احمد

حكمنا الهوى ( الخاتمة ) بقلم : الشيماء محمد احمد

سيف في عربيته هو وهمس ، قبل ما يروحوا وقف وبعدها غير اتجاهه فسألته بفضول : هنروح فين ؟

جاوبها وهو بيفتح الواتس يدور على حاجة : كريم طلب مني برفان وأعتقد المحل في المنطقة دي لو قريب خلينا نروحه .

عرف يوصله فعلا كان قريب ونزلوا مع بعض دخلوا المحل اللي همس اتهوست بيه وبالروائح اللي فيه ، طلب برفان كريم وبعدها همس لقاها بتصفق بحماس فبصلها فمسكت البرفان بتاعه بفرحة : برفانك اهو يا حبيبي .

ابتسم لفرحتها : هاتيه طيب .

جابت إزازتين وبتشوف السعر عليه وعينيها وسعت وبصتله بصدمة : ده سعره ؟

ابتسم لشكلها ورد بأمر: بت اعدلي وشك ده .

سألته بدهشة : وجالك قلب تديني نص إزازة بجد ؟ انت كان عقلك فين لما وافقت ؟

ابتسم ومسك خدها بمداعبة : عقلي مع حبيبتي اللي قالتلي عايزة أحس بيك حواليا في كل وقت ، بتخطف قلبي بكلمتين أعمل ايه بقى ؟

ردت بمرح : تقولي سعره كنت هخرس خالص .

ضحك بس انتبهوا للراجل بيتكلم وبيسألهم محتاجين حاجة تانية ؟

بصله وقاله انه محتاج برفانات يجيبها لعيلته ، فضل يتكلم معاه كتير ويختاروا مع بعض لأهله باباه ومامته وأخته ، بعدها قرر يجيب لأهل همس اللي رفضت في الأول بس صمم وخلاها تختار لأختها ومامتها وباباها وهو اختار لبدر ونادر ، كمان اختار برفان لمؤمن فبصتله : لمين ده ؟ تحسه نفاذ وقوي أوي

ابتسم : مؤمن .

مسكت بتاع كريم وشافته : ده هادي أوي ، بتاع مين ؟

⁃ كريم .

ابتسمت : كل واحد حسب شخصيته يعني ؟

وضحلها : مؤمن اه حسب شخصيته لكن كريم طلبه مخصوص مش بيغيره .

مسكت البرفان الخاص بيه هو وأخدت نفس طويل وقال بابتسامة : ده بقى بتاع حبيبي ولا تقدر تصنفه هادي ولا قوي هو بين الاتنين ، سألها باهتمام : أي واحد فيهم عاجبك في كل اللي أخدناه ده ؟

بصتله ومسكت برفانه الخاص وقالت بحب : سبق وقلتلك بعشق ده ، عشق بجد غريب ، هو ده وبس .

بص للبائع وقاله : بس كده .

ابتسم وبصله : كاش أم فيزا ؟

جاوبه : فيزا بالطبع .

همس قربت منه وهمست بسخرية : انت عارف هتدفع كام ؟ بالدولار ؟ ده انت هتتظبط .

ضحك وبصلها بمرح : اوعي ألاقيكي منزلالي بوست بتلميلي تبرعات المرة دي

ضحكت وردت بحرج : الله مش كنت عايزة أساعدك

رد بتهكم : تقومي تنزليلي بوست مطلوب عروسة .

ضربت كتفه بحنق : قلت مطلوب وظيفة .

ضحك ومسك ايدها من على كتفه : لحد الآن مش شايفها غير مطلوب عروسة .

أخدها وروحوا وهناك استقبلتهم جانيت اللي همس مش قادرة تتقبلها وهو حذرها تدخل البيت تاني بالشكل ده وقبل ما تدخل ترن الجرس كذا مرة وتتأكد انهم مش موجودين قبل ما تدخل .

شاورتلهم على باسكت هدية انها وصلت ولسه هتتكلم فبصلها باستفسار : مين جاب دي ؟

جاوبته : لا أعلم ولكن بها كارت .

شكرها وطلب منها تروح هي وقفل وراها الباب وأول ما دخل و رايح ناحية الباسكت بس همس طلعت اللاب اللي اشتروه وبصتله بحماس: عايزة أفتحه.

جريت على فوق وهو وراها وقعدت على السرير وربعت رجليها وحطت اللاب عليها فتابعها وضرب كف بكف وقال بدهشة : أقسم بالله شايفك عيلة في ابتدائي جايبة لعبة فرحانة بيها .

ضحكت بسعادة : أنا فعلا جايبة لعبة فرحانة بيها.

فتحت اللاب وحست انها تايهة ، سيف ضحك على شكلها وقرب منها قعد جنبها ومسك اللاب حطه على السرير وبدأ ينزل برامج التشغيل الاول وينزلها البرامج اللي ممكن تحتاجها وكمان يشرحلها استخداماته وازاي تستفيد منه وهي منتبهة معاه وكل شوية تعلق على ميزة فيه فيشرحهالها

 

نادر في بيته آخر النهار وخرج من أوضته كان أبوه وأمه قاعدين قدام التليفزيون في هدوء ، قرب وقعد قصادهم مسك الريمود وطى الصوت وبصلهم : عايز أتكلم معاكم في موضوع مهم .

فاتن عرفت هيتكلم في ايه بس استنت وما علقتش .

خاطر بقلق: خير يا ابني ؟ عايز تقول ايه ؟ هند أختك وجوزها بخير ؟ أنا اطمنت على همس بس هند

قاطعه بسرعة : هند بخير بالعكس أمورهم تمام ومشكلتهم مع رشا في نهايتها .

خاطر حمد ربنا وبصله اهتمام : طيب عايز تقول ايه ؟

أخد نفس طويل قبل ما يبصلهم الاتنين بجدية: أنا عايز أتجوز .

فاتن علقت بتهكم : من بكرا هختارلك العروسة و

قاطعها بهدوء : مش محتاج حد يختارلي أنا اوريدي اخترت وعايز أعرفكم بيها .

فاتن وقفت بحدة : لو هي ملك دي فأنا ولا عايزة أتعرف عليها ولا عايزة أشوف وشها ، أنا كلامي خلص معاك .

هتتحرك بس خاطر وقفها بلوم : ده مش أسلوب نقاش أبدا يا فاتن اقعدي وادي ابنك فرصة يتكلم .

بصتله باستنكار : سيادته عايز يتجوز بنت أخلاقها زي الزفت و

قاطعها نادر بحدة : حضرتك ما تعرفيهاش فلو سمحتي ما تغلطيش فيها وتظلميها .

بصتله بغيظ وبصت لخاطر باستياء: ابنك مغمض عينيه ومش شايف قدامه ولا شايفها على حقيقتها .

نادر اتنهد ورد بحنق: ماهو بالطريقة دي مش هنعرف نتكلم لو سمحتي اديني فرصة أتكلم

تجاهلته وكملت بغضب : سيادته بيحب بنت كانت مخطوبة لصاحب سيف ، اللي اسمه كريم المرشدي اللي سابها لان أخلاقها نيلة ولانها بتشرب وتسكر وبتعمله فضايح كل يوم والتاني بعدها راحت اتجوزت كلب محسوب على الرجالة غلط حتى أمها أبوها طلقها ورماها وهو دلوقتي عايز يتجوزها عايزني أقعد أسمع ايه ؟ انها اتغيرت ؟ انها بطلت تشرب ؟ أسمع ايه ؟ وهل لو سمعت ده هيمحي حقيقة أخلاقها ولا سمعتها ولا ماضيها ؟ ( بصت لابنها بغيظ ) انت ليه نازل بنفسك الأرض ؟ ما تشاور على أي بنت وأنا أجيبها انت مش قليل علشان ترضى بواحدة زي دي ، ناقصك ايه ؟ دكتور ، أخلاق ، محترم ، شاطر ، شغال في مستشفى خاص ، عندك شقتك ، ناقصك ايه تختار بنت محترمة ؟ ناقصك ايه فهمني يا نادر

نادر وقف وبص لأبوه بجدية : أنا آسف بس مش هقدر أكمل نقاش بالشكل ده ، أنا راجع شغلي بعد إذنكم.

خاطر حاول يوقفه أما فاتن فكملت بصوت عالي وغضب: اوعى تفتكر ان طريقتك دي هتلوي دراعي بيها، البت دي تنساها وتشيلها من دماغك وإلا أقسم بالله يا نادر أتبرأ منك على كبر طالما هتتهبل بالشكل ده .

خاطر مسك دراعها وزعق فيها : ما تهدي بقى هي دي طريقة نقاش ولا كلام ؟

شدت دراعها بعنف : انت هدوءك اللي خلاهم يعملوا فينا كده ، انت وصلتهم لده .

بصلها بذهول : أنا ولا سربعتك على جوازهم ها ؟ كل شوية تكلمي هند وحسستيها انها عنست وخليتيها بصت لراجل متجوز بس أحمد ربنا ان بدر راجل ويستاهلها ، وادي نادر بيختار واحدة مطلقة وحتى همس اللي كانت لسه قدامها دراستها كتر زنك عليها خليتيها برضه حبت حد الدنيا كلها كانت ضده وكان حبها غلط بس انتي اللي زرعتي جواهم السربعة في الاختيار فبيرموا نفسهم وبس بدون عقل وبدون تحكيم للمنطق ، بيحبوا وبس علشان يلحقوا القطر اللي فهمتيهم انه هيسيبهم ، انتي اللي عملتي ده في عيالك وانتي اللي لغيتي عقولهم ودلوقتي بتتكلمي في ايه ؟ سمعتي ابنك وسمعتي نظرته للبنت ايه ؟ ولا بس جبتيلي كلمتين من النت وخلاص ؟ مافي صحافة صفرا كتير وبيكتبوا بمزاجهم ، ياريت من النهارده تسكتي خالص طالما انتي زيهم مش عارفة تحكمي عقلك شوية .

وقفت مذهولة من اللي سمعته وانتبهت على باب أوضة ابنها اللي خارج لابس هدومه وشنطته على كتفه وسألهم باقتضاب : أنا راجع شغلي عايزين مني حاجة ؟

خاطر قرب منه بهدوء : اقعد خلينا نتكلم شوية .

بصله بضيق: آسف بلاش دلوقتي خلينا نهدا ونبقى نتكلم بعدين ، بعد إذنك .

سلم على أبوه وقرب من أمه اللي واقفة بجمود وباصة بعيد ، باس خدها بدون ما ينطق حرف وسابهم وخرج ، وسيطر الصمت القاتل على البيت بعد خروجه .

 

بعد كام ساعة نادر وصل شقته دخلها و حس بالصمت الرهيب ، الصمت اللي بيدل على حاجة واحدة بس ، الوحدة .

موبايله قطع الصمت ده وابتسم لان أكيد هي حست بيه ، رمى شنطته ورقد على السرير بتعب ورد : جيتي في وقتك

ابتسمت وقامت طلعت للبلكونة : جيت في وقتي ليه ؟ انت فين ؟

⁃ لسه يادوب داخل شقتي ، حسيت بالصمت والوحدة بقالي فترة طويلة ماقعدتش فيها لوحدي ، جواز همس وكل اللي حصل استهلكنا كلنا .

اتنهدت : عقبال جوازك انت كمان .

استنته يرد بس هو كل اللي جه في باله جملة مامته الأخيرة ، انها هتتبرأ منه لو قرر يكمل الارتباط ده .

ملك لاحظت سكوته وحست انه مخنوق أو متضايق أو في حاجة حصلت : مالك يا نادر ؟

أخد نفس طويل طلعه بضيق : ماليش بس حاسس زي ما بقولك اني مُستهلك ، مشاكل همس خلصت واتجوزت حبيبها وسافروا جت مشاكل هند اللي بتهدد بيتهم واستقرارهم بس ربنا يسهل وتنتهي على خير .

حكالها كل اللي حصل لمجرد انه مش عارف يتكلم عنهم فقال يتكلم عن مشاكل أخواته وهي سمعته لانها حاسة ان في حاجة حصلت هو بيهرب منها .

انتبهت عليه : بس يا ستي الحمدلله اتكشف لعبها وأعتقد كده خلاص سكتها اتقفلت .

سكت أخيرا واستناها ترد فقالت بمغزى : طيب الحمدلله عقبالنا لما مشاكلنا تنتهي .

أمن على كلامها وسكتوا الاتنين

قطعت الصمت بسؤالها المباشر : مش هتقولي بقى مالك بجد ؟ هتفضل تلف وتدور وتحكي حاجات كتيرة وما تقولش مالك لامتى ؟

ما جاوبهاش على طول وتخيل انها هتقتنع بكلامه عن التعب والإرهاق بس الظاهر ان هي كمان فاهماه كويس

رد بعد فترة : زي ما قلتلك أمي أعلنت الحرب عليا .

توقعت ان ده اللي حصل فسألته بترقب: وأول جولة مين انتصر فيها ولا كان انتصار ساحق ليها ؟

رد عليها بتيه : ماكانش في جولات وماكانش في نقاش أصلا ماعرفتش أتكلم معاها يا ملك ، هي رفضت تسمع ، الفكرة نفسها بالنسبالها مرفوضة ، هند بتتجوز مطلق وهمس بتحب خاطب وأنا كملت عليها فهي مضغوطة مننا ومحتاجة لوقت ، السؤال هنا هتتحملي معايا ؟ أمي هتحارب وهتزعل وهتتخانق وهتعمل كل اللي ممكن يخطر في بالك بس في النهاية خالص بتستسلم وبترضخ للأمر الواقع المهم يكون نفسك طويل ، بدر أبويا طرده ألف مرة وساومه على ابنه و

قاطعته باستغراب : يعني ايه ساومه على ابنه ؟

ابتسم للذكريات : يعني قاله يا بنتي يا ابنك ، عايز بنتي ودي ابنك لجدته أو لأمه يا إما ابنك في حضنك وبنتي في حضني .

استحوذ على اهتمام ملك فسالته : وبعدين ؟ اتخلى عن ابنه ؟

رد بهدوء : لا طبعا عمره ، أبويا نشف ريقه وطلع عينه وطرده وعملوا المستحيل معاه .

سألت بلهفة : وازاي وافق ؟ عمل ايه بدر خلاه يقتنع بيه ؟

  • اتمسك بابنه وآخر مرة قال لأبويا ابني مش هقدر أسيبه حتى لو التمن اني أخسر هند ، أنا بحبها بس ما أقدرش أختار نفسي على حساب ابني ، فلو هختار بين سعادتي وسعادة ابني هختار ابني ، بس كده .

استغربت : وساب هند ؟

⁃ في اللحظة اللي بدر قالها بشكل قاطع انه مش هيتخلى عن ابنه بابا وافق عليه ، قاله لو اتخليت عن ابنك كنت طردتك وقفلت بابي في وشك لكن كنت عايز أشوف معدنك ايه ؟ اللي يرمي ابنه يرمي بنتي بعد كده فكل ده كان اختبار من أبويا لتحمل بدر ، انتي بقى يا ملك هتتحملي أمي ؟ أبويا الحنين والطيب والعاقل في بيتنا أمي عكس تماما ولو ده اللي أبويا عمله مش قادر أتخيل أمي ممكن تعمل فيكي ايه ؟ أمي جابت عريس لهمس و وصلت الخبر لسيف علشان بس تشوف رد فعله ايه ؟ أمي ممكن يطلع منها أي جنان ، سيف وبدر نجحوا يكسبوا قلبها الدور عليكي .

⁃ أنا مستعدة لأي حاجة معاها ما تخافش لو ده اللي قالقك .

اتنهد وسكت شوية وهي سكتت ورجعت سألته بقلق: بس انت ممكن تستسلم يا نادر ؟

جاوبها بشكل قاطع : لا يمكن ، لا يمكن يا ملك .

 

آية اتقابلت مع صحباتها وحكتلهم على اهتمام باسم وسبيدو بيها ، بدأوا يحاولوا يقنعوها وتتكلم مع الاتنين وتشوف مين مناسب بس رفضت وحست انها لو عملت كدا هتبقى بتخون ثقة أهلها وأخوها فيها للمرة التانية ده غير انها أساسا بقت حذرة في تعاملاتها بعد التجربة السابقة والخذلان اللي اتعرضتله

 

انتبهت على سارة بتقول : يا بنتي ما تيجي نروح لسبيدو ده ، أو باسم ونشوف أي فرصة؟ ( بصت لنهلة وسألتها) ماتقولي حاجة نقنع بيها الهبلة دي

نهلة بصت لآية : ليه مش عايزة تشوفي على الأقل تحكمي بنفسك مين الأنسب ماتبقيش معقدة

بصتلهم و وقفت بهروب : خلوني أرجع الشركة شوية أخلص اللي ورايا.

سارة مسكت ايدها بمرح : ما تزوغي

بصتلها برفض : سيف مش موجود ، لو موجود عادي لكن دلوقتي مش هينفع ، وكفاية اتغديت معاكم اهو ولا فطرت مش عارفة ده غدا ولا فطار.

سابتهم ومشيت وجواها حاسة بلخبطة ، المفروض تعمل ايه؟ هل خوفها من تجربتها خلاها بقت معقدة خايفة تغامر؟ اتنهدت بإرهاق ؛ صحباتها مش هيفهموا يعني ايه تحط ثقتك في شخص ويخذلك ويهد علاقتك بأهلك، الأفضل انها تركز في شغلها لانها مش مستعدة تدخل في قصص وتفشل تاني ولما صدقت علاقتها بأخوها بقت كويسة واستحالة تبوظ العلاقة دي تاني

 

سيف صحي من نومه لوحده ودي أول مرة يصحى ما تكونش جنبه ، نادى عليها بس خمن ان الحمام فاضي علشان مابتردش ، اتعدل وقام لبس بنطلون ونزل يدور عليها ، لمحها في المطبخ اللي كان مفتوح على الريسبشن ، راقبها وهي بتعمل فطار وكان شكلها محتاس لانها فاتحة اليوتيوب وحاطة حاجة على النار .

دخل عندها وحمحم فابتسمت وبصتله : صباح الخير على حبيبي .

قرب منها وضمها فدفنت نفسها بين دراعاته وحست انه واحشها

بصلها بابتسامة: أول مرة تصحي قبلي

بصتله بمشاكسة : الظاهر انك كسلان زيادة .

ضيق عينيه وهو باصصلها فضحكت وراحت تشوف اللي على النار ، سمعته بيسألها : بتعملي ايه ؟

بصتله من فوق كتفها : بعك وربك يستر .

ضحك وشد كرسي قعد عليه : أساعدك في حاجة ؟

لفتله وسندت على الترابيزة بايد وكتفه بايد وباسته : لا يا حبيبي انت اقعد وأنا خلصت .

جابت طبق واسع وحطت اللي كان على النار عليه وحطته قدام سيف وبعدها فتحت الفرن طلعت صينية صغيرة عليها ساندوتشين توست كل واحد طبقتين شالتهم وحطت كل واحد في طبق وطلعت صينية عاملة فيها كيكة .

بصلها باستغراب : انتي صاحية من امتى بالظبط ؟

ابتسمت وهي بتجهز الشاي : صاحية من شوية وسيادتك هتشرب معايا شاي مش قهوة خلي القهوة لما نخرج ( قربت باست خده وطلبت برقة ) ممكن تشرب معايا شاي ؟

بص لعينيها بخبث : يعني عايزاني أشرب معاكي شاي وبتبوسيني على خدي ؟ أنا قلتلك ايه قبـ

قاطعته بشفايفها علشان ما يكملش جملته ومرة واحدة بعدت عنه وقالت بتحدي : هتشرب شاي .

ابتسم لمجنونته اللي قعدت قصاده وبتشاور على طبقه : دوق وقولي ايه رأيك وبرضه ما تتحمسش أوي أنا فاشلة في المطبخ زي ما انت عارف .

ابتسم وهو بيمسك الشوكة والسكينة : كفاية انك عملتي.

مسكت ايده بتعجب : ما تاكل بايديك لازم شوكة وسكينة ؟

بصلها باستغراب : يعني انتي حاطاهم قدامي ومش عايزاني أستخدمهم ؟ طيب ليه ؟

ماكانتش عارفة ليه بس عايزاه أو هي عايزة تكون طبيعية مش بتاكل بالسكينة والشوكة وبعدين ده ساندوتش مش محتاج أساسا، لاحظ سرحانها وتفكيرها فمسك ايدها بابتسامة: حبيبتي الموضوع مش مستاهل التفكير ده كله ، خلاص مش هستعملهم .

ابتسمت بس من جواها متضايقة ، مسك الساندوتش وأخد أول قطمة منه وابتسم : حلو ، يجي منك اهو

ابتسمت وسألته : خمن جواه ايه ؟

بصلها وقال: بيض ، جبنه شيدر ، سلامي وشوية حاجات كده بس حلو .

قربت منه الطبق التاني بحماس : دوق ده كمان ، دي بطاطس .

بصلها وعلق بهدوء: ودي المفروض وهي شبه البيتزا كده آكلها ازاي ؟

مافهمتش يقصد ايه ؟ فبصتله ببلاهة فوضح بابتسامة : يعني مش سيادتك زعلتي من الشوكة والسكينة ؟ فدي أمسك طرفها وأنزل بوشي للطبق يعني ولا ايه ؟

ضحكت جامد وبعدها ناولته السكينة : لا يا سيدي دي حقك تقطع بالسكينة وتاكلها بالشوكة ، بس الساندوتش اوفر ها !

ضحك ومسك السكينة قطع حتة وأكلها بالسكينة وهمهم باستمتاع : لا دي تحفة أوي يا همس ، أنا بحب البطاطس على فكرة بجميع حالاتها بس دي جامدة .

فرحت أوي انها عجبته وهو قطع حتة بس المرة دي استعمل الشوكة ودوقها بابتسامة : دوقي يا بنتي .

أكلتها وانبهرت : ايه ده بجد حلوة ، ما تخيلتش هتطلع كده ، من هنا ورايح هعملها كده مش صوابع أبدا دي بالطريقة الإيطالية ، حركات بقى وكده، ده أنا ست بيت جدا .

ضحك على جملتها وكملوا أكلهم مع بعض

وبعد ماخلصوا عملت الشاي بالنعناع وقطعت كيك وبصتله بحماس : ما تيجي نقعد برا على البحر

أخد منها الصينية وقال بابتسامة: يلا تعالي .

قعدوا برا قدامهم البحر وجنبهم حمام السباحة ، سيف قعد على شيزلونج وشد التاني قصاده بس بمجرد ما قعد هي قعدت قدامه وبصتله بمرح : عندك مانع ؟

لف ايديه حواليها وقال بخبث : يا باشا انت تقعد فوق قلبي مش قدامي .

ضحكت وقطعت قطعة من الكيكة وحطتها في بوقه : دوق المفروض ان الحلو أنا فالحة فيه .

أخدها منها وبصلها باستفسار: مين قالك اني بحب كيكة البرتقال ؟

بصتله بابتسامة : انت بجد بتحبها ؟

ضحك : اه بجد وانتي ؟

بصتله باهتمام : أنا بحبها ، احنا ازاي ما نعرفش أبسط الحاجات كده عن بعض ؟

بص قدامه للبحر ورد ببساطة : علشان للأسف ماكانش عندنا وقت نعرف الحاجات البسيطة دي ، – بصلها بابتسامة وكمل- بس من هنا ورايح قدامنا العمر كله يا همستي نتعرف على تفاصيل التفاصيل .

أخد منها الشاي وابتسم ففضولها سيطر : بتبتسم ليه ؟ افتكرت ايه كده ؟

بصلها باستغراب : انتي عايزة تدخلي أفكاري ؟

أكدت بعفوية : طبعا

شرب من كوبايته وبصلها : تاني مرة لما تعمليلي شاي معلقة واحدة بس سكر مش ألف ها وخصوصا لو في كيك أو أي حاجة جنبه .

كشرت بطفولة: دول يادوب ٣ معالق ألف ايه ؟

ردد بصدمة : ٣ يا مفترية ؟ ليه ؟ امال الكيك ده ايه ؟

كانت هترد بس غيرت رأيها وقالت : سيبك من السكر وقولي ابتسمت ليه ؟

ضحك انها مصممة وفضولية : مفيش بس لما روحت بيتكم ساعة ما وصلتك عند هند وعديت عليهم كانوا قاعدين في البلكونة بيشربوا شاي فحسيت ان دي طقوس كده عندهم .

ابتسمت بسعادة وحكتله: هو فعلا دي طقوس ، في الشتا بياخدوه في الصبحية في الشمساية وفي الصيف بياخدوه في الوقت اللي انت عديت فيه ، لازم يقعدوا كده لوحدهم يشربوا الشاي وينموا عننا أنا وأخواتي وأمي تسخن أبويا علينا وهو يفضل يهديها و واحد فيهم بيفوز في النقاش ده ( بصتله وقالت برقة) أنا وانت عايزين يكون لينا طقوس خاصة ، حاجة أساسية لازم نعملها .

حط من ايده الكوباية وقال بمرح: أي حاجة فيها المنظر ده من السكر مش هعملها.

ضحكت وبعدتها عنه : أنا بحبه حلو بس هقوم أعملك واحدة تانية سكر قليل .

مسك دراعها بلطف: خليكي مش لازم .

أصرت وراحت عملتها في دقيقة ورجعت عنده : اتفضل اهو نص معلقة بس.

بصلها بذهول: أنا قلت نص معلقة ؟

ضحكت وقعدت مكانها في حضنه وقالت ببراءة : يعني أنا حطيت معلقة ما تزعلش بس لو طلع حلو فده غصب عني ايدي لمسته .

بصلها شوية بعدم فهم لقصدها بس بعدها فهم فضحك جامد عليها : ماشي يا ست حلويات انتي .

شوية ووقف : قومي ننزل الميا شكلها مغري .

مسكت دراعه : استهدا بالله كده واسترخي ، اقعد شوية ، الميا شكلها تلج .

بصلها بذهول : همس احنا في عز الظهر تلج ايه يا بابا ؟ ما تقومي يا بت ننزل الميا .

بصت للبسين واقترحت : تعال ننزل الكيوت ده

شدها وقفها : ده موجود في كل حتة تعالي ننزل الميا بجد .

بصتله بهدوء: طيب انزل انت وسيبني أنا هقعد أتفرج عليك ، ماليش مزاج أنزل البحر أو أبل هدومي أو شعري .

بصلها بتردد فأكدت بابتسامة : انزل بجد شوية؛ انت كده كده بتحب تعوم بسرعة شوية ، انزل ولو جالي مزاج هجيلك تكون اتحركت شوية براحتك .

سابها ودخل البحر وهي قعدت مكانه وغمضت عينيها بس فتحتهم تاني ؛ فستانها قصير فدخلت جابت شال حطته على رجليها واسترخت وراحت في النوم .

كانت نايمة على جنبها وحست بايد بتشيل الشال اللي على فستانها.

إحساس بالضيق سيطر عليها ومش عارفة إذا كانت بتحلم ولا ده بجد وسيف جنبها ؟ بس ليه الضيق ده ؟

 

سيف من بعيد عينه عليها ومستنيها تيجي تشاركه بس لاحظ انها نامت لانها مش بتتحرك ، من وقت للتاني بيبص عليها ولاحظ ان جانيت وصلت و وقفت فوقها ، استغرب وقوفها وخصوصا لو همس نايمة .

لاحظ انها قعدت على الأرض وبتمد ايدها على همس هنا هو ما استناش أكتر من كده وطلع عند مراته .

فضل يعوم بسرعة وجري وهو بينادي همس .

جانيت سمعت صوت سيف فبعدت بسرعة وهنا همس انتبهت على صوت سيف بعيد بيناديها بس لو سيف بعيد مين بيلمسها كده ؟

هنا هي انتفضت وقامت بسرعة واتفاجئت بجانيت جنبها خايفة وسيف جاي يجري ، همس بصت لرجلها وهي مش مستوعبة ايه اللي حصل ؟ معقول جانيت اللي كانت بترفع الشال بالشكل ده ؟

وقفت مصدومة وحاضنة الشال وراقبت سيف بيقرب وبيزعق لجانيت وضربها بالقلم ومسكها من شعرها بيجرجرها لبرا البيت ، رجع لهمسته مسكها من دراعاتها بلهفة : همس انتي كويسة ؟ كلميني

بصتله بصدمة فضمها لحضنه بقلق : حبيبتي اتكلمي معايا ، اتكلمي

هزها علشان تفوق فبصتله وخبطته على صدره بعدته عنها بصراخ: قلتلك مش مرتاحالها، اترجيتك تمشيها ، ماكنتش بحب نظراتها أبدا بس تخيلت انها بتضايقني علشانك أو معجبة بيك انت فبتبصلي أنا تغيظني لكن انت ما اهتميتش براحتي ولا اهتميت بكلامي .

قرب منها بحرج من نفسه : همس أنا

زعقت بغضب : انت ايه ؟ انت حطيتني في الوضع ده ، أنا أول مرة حد يتحرش بيا انت فاهم ؟

جه يتكلم بس سابته وعايزة تدخل فمسك دراعها وقفها برجاء: اهدي واسمعيني أنا عمري ما تخيلت انها كده ، هي قالتلي متجوزة ومخلفة و

قاطعته بغضب : وأنا قلتلك مش مرتاحة لوجودها ، كان المفروض تهتم بيا أنا اتمسكت بيها ليه ؟ كانت عاجباك ؟

زعق بذهول: بطلي هبل أنا

قاطعته بعصبية: ماهي مالهاش معنى غير كده .

سكتوا الاتنين وهو قرب منها خطوة وقال بلطف : اهدي وأنا آسف اني ما سمعتش كلامك بس حسيت انك مأفوراها لانها فعلا مش بتبصلي أساسا

علقت بتهكم : لانها بتبصلي أنا .

قرب منها بس هي بترجع لورا وبتشد نفسها بعنف فاتكعبلت في حرف حمام السباحة و وقعت في الميا ، سيف ما استناش لحظة حتى ونط وراها رفعها بس هي وقعت بظهرها فغطست على طول وشربت ميا كتير، رفع وشها وهي بتكح وحاسة انها هتفطس، شالها وبيهديها بلهفة: اهدي اهدي خلاص ، اهدي يا همس

ضربته بغيظ منه فزعق فيها بحنق: ما تهدي بقى لأسيبك في الميا تفطسي بجد .

بصتله بذهول وهي بتكح ونطقت بالعافية : طيب سيبني أفطس بجد

شالها رفعها على حرف البسين وهو فضل قصادها : كحي علشان تطلعي كل الميا دي .

أول ما استردت أنفاسها وقفت وطلعت أوضتها وهو سند على حرف البسين ومتنرفز من نفسه وهاين عليه لو يقتل جانيت مش بس يديها قلم ويطردها .

همس قلعت هدومها ولبست البرنص يدفيها وبتنشف شعرها بالفوطة ، سيف دخل وبصلها باهتمام : بقيتي كويسة ؟

تجاهلته وهي بتنشف شعرها وبعدها ردت بتهكم: يهمك في ايه مش لسه كنت عايز تسيبني أفطس تحت ؟ قد ايه عندك مقدرة تكون رخم

قرب منها وجت تبعد بس مسك ايدها شدها عليه ولف ايديه الاتنين حوالين كتفها : اهدي واسمعيني .

لفت وشها بعيد باقتضاب : مش عايزة أسمعك ومش عايزة أهدا .

فضل ضاممها وهي بتهرب من مواجهة عينيه وقال بصدق : همس ، لو شكيت ولو لحظة ان ده ممكن يحصل ماكنتش سيبتها تقعد هنا ثانية واحدة حتى ، فبجد أنا آسف سامحيني .

بصتله بعتاب : قلتلك وانت تجاهلت كلامي قلتلك نظراتها بتضايقني .

مسك وشها بايديه الاتنين وعينيه مليانين قلق وخوف وحب : قلتيلي بتبصلك وعمري ما حسيت انها بتبصلي وعلشان كده حسيت انك مأفوراها لكن لو قلتيلي ان نظراتها ليكي انتي بتضايقك كنتي لفتي انتباهي وكنت اتعاملت معاها لكن انتي صرفتيني تماما لما قلتي انها بتبصلي أنا أو اني معجب بيها وده مش صح ، همس صدقيني اللي حصل ده وجعني أنا وضايقني أنا أكتر منك بمراحل ، حاسس اني عايز أنزل أقتلها ، ما تتخيليش النار اللي جوايا ايه دلوقتي ، انها تلمسك بالشكل ده ؟

همس ماعرفتش إحساسها ايه في اللحظة دي ، حطت راسها على صدره وحكتله باشمئزاز من اللي حصل: أنا حسيت بايديها على رجلي من فوق الشال وجسمي كله قشعر بس افتكرتك انت لكن حسيت بضيق جوايا ، مش متقبلة اللمسات دي ولا متقبلة الإحساس ده وأول ما لمستني حسيت ان في حاجة غلط بس افتكرت اني بحلم مش صاحية ، ما تخيلتش ان ده ممكن يحصلي أبدا ، حد يلمسني كده غيرك انت .

ضمها لحضنه بشدة واعتذر : حقك عليا حقك عليا حقك عليا ألف مرة ، مش هتجاهل إحساسك تاني أبدا يا همس .

رفعت عينيها له فقرب منها بس حطت ايدها على شفايفه وهمست بضيق : مش قادرة أتحمل حد يلمسني .

بصلها بصدمة: حد ؟

بعدت عنه بغضب : أيوة انت الحد اللي سمحتلها تلمسني .

فتح بوقه يزعق بس تمالك نفسه وسكت مش هيتنرفز عليها لان هو فعلا غلطان بس هو لا يمكن يسمح لحد يلمسها ، فكر يقول ينطق يتكلم بس مفيش أي حاجة طلعت منه فقال بإيجاز : أنا داخل آخد دش وأغسل جسمي من ميا البحر .

سابها ودخل وهي قعدت شوية بعدها دورت على موبايله وفكرت تكلم هند بس هند عندها مشاكلها هي وجوزها ومش هتتحمل خنقتها دي ، اتصلت بأمها سلمت عليها وسكتت

فاتن لاحظت ضيقها : مالك يا همس ؟ سيف مزعلك ولا ايه ؟

فكرت تقولها بس سكتت ؛ عمرها ما شافت هند مرة بتشتكي بدر لأمها حتى لو زعلانة ، اتنهدت وقالت بهدوء: لا يا ماما أنا بس لقيتك واحشاني قلت أكلمك .

أمها حست ان في حاجة مضايقاها فقالت بإصرار : طيب ايه مضايقك لو مش سيف ؟ فضفضي معايا واحكي وهسمعك من غير ما أعلق حتى .

سيف خرج وبصلها في البلكونة وسمعها بتتكلم وفهم انها بتكلم أمها .

ردت همس بضيق وبحدة طفيفة : ماما أنا مش زعلانة من سيف بس واحشاني فقلت أكلمك بطلي تصممي تعرفي حاجة هو ما ينفعش أكلمك بس ؟ أكلمك علشان بس أسمع صوتك مش لازم أكون عايزة أحكي حاجة .

فاتن اتنهدت باستسلام : ينفع يا حبيبتي ، تكلميني في أي وقت ، المهم قوليلي انتم لسه في باريس ولا اتحركتوا ؟

اتكلموا شوية وأمها حكتلها عن هند ونادر و اللي عمله مع رشا وان مشكلتها شبه اتحلت .

همس اندمجت معاها وبصت لسيف اللي لبس هدومه ودخل قعد قصادها وفي ايده قهوة ، شاورلها تشرب بس هي رفضت وبعدها كانت هتقفل مع مامتها بس هو شاورلها : اديني أسلم عليها .

ناولته الموبايل فقال بابتسامة : ازيك يا حماتي

ابتسمت : ما بلاش حماتي دي .

ضحك بخفة : أقولك ايه طيب ؟

علقت بغيظ : كل ما بتقولها بفتكرك لما جيت طردت العريس إياه وبتقولي يا حماااتشي قدامهم .

سيف ضحك جامد للموقف ده وهي كملت : انت ازاي عملت كده ؟ فكرت ازاي بجد ؟

رد بهدوء : أنا لحد النهارده مش عارف حباية الشجاعة دي مصدرها ايه ؟ وبنتك الباردة جاية تديني القهوة تقولي القهوة

فاتن ضحكت : خفت أنا وأبوها تلبسها في وشها .

ضحك بمرح: والله فكرت أعملها انتي بتقولي فيها ، بس قلت انت جاي تقول قدام الناس دي حبيبتك وتخصك تقوم ملبس الصينية في وشها ؟ عيب عليك اتقل

همس مستغربة كمية الضحك ده بينه وبين أمها وربعت ايديها بحيرة بس أول ما سمعت الصينية فهمت وحاولت تخبي ابتسامتها .

سيف كمل : إلا قوليلي انتي ازاي جالك قلب أصلا تستقبلي عريس ليها وانتي عارفة البير وغطاه ؟

أخدت نفس طويل : كنت عايزة أعرف يا سيف هتعمل ايه لو حسيت انها هتروح منك ؟

استغرب تفكيرها : ولو ماجيتش ؟ يومها كان عندي حفلة مهمة علشان أعلن عن شراكتي مع المرشدي فلو أنا يومها فكرت بعقلي وماجيتش كان ايه اللي حصل ؟

جاوبته بهدوء : لو ماجيتش كنت هتسرع كل خطواتك برضه وبعدين انت مستقل بالسفروتة اللي معاك دي ؟ هل انت متخيل ان همس ممكن حد يجبرها على حاجة زي دي ؟ أصلا البت مارضيتش تلبس حتى الفستان إلا بعد ما شافتك انت برا ، ده أنا أول ما قلتلها على العريس فضلت تضحك زي الهبلة وتقولي هعمل زي سعاد حسني في الفيلم وأطلع أجنن أمه وأخليه يطلع يجري بس زعقتلها وفضلت أقولها ليه تربية شوارع انتي ولا أنا ماعرفتش أربيكي؟ فسكتت بس كنت خايفة بجد تعملها .

ابتسم وبص لهمس قدامه وافتكر زعله منها ، انتبه عليها بتسأله بهدوء : المهم انتم بخير يا حبيبي ؟

ابتسم : احنا بخير يا ست الكل بخير ، يلا أشوفك على خير وابقي وصلي سلامي لعمي خاطر

هنا وقفته : سيف استنى ؟

⁃ نعم يا ست الكل .

ابتسمت وسألته بفضول : يوم ما وصلتنا المحطة

قاطعها : بالله عليكي يا حماااتي ما تسأليش في الماضي

ضحكت : لا اصبر بس يوم ما وصلتنا قولت يومها وانت نازل باركوا للعرسان و وصلوا سلامي .

استغرب انها فاكرة بالحرف كده : اه قولت ليه فيها ايه ؟

⁃ كان قصدك ايه بوصلوا سلامي ؟ نوصله لمين ؟

ضحك جامد : انتي بتسألي في ايه وليه ؟ هيفرق معاكي ؟

اصرت : اه هيفرق جامد فقولي كان قصدك ايه ؟

ابتسم وبص لهمسته : قصدي همستي طبعا هيكون قصدي مين ؟

هيصت وهو استغرب : خير في ايه ؟

ضحكت : لا بس اصل عمك خاطر قال قصدك على هند وبدر وانا قولتله قصدك همس وكالعادة هو يصر على الفاضي ويطلع غلط وانا صح .

سيف ضحك عليهم جامد وبعدها قفل معاها وقام من مكانه وقف قصاد همس سند بايديه الاتنين على كرسيها وحاصرها بين ايديه وقال بلطف: وبعدين ؟ هتفضلي ضاربة بوز لامتى ؟ قومي أخرجك .

لفت وشها بعيد بتذمر : مش عايزة أخرج .

لاعبها بحاجبيه بخبث: قومي طيب جوا أقولك كلمتين .

بصتله بعناد : ده بعدك .

هنا هو شالها غصب عنها وسط اعتراضها ودخل بيها جوا حطها على السرير وقال بتملك: مين ده اللي بعده ؟ انتي كلك على بعضك كده بتاعتي .

ثبت ايديها الاتنين بايديه بس لاحظ انها عيطت فسابها بسرعة وهي اتعدلت ضمت نفسها وبتعيط قعد جنبها وضمها كلها على بعضها وهمس بحزن : ليه يا همس ؟ ليه يا قلب سيف وروحه وعقله ؟ اهدي يا روحي .

همست بخنقة : مش عارفة بس مخنوقة أوي ، مش زعلانة منك بس مخنوقة وأنا عارفة انك بتحاول تهزر بس أنا مخنوقة مش عارفة مالي .

ضمها أكتر وطبطب على كتفها بحنان : طيب خلاص اهدي لو حابة تعيطي شوية عيطي واللي انتي عايزاه هعمله يا حبيبي بس اهدي .

بصتله باستغراب : أيوة يعني دلوقتي أهدا ولا أعيط ؟

بصلها لوهلة بعدها غصب عنهم الاتنين ضحكوا .

مسح دموعها بابتسامة: انتي عايزة تعملي ايه ؟ تعيطي ولا تهدي ؟

بصتله وبتمسح آثار دموعها وقالت بتذمر طفولي : عايزاك انت تهديني وما تسألنيش ازاي ؟

فضل باصصلها شوية بعدها قام وشغل مزيكا هادية وشدها من السرير وقفها وأخدها في حضنه وهمسلها بهدوء : المزيكا الهادية المفروض بتهدي الأعصاب .

كانت عايزة تستخبى كلها في حضنه وهو حس بده فضمها لحضنه ورقصوا مع بعض رقصة هادية صامتة بس الاتنين متعلقين ببعض .

 

في المستشفى عند رشا المدير حول الدكتور للتحقيق فاتخلى عن رشا وقال شهادته الطبية وبرر موقفه انه تعاطف معاها وافتكر انها لسه على ذمة بدر وهو كان بيديها بس فرصة لحد ما تخف وتقف على رجليها مش أكتر ، طبعا محدش كان مصدقه بس بدر كان عايز يلم الموضوع علشان خاطر ابنه واكتفى بطرد الدكتور ده من المستشفى أما رشا كان محتار يعمل معاها ايه ؟

هند طلبت منه يسيبها تكمل علاجها وبعدها تمشي لحال سبيلها .

بدر دخل عند رشا اللي يادوب هتتكلم بس هو اتكلم بجمود: للأسف هتفضلي دايما تبصي تحت رجليكي مش عارف لامتى ؟ امتى هتتعلمي من أخطائك ؟

بصتله وهي بتكابر ومصممة على موقفها : انت ظلمتني زمان وبتظلمني دلوقتي ، أقنعتني نتجوز واحنا لسه صغيرين وضيعت عليا فرصة اني أتخرج وأشتغل في مجال كويس وألاقي زوج كويس وبدل كده اتجوزتك وانت ماحيلتكش وبعدها بقيت مطلقة وأنا لسه صغيرة وربطتني بطفل وسافرت ودلوقتي لما بقى معاك فلوس روحت تتجوز عيلة .

بصلها بذهول وعجز عن النطق لحد ما هي علقت بتهكم : ايه بتبصلي كده ليه ؟ كدبت أنا ؟

ضرب كف بكف ورد بغضب : انتي بجد مصدقة نفسك ؟ هو مين اللي كان بيجري ورا مين واحنا في الجامعة ؟ انتي ازاي كده ؟ هو الكدب ده بقى شيء طبيعي بيجري في دمك ولا ايه ؟ انتي صاحبة فكرة الجواز واحنا في الجامعة وانتي اللي كنتي بتترجيني نتجوز بأي شكل وقلتلك اني ماأقدرش أفتح بيت فاكرة ردك ؟ هعيش معاك في أوضتك ، عش العصفورة يكفينا ، واللقمة نقسمها اتنين ، يااا ده أنا لما بفتكر قد ايه كنت متخلف ساعتها ببقى عايز أولع في نفسي ، دلوقتي أنا اللي ضيعت فرصتك ؟ أنا ضاع من عمري أكتر من ١٥ سنة بسبب غلطة جوازي منك ، لو ماكنتش قابلتك وكنت اتخرجت واشتغلت الله أعلم كان حالي هيكون ايه بس الحسنة الوحيدة ان ربنا عوضني بهند وربنا يقدرني وأسعدها ، أنا مش عارف كنت متوقع منك ايه بس دي آخر معاملة بيني وبينك يا رشا ، وكل الجسور بينا اتهدت والحمدلله ان حتى ابنك مش طايق يسمع اسمك أو يشوفك وكان عايزني أحبسك لما تخرجي من المستشفى دي أو تطلعي برا البلد دي كلها ، وبمحضر عدم التعرض اللي اتعملك لو لمحتك في أي مكان هحبسك ، غوري بعيد عننا تماما .

جت تتكلم بس خرج ورزع الباب وراه وهي فضلت مكانها باصة للباب واستغبت نفسها انها بدل ما تستعطفه قالت اللي قالتله ده ، طيب هتروح فين دلوقتي ؟ وهتعمل ايه ؟ مين هيصرف عليها ؟ طيب هتعيش ازاي ؟

عقلها ما أسعفهاش بأي حل، وعرفت انها خلصت كل محاولاتها مع بدر وابنها .

 

نادر اتصل بملك وطلب يقابلها لانه مخنوق وهي وافقت علشان تخفف عنه، راحت الكافيه اللي عليها عليه ولقته مستنيها ، قعدت واتكلموا في مواضيع عامة بس لاحظت انه مش مركز معاها فسألته بهدوء: مش هاين عليا أشوفك بالحالة دي

ابتسم بحزن: أمي ماسابتليش اختيارات ياملك ، ازاي أهون عليها وتتبرأ مني ازاي أصلا قالتها؟

حزنت على حاله وحاولت تطمنه: لحظة غضب يانادر وأكيد هتهدا وتكلمك تصالحك

هز راسه بنفي: أمي معاندة والمشكلة اني مش عايز أعمل خطوة بدون رضاها مش هقدر أخسرها – فرك وشهه بتعب وكمل- حاسس اني متحاصر مابين أمي وحبيبتي

بصتله بألم وحست انها في حرب محدش هيخسر فيها غيرها؛ نادر من كلامه بيعلن انه مش هيقاوم كتير قدام عناد أمه ، حتى لو ماقالهاش صراحة بس حالته بتدل على كدا ، اتنهدت وقررت تعفيه من الحيرة دي وقالت بنبرة حاولت تداري بيها حزنها: ماتخسرش مامتك يانادر

بصلها بتعجب فكملت بألم: مش هقدر أتحمل نظراتك ليا وانت بتحملني ذنب انك بعدت عن مامتك بسببي

رد بدفاع عن نفسه: أنا ماقلتش كدا ياملك

ردت بثقة: بس هتقول يانادر ، كل لحظة هتعدي وانت متخاصم مع مامتك بسببي هتحس اني بفصلك عنها واني وحشة وحبك ليا مش بعيد يتحول لكره

قال باستنكار: ايه اللي بتقوليه ده ياملك؟ أكرهك ايه وأحملك مسئولية ايه ده هبل، أنا مش هتخلى عنك أبدا

سألته بقوة: هتقف ضد مامتك؟ هتستحمل غضبها؟

رد بتوتر: مش كدا بس أكيد هلاقي حل

ابتسمت بألم: ولو مالقيتش؟ بقالك قد ايه بتحاول ومفيش فايدة؟ أنا مش هستحمل اللحظة اللي هتيجي فيها تقولي معلش مش هقدر أكمل علشان ماما رفضت ، ساعتها هتجرح وأتوجع لاني كل ثانية بتعلق فيها بيك أكتر، فأنا هعفيك وهعفي نفسي من الوجع ده وهقولك أنا بعفيك من أي وعد بينا يانادر

بصلها بصدمة وردد: انتي بتسيبيني ياملك؟

هزت راسها بنفي ودموعها خانتها ونزلت: مش بسيبك أنا بعمل الصح ، انت مش هتقدر تغضب مامتك وأنا مش هكون أنانية وأفضل سعادتي وأتغاضى عن ألمك في كل لحظة مامتك غضبانة عليك فيها .

رد بألم: بس أنا مش هسيبك ولا هقدر أنساكي انتي ليه مش قادرة تفهمي اني بحبك؟

جاوبت بوجع: فاهماك وعلشان كدا هبعد ولما تحاول تظبط أمورك هتلاقيني مستنياك بس هتتعامل وانت مش ملزم بوعد ليا علشان ماتحسش بمسئولية تجاهي

ردد بعذاب: ولو الموضوع طول هتشوفي حياتك وتنسيني؟

بصتله بحزن: أنا دوقت الحب لأول مرة معاك يانادر وماعنديش استعداد اجربه مع حد تاني

ابتسم بس ابتسامته اختفت لما كملت بهدوء: بس لو سمحت لحد ماتشوف أمورك مع مامتك سيبتي ألملم نفسي وأتأقلم على وضعي من غيرك

هز راسه بتفهم ورد بحزن: هحاول بس وعد مني الموضوع ده مش هيطول وكله هيتحل بإذن الله

ابتسمت بمجاملة ووقفت : إن شاء الله ، أنا همشي وربنا يوفقك

قام وقف ومالقاش كلام يقوله فضل باصصلها بحزن وهي ابتسمت بألم ومشيت وسابته لوحده، واقف حاسس ان الوجع أكبر من تحمله، وان كل أحلامه بتنهار قدامه

 

مروان في مكتبه بيتكلم في الموبايل : بقولك ايه أنا عملت كتير أوي وأكتر من كده مش هقدر ، صعب اعذروني بجد بس مش هقدر ، أنا محتاج آخد هدنة من كل اللي فات ده وأبدأ من جديد وأهتم بنفسي شوية ….. حاولوا تقدروا وضعي أكتر من كده مش هينفع

دخلت آية مستعجلة وسمعت آخر جملة

مروان اتوتر أول ما شافها وقفل بسرعة

آية سألته بتعجب : ايه اللي مش هينفع يا مروان أكتر من كده ؟

ابتسم بتوتر و وقف : لا دي أمي عايزاني معاها في شوية مشاوير فقلتلها أكتر من كده مش هقدر ما تشغليش بالك المهم عايزة حاجة ؟

ابتسمت وقعدت قصاده توريله ملف معاها .

 

شذى قاعدة في أوضتها من ساعة اللي حصل ورافضة تختلط بأي حد ، أمها خبطت ودخلت سألتها بلوم: لحد امتى هتفضلي كدا؟ هتوقفي حياتك؟

بصتلها بلامبالاة: مش عايزة أتعامل مع حد ياماما لحد ما أهدا

أمها بحدة: فوقي بقى بتبكي على واحد مايستاهلش؟ ده بدل ماتحاولي تخرجي أبوكي من السجن؟

بصتلها بسخرية: تصدقي انتي صعبانة عليا! واحد ايه اللي أبكي عليه، وعايزاني أخرج جوزك اللي هو سبب في كل ده؟

ردت بدفاع: انتي عارفة كل حاجة عن أبوكي وشاركتيه رغم اني حذرتك ماتجيش تلومي عليه دلوقتي

شذى قامت من على السرير ووقفت قدامها وقالت بتهكم: انتي بتدافعي عنه لانك ماتعرفيش حقيقته

بصتلها بتعجب فكملت بحدة: جوزك اللي عايزاني أطلعه خلاني مش عارفة أرفع وشي في وش الصياد لانه فرجني على فيديو……

حكتلها اللي حصل وأمها باصالها بصدمة وعدم تصديق: مستحيل عصام يعمل كدا مستحيل ، اه هو بيجري ورا الفلوس بس مش بالطريقة دي استحالة – مسكت دراع شذى بغضب: وصلت بيكي تتبلي على أبوكي ؟

شذى شدت دراعها من ايدها بعنف ورد بعصبية: فوقي بقى أتبلى عليه ازاي وأنا كنت بساعده؟ هي دي الحقيقة جوزك عمل كدا بقولك شوفت الفيديو

شيرين بصتلها بذهول : مش قادرة أتخيل ازاي يعمل فينا كدا ازاي يعمل في نفسه كدا ، للدرجة الفلوس هوسته؟!

شذى بصتلها بسخرية ورجعت قعدت مكانها على السرير وماردتش

شيرين سألتها بتيه: أنا مستحيل أفضل على ذمته لحظة واحدة مستحيل

شذى بصتلها بلامبالاة: براحتك مابقاش يفرق معايا أصلا أسيب البلد دي وأسافر لو حابة تيجي

شيرين بصتلها بخزي : ياريت مش عايزة أفضل في مكان هو فيه ولا في بيته

خرجت وهي مصدومة وسابت بنتها مقهورة على الحال اللي وصلتله

 

ملك قاعدة في أوضتها حزينة لقت الباب بيخبط، دخل نادر أخوها فابتسمتله

سألها بهدوء: مالك ؟

حكتله كل حاجة بينها وبين نادر وهو أيد قرارها وضمها بأخوة وطمنها: عايزك قوية علشان تتخطي العاصفة دي ، انتي لسه بتبدأيها

بصتله بامتنان وهمست بتأكيد: لسه ببدأ

 

مؤمن سايق عربيته للمنيا بعد ماسلم على عيلته وبلغهم بقرار سفره وافتكر زيارته لنور النهارده بعد ما أخد قرار بانه يديها آخر فرصة بس مااتمسكتش بيه

 

فلاش باك

مؤمن أخد أيان وراح لنور وقرر انه يتكلم معاها بهدوء يمكن يوصلوا لحل ، رغم انه مش قادر يتجاوز منظرها وهي بتسيب ابنه جعان لمجرد عناد أجوف ، وصل ونهلة استقبلته بابتسامة حنونة وبصلها وفكر – ليه بنتها مش طالعة ليها؟ من اللي عرفه عن نهلة انها شافت كتير واستحملت أكتر فليه بنتها مش زيها؟ رغم ان ظروفها أحسن من ظروف أمها، ده حارب علشانها واتسجن بسببها رغم ان ماكانش في علاقة رسمية ، اتنهد بحزن ونفض أفكاره علشان ماتأثرش على كلامه معاها ويغضب تاني

نور نزلت وسلمت عليه بهدوء وحضنت ابنها بشوق

مؤمن بهدوء: حابب أتكلم معاكي

ابتسمت وحست انه استسلم خصوصا لما شافت أمل مرهقة يعني ممكن تكون اشتكت من الوضع ده، هزت راسها بموافقة وقعدوا مع بعض في الجنينة وأيان بيلعب جنبهم

مؤمن بدأ الكلام بهدوء: عايزة ايه يانور؟

بصتله بتعجب: انت عارف أنا عايزة ايه يامؤمن بس انت اللي موصلنا لكدا

رد بتوضيح: مافهمتيش سؤالي ، أنا بقولك عايزة ايه يعني عنادك ده فاكرة انه هيوصلك لايه؟

ارتبكت وماردتش فكمل بتفكير مصطنع: فاكراني هاجي أقولك تحت أمرك ياحبيبتي اللي تحبيه هنفذه؟

ردت بحدة: أيوة ده واجب عليك ، أنا مش مرتاحة في بيت عيلتك فواجب عليك كزوج تجيبلي بيت خصوصا اننا سبق واتجوزنا في فيلا مستقلة يعني مش عندهم

ابتسم بتهكم ووضح: الظاهر انك نسيتي كلامي معاكي قبل الجواز لما قلتلك مش هبعد عنهم، واني لما بعدت كان علشان راحتك واني لما رجعت مارجعتش الفيلا نفسها لا اتعملك ملحق خاص بيكي يعني بيت كامل مستقل فأنا هنا عملت اللي عليا وماحطيتكيش في بيت عيلة، بس في سؤال محيرني حابب أسأله

بصتله بترقب فقال بحدة: أهلي اللي هم مضايقينك أوي كدا وشايفاهم بيت عيلة وشايفة انهم جايين عليكي عملولك ايه؟

بصتله بارتباك وحاولت تبرر: حياتنا كلها معاهم حتى أكلنا وشربنا

واجهها بقوة: كدابة

بصتله بذهول فكمل بغضب: أيوة كدابة، أنا ولا مرة غصبتك تروحي تاكلي أو تشربي هناك ولا فرضت عليكي حاجة زي كدا، ده انتي يامدام اللي كنتي بتكسلي تطبخي وتقفي في المطبخ فكنتي بتقترحي ناكل معاهم يعني محدش أجبرك

ردت بدفاع: أنا كنت بحاول أراضيك

ابتسم بسخرية: كل اللي عملتيه ده وتراضيني؟ ده انتي استغليني غلطة عمي حسن رغم اعتذاره وطلعتي كل السواد اللي جواكي

رددت بدهشة : سواد؟ – كملت بغضب- وبعدين مين قالك انه اعتذر؟ ولا هما حكولك انهم جم هنا علشان يشيلوني الغلط واني رفضت أرجع معاهم

ضيق عينيه باستغراب : مين دول؟

ردت باندفاع: عمتك وجوزها

بصلها بدهشة: هما جم؟ وقالولك ترجعي وصغرتيهم؟!

اتفاجئت انه مايعرفش وندمت انها وقعت بلسانها فاتوترت ، مؤمن ابتسم بسخرية : كمان عايزة تسخنيني عليهم بس سبحان الله انتي اللي اتحطيتي فيها لانهم يامدام ماقالوش انهم جم أساسا ولو كنت أعرف كنت منعتهم

حاولت تتجاوز النقطة دي وقالت بحدة: عايز ايه يامؤمن؟ وضعنا ده هيستمر لحد امتى؟

رد ببرود: ما أنا جاي أشوفك وأسألك عايزة ايه بعيدا عن اني مش همشي من بيتي

بصتله بتهكم: انت جاي تسألني ولا تأكدلي ولاءك لأهلك؟ وماتقولش بيتك ده بيت كريم

رد بقوة: بسألك وبأكدلك ، واه بيتي وطلعي كريم من دماغك ، أصلا مش عارف ايه اللي دخل علاقة أخوة وصداقة بعلاقة زواج؟!

ردت بتحدي: انت اللي بتفضله عليا

اتنهد ورد بجدية: أنا ماحطيتهوش أصلا في مقارنة مع أي حد ولا حطيتك لان كل واحد منكم له مكانة بس انتي مش قادرة تستوعبي ده ، أنا جيتلك رغم قسوتك على ابنك لما سيبتيه بس جيت برضه علشانه – كمل بدون لف – ها يابنت الناس تحبي أردك وترجعي معايا وتربي ابنك اللي هان عليكي ولا هتفضلي كدا؟

بصتله بدهشة من كلامه وحست انه حطها في وضع مافيهوش هروب؛ هي مش هتقدر ترجع بيتهم تاني مش متقبلاهم ولا حابة وجودهم، بتتخنق من أي تجمع ، فيها ايه لو سمع كلامها وعاشوا سوا؟ أو حتى يحاول يقرب من أهلها مش يمكن يحس معاهم باللي بيحسه مع أهله؟ اتنهدت وقررت ماتستسلمش وكدا كدا أمل هتتخنق من الوضع ده فهيضطر مؤمن انه يجي ويصالحها

بصتله بعناد: مش هرجع يامؤمن، هاتلي بيت برا يا كدا ياخلينا زي مااحنا

ابتسم بهدوء ورد: براحتك ، أنا مسافر المنيا تحبي أسيبلك الولد؟

سألته بشك: كريم وأمل هيسافروا؟

استغراب سؤالها بس رد: لا أنا بس

ابتسمت من جواها لان كدا أيان مش هيسكت وهو مش هيعرف يتصرف بيه ، فردت بهدوء: لا خده معاك

اندهش من ردها اللي ماتوقعهوش ولوهلة ندم انه اختار لابنه أم زي كدا ، هز راسه بموافقة وراح لابنه شاله ومشي تحت نظراتها المحتارة وهي مش عارفة هل قرارها صائب ولا هتندم بعد كدا؟

انتهاء الفلاش باك

بص لابنه اللي بيلعب على كرسيه وقاله بسخرية: طبعا انت ولا حاسس بالعاصفة اللي شغالة دي

أيان ابتسم ببراءة فمؤمن ابتسم وقال بشرود: ياترى العاصفة دي هترسى المرادي على ايه ؟

 

كريم قاعد مع ناهد وبيتكلموا عن مؤمن وان مش بايديهم حاجة يعملوها

ناهد دعتله ربنا يوفقه وبعدها سألته : أخبارك ايه مع أمل؟

ابتسم بارتياح: الحمدلله كله تمام

ابتسمت بهدوء: يعني خلاص اتأكدت من حساباتك؟

رد بجدية: كلامي وقتها كان وقت غضب بس لما قعدت وفكرت لقيت اني كنت غبي ، أمل عمرها ماكانت اختيار غلط ولا هقدر أغير مكانتها ، كل الكلام اللي قلته ده كان بدون تفكير حقيقي وندمت عليه ، أنا مش هلاقي أحسن منها وعارف انها هتشيلني لو وقعت ففعلا مش عارف ازاي قلت اللي قلته في المستشفى ده

هزت راسها بتفهم وابتسمت: وقت الغضب بنقول كلام مش متعمدينه وطالما تداركت غضبك واعتذرت يبقى خلاص

ابتسم بمرح: ابنك اتربى من أول وجديد

ضحكت وردت:تستاهل البت طيبة

أمل كانت جاية وسمعت كلام كريم عنها وفرحت فقربت منهم بابتسامة وهو أول ماشافها ابتسم وقعدوا يتكلموا وبعدها طلعوا أوضتهم

 

أول مادخلوا أمل سألت كريم بابتسامة: بقى أنا ربيتك؟

بصتلها بتعجب بعدها ابتسم بمداعبة وهو بيحاوط وسطها: ده انتي سمعتي بقى

هزت راسها بتأكيد وقالت بمرح: حظك بتقع في طريقي

ضحك وداعب أنفها بخفة: أنا برضه اللي بقع في طريقك ولا انتي اللي وقعتي في طريقي وغيرتيه كله؟

سألته بحب: وياترى غيرت طريقك للأحسن ولا الأوحش؟

رد بثقة: للأحسن طبعا – كمل بضحك- بس الطريق مليان عواصف بتواجهنا بس بنعديها برضه

سألته بابتسامة: تفتكر العواصف دي خلصت ؟

همس بابتسامة: تؤ تؤ مش ده السؤال الصح

سألته بحيرة: امال ايه الصح؟

رد بجدية: هل هنقدر نتخطى العواصف دي؟

بصتله وهمست: تفتكر ايه؟

همس بحب: هنقدر نتخطى أي عاصفة تواجهنا مهما كانت شدتها

ابتسمت بعشق ودفنت راسها في صدره فابتسم وضمها أكتر .

 

باريس

سيف ساب همس نايمة وقرر يجهزلها القعدة الرومانسية اللي طلبتها منه ، نزل المطبخ جهز مسليات ومشروبات وراح عند البحر وعمل قعدة رومانسية وجاب اللاب توب وجهز فيلم أكشن وهو بيضحك على اختيارها الغريب، وجاب الحاجات من المطبخ وبص سريعا على كل حاجة يشوف لو حاجة ناقصة ، وبعدها طلع لهمس اللي كانت لسه صاحية ، قعد جنبها وضمها بابتسامة: ياكسولة في حد ينام من المغرب ؟ بس مش مهم علشان نسهر للصبح

ابتسمت بنعاس : شوف بقى هتسليني ازاي

ضحك ورد: انتي شايفاني لب؟ عموما هسليكي حاضر قومي يلا اغسلي وشك وهجهزلك فستان على ذوقي

سألته بدهشة: هنخرج دلوقتي؟

رد بمراوغة: مش أوي، يلا بس قومي ، شالها وحطها قدام الحمام وسابها وراح يختارلها فستان فاختار واحد شكله جميل وبسيط واصل لحد الركبة

همس خرجت من الحمام وجهزت وبعدها شدها ونزلها على تحت وخرجوا ناحية البحر فسألته بتعجب: هنقعد على البحر؟

رد بابتسامة: ماتستعجليش على رزقك

مشيت معاه وهي مش فاهمة حاجة وأول ماقربوا من الشط شافت اللي عمله فشهقت بانبهار وذهول: ده بجد؟

هز راسه بتأكيد وقال بابتسامة: هو أنا عندي كام همس علشان أسعدها؟

ردت بسعادة وهي بتتعلق في رقبته: واحدة بس طبعا

ضحك وضمها وباس رقبتها بعدها نزلها وقعد على المخدات اللي حاططها ومسك ايدها قعدها قدامه فهمست بسعادة: مش مصدقة ده نفس اللي قلتلك عليه ، عملته امتى؟

حاوط وسطها بايديه وسند راسه على كتفها ورد : وانتي نايمة عملت كل ده، حبيت أسعدك ولو بحاجة بسيطة

لفتله وردت بابتسامة عشق: وجودك معايا في حد ذاته هو اللي بيسعدني ، كل حاجة مش هيبقى ليها معنى لو انت مش فيها

ابتسم وباسها بخفة بعدها قال بمداعبة : عارفة ايه اللي مبوظ الجو الحلو ده؟

سألته بتعجب: مبوظ؟ ايه؟

رد بضحك: الفيلم الأكشن

ضحكت ولفت تاني شغلت الفيلم وهي بتقوله بمرح: صدقني الأكشن ممتع ويجنن

بصلها بمغزى : والله انتي اللي هتجننيني

ضربته على كتفه بحرج وشغلت الفيلم ومسكت طبق المسليات ونامت على صدره وهو محاوطها وبيتفرجوا ، بتأكل وتأكله معاها والاتنين مندمجين وفجأة همس قالت بابتسامة: الهوا جميل

همس بشغف: قصدك الهوى

لفتله بتساؤل : ايه الفرق؟

رد بابتسامة: أنا أقصد الهوى الحب مش الجو

ابتسمت بفهم وسألته بمرح: وتفتكر الهوى حكم بايه؟

رد بثقة : حكم بانه يجمعنا

همست بترقب: وبعد ماجمعنا؟ خلصنا من المشاكل؟

عاصفة خفيفة هبت فجأة فقالت بمرح: العاصفة بدأت تهب علينا

سيف ضحك ورد: اهي دي عاصفة الهوى

ضحكت معاه وهو ضمها بحب والاتنين مستمتعين بوجودهم سوا في حضن بعض وحسوا انهم مستعدين يواجهوا العالم كله وأي عاصفة طالما هيكونوا سوا

• النهاية *

معلومة صغيرة جدا

الناس اللي بيسألوني في رواية اسمها حب في الظلام أعلنت عنها من سنييييين طويلة

الرواية دي هي جانا الهوى

كنت كاتبة اول جزء منها في كشكول من سنين يمكن سبع او تمن سنين بس كانت همس وسيف فقط

فدلوقتي عدت كتابتها وزودت كل الأشخاص اللي زادت دي

فبالتالي موضوع دمج العاصفة مع دي مش قرار أخدته دلوقتي ده كان مترتبله من سنين .

 

إلى اللقاء بإذن الله في الجزء التالت بعنوان عاصفة الهوى وهيكون مجمع لرواية العاصفة وجانا الهوى 😍

حكمنا الهوى (74) بقلم : الشيماء محمد احمد

انتظروني في 🌹عاصفة الهوى 🌹

بقلم : الشيماء محمد احمد

#شيموووو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى