من باريس جاءت العروس بثوب أبيض ناصع..تزينت بكل الموضة..و اغتسلت بكل شلالات عطور الحوريات..

الأربعاء – 17 أبريل 2024 – الساعة 10:07 م بتوقيت العاصمة عدن

من باريس جاءت العروس بثوب أبيض ناصع..تزينت بكل الموضة..و اغتسلت بكل شلالات عطور الحوريات..
كانت أضواء باريس مبهرة..قزاحيات من عزيمة..و أطياف من رغبة..لم يصدق العريس البرشلوني أن عروس بحر المانش بضفائرها المغرية تخصب في ميسمها السم الزعاف..
توفى العريس..لم يقو على السهر و احتمال سم من كان يظنها عروسا في المتناول..
ما حدث في ملعب لويس كومبانيس لم يكن أمرا عاديا..ذلك الغضب الباريسي المدمر الذي ابتلع كل حبات قمح الإسطبل العجوز يحتاج إلى توصيف..إلى تحنيط للذكرى عند كبار أطباء الفراعنة..
زئير أبيض.. كطوفان من إعصار يلتهم كل شيء بلا رحمة..هجوم جامح اكتسح كل شيء..و جاء الصاروخ كليان مبابي ليؤكد أنه فولتية عالية..تيار كهربائي بضغط عالي يصعق ساعة يشاء..
كيف حول إعصار باريس روضة برشلونة الخضراء في لمح البصر إلى خراب و يباب و بكاء على الأطلال..؟
هزيمة برشلونة بالرقم و بالأداء فوق قدرة العقل على التصديق و العين على الرؤية و القلب على الاحتمال..
لا يمكنك أن تصدق أن عزيز قوم كاتالونيا ينهار أمام إعصار باريس بالأربعة.. و بعد أن ظن الجميع أن حدوتة باريس لم تعد تغري أو تحرك مشهدا واحدا في حكايات ألف ليلة وليلة..
سيعتذرون لك يا مبابي لأنهم الآن عرفوا أن هدوءك كان مقدمة لعاصفة لا تبقي و لا تذر..
سيندمون الآن لأنهم استفزوا عثمان ديمبلي و فجروا فيه طاقة رياح مثل العاصفة..
سيرفعون القبعة لك يا لويس إنريكي.. لأنك عرفت كيف تجهز كتيبتك ذهنيا و نفسيا..بعكس تشافي الذي عاش على أطلال مباراة الذهاب..و لم يكترث لأي سيناريو مغاير..
انشقت أرض ملعب لويس كومبانيس..تحت ومضات البرق الباريسي..ابتلع برشلونة في الشوط الثاني و كأنه يبتلع سمكة بلا مقاومة..
موجة باريس الأولى كانت تنذر بشيء ماء..هدف ديمبلي كان نقطة تحول..و طرد المدافع أراوخو كان كل التحول..و طرد تشافي قلب كل المعطيات النفسية..
و جاءت موجة باريس الثانية..تحولت إلى طوفان أبيض هائج..اندفع..اكتسح..جرف البشر و الحجر..و لم يبق على الرقعة إلا بركان مائي غمر كل شيء دون رحمة..
ثلاثة أهداف أخرى..كلها جاءت في لمح البصر..عدا تصديات العملاق تير شتيجن..
المصائب في ليلة برشلونة الظلماء لا تأتي فرادى..بل تأتي رباعية قاسية لا يصدقها عقل..

محمد العولقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى