تئن لحج.. يتقطع صداها على جغرافية وطن مثخن بعقوق قياداته.. ( صور )
الخميس – 09 مايو 2024 – الساعة 09:21 م بتوقيت العاصمة عدن
ينتحب الناي في لحج القمندان..تتناثر المرثيات أشلاء..و ما أقسى أن ترثي قامات فنية تعيش مثل السيف فردا في زمن الهجوم الشرس للموت الضاري..
تبكي لحج المكلومة بقطر الندى..فيهتز عرش الإبداع..
تنطلق من جوف لحج الخضيرة أنات كافية لتنير ما بين السماء و الأرض..لكن لا عين مسؤول رأت..و لا أذن قيادي سمعت..و لا ضمير حكومة لبي نداء استغاثه مبدعي لحج..
لحج الفل و الكاذي و الياسمين و بساتين الحسيني..في حالة حداد..ليل التجاهل طويل لا ينجلي..و ظلام التهميش أرخى سدوله على مبدعيها و فنانيها..منهم من قضى نحبه في صمت مؤلم.. و منهم من ينتظر على فراش الاستسلام..
لحج بوابة الإبداع.. أرض شعراء الفن الغنائي.. جغرافية العشاق..وطن التراث.. جنة الله في أرضه..حال مبدعيها لا يصعب على من يدعون وصلا بحكمة القلوب اللينة و الأفئدة الرقيقة..
موسوعة الفلكلور الجنوبي لولة نصيب..بقايا جسد..هيكل بلا لحم و لا عظم.. تسأل الليل : الصب متى غده..؟
و الفنان فضل كريدي الذي تفوح من حنجرته بساتين لحج و خضرتها و نكهتها..قعيد..مشلول..منكسر..مفلس..و لا أحد يسأل أو يواسي أو يدعم..
مخرج الروائع التلفزيوني صاحب الأنامل الذهبية محمد محمود سلامي في مستشفى عدن بين الحياة و الموت..لا يزوره في محنته إلا البسطاء و أصدقاء الليلة الظلماء..لا وزارة تحرك فيها هرمون الشهامة..و لا قيادات زارت و واست و قدرت تاريخه الطويل..
مبدعو لحج كالأشجار السامقة يموتون واقفين في شموخ و كبرياء.. يفضحون عورات قيادات هبطت على الكراسي ببارشوت التملق و النفاق و الكذب على الذقون..
لك الله يا لحج القمندان..
محمد العولقي