المستشار الأمني للحكومة الأميركية: علاقة الحوثي وتنظيم القاعدة قنبلة موقوتة
العاصفة نيوز/ إرم نيوز
اعتبر الخبير العسكري الإستراتيجي والمستشار الأمني للحكومة الأمريكية، مايكل نايتس، أنّ عدد هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر يتزايد بشكل حادٍ، سواء ضدّ السفن التجارية أو ضدّ السفن البحرية الأمريكية، على الرغم من الجهود التي تبذلها كلّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، معتبرًا أنّ تلك الهجمات تتسم مع الوقت بالتعقيد.
وتحدّث نايتس عن العلاقة بين جماعة الحوثي وأفراد تنظيم القاعدة في اليمن، قائلاً: “لطالما كانت للحوثي علاقة غريبة مع تنظيم القاعدة، فيما يعتقد كثيرون مخطئين أنّ جماعة الحوثيين كونها جزءًا من شبكة التهديد الإيرانية، سترغب بمحاربة تنظيم القاعدة”.
وأضاف: “من الواضح أنّ هناك مناطق يكون فيها تنظيم القاعدة قويًا داخل اليمن، مثل شمال محافظة أبين والبيضاء، وفي بعض أجزاء شبوة وحضرموت… وتقع تلك المناطق في معظمها خارج سيطرة جماعة الحوثيين. لكنّهم في بعض الحالات، مثل البيضاء وأبين هما على الحدود بين جماعة الحوثيين والحكومة الفيدرالية. وتقع مناطق أخرى، مثل بعض أجزاء من تعز، داخل منطقة سيطرة الحوثيين، وفي بعض الأحيان يمكن لتنظيم القاعدة استخدام تلك المناطق كمقرّ له”.
العلاقة بين الحوثيين والشباب في الصومال
وتابع: “الآن، نشهد أيضًا القليل من التنسيق بين الحوثيين وجماعة الشباب في الصومال على الجانب الآخر من البحر الأحمر والمحيط الهندي. لذا فإنّ الحوثيين يعملون بشكل أساس مَعَ كلّ أنواع الحركات الإرهابية الأخرى ضدّ أعداء مشتركين، بما في ذلك الحكومة اليمنية ودول الخليج والولايات المتحدة”.
وأكّد أن “الإيرانيين يقومون بالكثير من عمليات النقل من سفينة إلى سفينة داخل المياه الإقليمية لدول شرق أفريقيا، من السودان إلى إريتريا إلى الصومال. وهكذا في كلّ تلك الأماكن، نرى إيران والحوثيين يتعاونون مع القراصنة المحليين، وفي بعض الحالات مع جماعات مثل جماعة الشباب في الصومال”.
وعن نوع الأسلحة التي يتمّ إرسالها إلى جماعة الشباب، قال: “نوعية الأسلحة التي يتمّ إرسالها عبر شرق أفريقيا، والتي تتلقى جماعة الشباب والجماعات الأخرى جزءًا منها مقابل خدماتها، تشمل في الغالب أسلحة خفيفة وصغيرة، وأيضًا صواريخ مضادة للدبابات، وربّما أسلحة أثقل كالصواريخ المحمولة المضادة للطائرات”.
علاقة مريبة بين إيران وتنظيم القاعدة
في ذلك السياق، أجاب نايتس: “لقد عمل الإيرانيون منذ فترة طويلة مع تنظيم القاعدة، وقاموا بإيواء شخصيات قيادية رئيسة من تنظيم القاعدة داخل إيران، منذ العام 2001، مثل سيف العدل. وقد سمح النظام إلى حدّ ما باستخدام إيران كنقطة عبور بين أفغانستان وأوروبا، واليوم يستغل الإيرانيون الساحل الشرقي لأفريقيا، وذلك يعني أنّ مجموعات مثل جماعة الشباب ستكون لديها قدرات أكبر لمواجهة الحكومات المحلية في تلك المناطق، في سياق منع تلك الحكومات من استعادة السيطرة على مناطقها الريفية والساحلية”.
وتابع: “لقد كانت إيران مكانًا يمكن لقادة تنظيم القاعدة أن يظلوا فيه مع فرض بعض القيود عليهم، لكن مع توفير الحماية الكاملة لهم أيضًا. وبينما ثمّة استغراب فعلي جرّاء العلاقات الحالية لتنظيم القاعدة مع الحكومة الإيرانية، فعندما تنظر إلى علاقات الحكومة الإيرانية مع حركة طالبان، يمكننا أن نرى أنّ الإيرانيين يغيّرون قواعد اللعبة، وهم يعملون مع أيّ فاعلين سنيّين قدر المستطاع ضدّ العدو المشترك، أي الولايات المتحدة وإسرائيل”.
إيران تستقطب السنّة لتدمير مجتمعاتهم
وشدّد المستشار الأمني للحكومة الأمريكية على أنّ “إيران لا يهمّها مع مَنْ نعمل، جماعات شيعية أم سنية، وقد عملت مع الجماعات الفلسطينية لفترة طويلة، بما في ذلك حماس وفي أماكن داخلية مثل العراق وسوريا، ويسرّها العمل مع الجماعات السنية إذا كانت ضعيفة وتحتاج إلى الحماية الإيرانية، وكذلك حماية الميليشيات المدعومة من إيران”.
وتابع: “لذلك، فإنّ أكبر نمو رأيناه داخل دائرة شبكة التهديد الإيرانية في العامين الماضيين، كان داخل الجماعات السنيّة في العراق وفي سوريا، وفي أماكن مثل شرق أفريقيا من خلال جماعة الشباب، وكذلك مع حماس في فلسطين. وبالتالي أوّل ما يفعله الإيرانيون هو تدمير السنّة المحليين وتفكيكهم وتفريقهم، ومن ثمّ يقومون بتجنيد الأشخاص للعمل معهم، بمعنى آخر يطرحونك أرضًا ثم يقدّمون لك يد المساعدة لتنهض”.
كيف يمكن حلّ أزمة البحر الأحمر لمرّة واحدة؟
ولدى سؤاله عن السيناريو الممكن لحلّ أزمة البحر الأحمر، قال نايتس إنّ “هناك طريقتين، إحداها هي ببساطة الانتظار ومواصلة الحراسة، وكذلك انتظار انتهاء أزمتي غزّة ولبنان، وذلك لن يؤدّي إلى إنهاء تهديد الحوثيين بشكل كامل، لكن من المحتمل أن تكون هناك فترة لوقف إطلاق النار بعد ذلك.
أمّا الحل على المدى الطويل، فهو بناء قوّات داخل اليمن يمكن أن تهدّد سيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر. وذلك ما حدث في 2017-2018 عندما قادت دولة الإمارات العربية المتحدة القوّات اليمنية، وكادت أن تستعيد ساحل البحر الأحمر بأكمله