ليتني لم أكن موظفاً!!!

مقالات ( العاصفة نيوز)

كتب / وجدي بن أمين

هناك مقوله تردد دائماً لتمني الخير للآخر إذا عمل عملاً أرضى به من كلّفه أو أعجب به الآخر فيقال له:  ( لك الخير وعريس وحاج و *موظف عند الدولة* ) فتبعث هذه العبارة روح الأمل فيمن قيلت فيه  …

ولكن الدعوة الأخيرة _*موظف عند الدولة _ لم تكن مناسبة في سنوات عُمرنا الأخيرة والكل بات لا يتمناها في الوضع الراهن…؟!!  أخبرني أحد موظفي الدولة لدى أحد المكاتب فقال بالحرف الواحد:  أكبر غلطة ارتكبتها في عمري هي قبولي بالوظيفة  …. لماذا..؟  *لإن الوظيفة صار مهان قدرها ولا يفي ريعها بتغطية أدنى متطلبات الحياة* سيما إذا لم يأتٍ ما يتقاضاه الموظف في الوقت المحدد ومع هذا منقوص بدواعي مسميات للاستقطاع في ظل الإرتفاع الجنوني اليومي لأسعار المواد الاساسية والكمالية  ، فيضطر الكثير لطرق أبواب أخرى لكسب لقمة العيش التي إهتان في كسبها الكثير  .

ومما يولّد الدهشة والاستغراب أن من يمتلك شهادات عليا وذو علم كبيرة، وعقل ناضج مهان فيما يتقاضاه من وظيفته والعكس صحيح  وهذه ربما تكون خطة ممنهجة للتجهيل ، وهذا الشيء يعكس مداه على الأجيال القادمة فيولد لديهم العزوف التام لمواصلة التعليم الثانوي و الجامعي وغيره  ، لانها تجد ضالتها ومبتغاها في حال عدم مواصله تعليمها فهناك العديد من الجهات و الولاءات تستقطب مثل هؤلاء وتقاضيهم بمبالغ تفوق ما يتقاضاه موظف الدولة بأضعاف مضاعفة بكثيرة وربما بالعملة الصعبة فهذا أمر يرفع ضغط الدم  ويزيد أمراض السكر لدى الكثير الذين لديهم حُرقه وألم شديدين لما صار معاش ومستورد علينا  ، والكثير مثل هؤلاء قضى بهم العُمر أو حل بهم عوز من ( التحمّال ) والقهر والتباكي على سنين عمرهم التي أفنوها في مواصله التعليم والكد والجهد المبذول للحصول على وظيفه وفي زمن مضى كان للوظيفة فيه شأن عظيم  ، وقدر عالٍ من الإحترام والتقدير لدى الدولة والناس  ….

ربنا أصلح حالنا عاجلاً غير آجلاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى