ظاهرة مرعبة تجتاح صفوف الجيش (وثائق) #العاصفه_نيوز
العاصفة نيوز – مارب:
تجتاح صفوف ضباط وصف ضباط وافراد قوات الجيش في عموم المحافظات المحررة وبصورة اكبر في المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مارب، منذ ايام، ظاهرة غير مسبوقة وصفها عسكريون بالمرعبة، وقالوا انها ناجمة عمَّا سموه “سياسة ممنهجة لتركيع الجيش”، عبر تأخر صرف رواتب منتسبيه.
كشف هذا عسكريون بينهم ضباط، تحدثوا عن “اجتياح الجوع صفوف منتسبي قوات الجيش في عموم المحافظات المحررة وبصورة اكبر في المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مارب”، وقالوا انه ناجم عما سموه “سياسة ممنهجة لتركيع الجيش”، عبر تأخير صرف رواتب منتسبيه.
وعلت لأول مرة، استغاثات عدد من ضباط الجيش، من “الموت جوعا”، وسط تصاعد مشاعر غضب عارم تعتري صفوف منتسبي قوات الجيش، وتنذر بانتفاضة عسكرية واسعة “تحبط مخططا بدأ تنفيذه لتفكيك الجيش وتسريح منتسبيه، وتقلب الطاولة على منفذي المؤامرة.
يأتي هذا بعدما استفز رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير بن عزيز، غضب منتسبي الجيش بعموم المحافظات المحررة، وبصورة أكبر في المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مارب، بتأخيره صرف الرواتب والاكراميات وتجريعهم معاناة الجوع.
وأطلق عسكريون وسياسيون على منصات التواصل الاجتماعي، مناشدات لقيادة وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، وهيئة الاركان العامة في وزارة الدفاع، “الاسراع في صرف الرواتب المتأخرة لمنتسبي قوات الجيش”، كاشفين عن “تدهور احوال منتسبي الجيش حد الجوع”.
جاء بين هؤلاء، ضابط التوجيه المعنوي في المنطقة العسكرية الخامسة، النقيب راشد معروف، نشر على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، مناشدة احد منتسبي التوجيه المعنوي للجيش الوطني، ومؤدي احد ابرز اناشيده، قائلا: “محمد الخضمي اليوم يموت جوعا مع اسرته ولم تدفع الشرعية رواتبه”.
وبجانب اعادة استغاثة الخضمي من الموت جوعا واسرته، خاطب معروف عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان العرادة، قائلا: “اطلع بنفسك ياشيخ سلطان اتفقد الناس وشوف كم معك حالات تعيش وضع الخضمي واسوء، رواتب الجنود كلما تأخرت زادت معاناة الناس وانتشرت المجاعة بكل بيت”.
مضيفا في تدوينة ثالثة: “قلك البنك المركزي استلم رواتب او مكرمة الملك سلمان للجنود في مأرب استلمها سعودي واعتذر عن دفعها للجنود بحجة انه لا يوجد سيولة يمني. طيب ايش دخل الجنود اذا ماعندكم سيولة يمني. اعطيهم حقهم بالريال السعودي يا سرررررررق ناوين تلهطوها باعذار واهية. ادفعوا رواتب الجنود اليوم قبل بكرة”.
وتابع معروف: “الناس وضعها وظروفها صعبة لم يعد لديهم المزيد من الصبر على كذبكم ومراوغتكم، اصرفوها سعودي او حتى دولار مالنا دخل. هات حقوق الناس، قدها وهبة من السعودية، وعادكم تنهبوها. وكيف لو كانت من الحكومة الشرعية يمكن يرجع الراتب نصف راتب في السنة مرة نفس حركات الخوثي عليكم غضب الله”.
ضجت منصات التواصل الاجتماعي بشكوى منتسبي الجيش، وتساؤلاتهم عن المسؤول واسباب تجريعهم هذه المعاناة، فقال الناشط المأربي عبدالمعين الهياشي: “لماذا جاع افراد الجيش في ظل قيادة ابن عزيز”. في اشارة إلى الانتكاسات في نهم والجوف ومارب، المرافقة لتصعيد التحالف صغير بن عزيز لرئاسة هيئة الاركان.
من جانبه، اكتفى الناشط البارز اعلاميا مع الجيش والمقاومة الشعبية في محافظة مارب، منذ الانقلاب الحوثي العفاشي وبدء الحرب، صيفان حميد، بالقول: “الناس ميتين جوع في بيوتهم اصرفوا الاكراميات بعير مدناقه”. مؤكدا انباء صرف السعودية اكرامية مالية لمنتسبي قوات الجيش، وامتناع البنك المركزي في عدن عن صرفها.
كذلك الناشط البراء الرداعي، نشر سلسلة منشورات على حائطه بمنصة “فيس بوك”، تتناول معاناة منتسبي الجيش، قائلا: “اصرفوا الرواتب كفاية معراصة”. وأضاف: “في بلدي … طبقة غنية هاي هاي وطبقة مسحوقه مطحونه”. ساخرا من المبررات: “قالوا مابش سيوله وين هم يوم اقبلت السيول من كل بقعه ولا هم ما يشتو الا سيل يشلنا احنا وياهم”.
ونشر الضابط في الجيش، خالد الهندوان، استغاثة احد زملائه من الفقر والعوز وكابوس الديون، قائلا: “أرسلها أحد الجنود يستغيث يقول أنقذوا زميلي قبل أن يفعلها. الناس وصلوا الى حافة الهاوية و شفير الموت . إذا قد تساوى الحياة والموت عند الناس فهو دليل اقتراب الفرج أو العقوبة لا محالة . اسمه ورقمه موجود لمن أحب التواصل معه”.
مُعلقا على ما اعتبره تصاعد حدة المؤامرة على الجيش، بقوله: “ولو كان سهماً واحدا لأتقيته، ولكنه سهم وثان وثالث”. وأردف الضابط خالد الهندوان في تدوينة ثالثة تعبر عن رعشة الجوع والخذلان الذي مني به علي عفاش في صنعاء نهاية 2017م، قائلا: “أشعر بأجواء ديسمبر.. لقد سرقتم سبتمبر بجوار رواتبنا .. لقد سرقتم إيماننا”.
وعزز الاتهامات الموجهة الى رئيس هيئة الاركن العامة بوزارة الدفاع، قائلا: “وزير الدفاع مدعمم من جوع الجيش وكأن الموضوع لا يعنيه!. لا تمكني هم أصحاب مأرب، مالنا دخل. غريمنا انت والمعرقل وجه الشرطة العسكرية بتوقيفه و حاسبه وغير بدله قائد كفؤ. هي مسؤوليتك قبل أي أحد. مش جالس تلهط القروش و تتفرج سكته. ما احنا عيال خاله”.
أما الضابط حسين الاصبحي فتساءل: “لماذا يصر رئيس هيئة الأركان على تأخير وعرقلت صرف حقوق الجيش من رواتب واكراميات في هذا الشهر الوطني شهر سبتمبر؟. هل يريد الفريق قتل فرحة الـ 26 من سبتمبر في قلوب الأبطال بعد أن عجز العدو عن وأدها في قلوبهم، وهل يريد قائد الجيش الأول في مأرب إخارة قوى المقاتلين الأبطال وتسريحهم من جبهات المواجهة معا العدو؟”.
مضيفا: “طيب لصالح من كل هذا ، وماهو المبرر المقبول لدى رئيس هيئة الأركان عن عدم صرف حقوق الأبطال؟. لا يقول أحد ان السيولة غير متوفرة لأن حتى الأطفال لن يقتنعو بهذا المبرر إطلاقاً”. وأردف متعجبا ومعاتبا: “والأكثر غرابة صمت السلطان (الشيخ سلطان العرادة) وقادة المناطق والوحدات والكتل السياسية في مأرب عن ما يجري. هل هم متفقين جميعاً يا ترى على تسريح الجيش”.
وتوجه الضابط عبدالناصر سوى إلى مخاطبة التحالف، بقوله: “الاخوه في التحالف العربي والاخوه من الجانب السعودي عليكم النظر في موضوع الاكرامية والى ايدي من توصل. عليكم انصافنا من هولاء المتقطعين لاكرامية الملك سلمان، بصمت من القياده السياسية والعسكرية في محافظة مارب. لا ندري لماذا السكوت عن العواضي ومن يقف خلفه من النافذين والمتسلطين على حقوق المناضلين والجرحى والابطال”.
مضيفا بلسان مئات الآلاف من منتسبي قوات الجيش الجوعى في محافظة مارب وعموم المحافظات المحررة: “اننا نستطيع ان نجعل عاليها واطيها ولكن هذا مايريدونه فمواقف النافذين مع ايران وفي خدمتها سوا من حيث يعلمو او حيث لايعلمو”. وأردف: “اصرفو اكراميتنا ياسرق خيره على دمائكم. مابش سيولة مالنا دخل اصرفوها كما هي بالريال السعودي. انت المقدم عليهم يافندم خالد الهندوان”. حسب تعبيره.
بدوره، قال رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام، السياسي والاعلامي البارز، سيف الحاضري: “الموت جوعاً .. بات واقعاً في اليمن، وذلك من أهم إنجازات التحالف ورخاوة الشرعية.. الآلاف من الأسر باتت مهددة بالموت جوعاً وبانتشار الأمراض جراء نقص التغذية. قدرة التكافل المجتمعي انحسرت إلى مستوى متدني”.
مضيفا في مقال على منصة إكس: “من يتحمل مسؤولية ذلك!! .. من يتحمل مسؤولية تأخير صرف الرواتب!! من يتحمل تأخير صرف رواتب الجيش والجرحى وأسر الشهداء؟!. من الذي يدفع بالأوضاع في مناطق الشرعية للانفجار!! .. من الذي يقف وراء استمرار الضغط غير الطبيعي ضد الجيش والذي يكاد يوشك على الانفجار؟!!”.
وتابع: “من الذي يريد تحويلنا إلى ألغام انتحارية في وجه ما تبقى من مؤسسات الشرعية ليسهل تسليمنا للمشروع المليشاوي الإيراني؟!!. من الذي يدمر كل ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟!!. أتعرفون من؟!!. إنه التحالف بقيادة الشقيقة السعودية، الذي ربط حبله حول رقبة هذا الشعب حين عطّل عمل مؤسسات الشرعية رئاسة وبرلمان وحكومة”.
مردفا في انتقاد ضعف موقف قيادات الشرعية في المقابل: “وما كان ليتم كل ذلك لولا الضعف والأيادي المرتعشة للقيادات والنخب السياسية التي قبلت التدجين للأشقاء، وحولت نفسها إلى نخب مستلبة الإرادة”. وزاد: “إن واقع الراهن الذي وصل حد الموت جوعاً، يضعنا جميعاً أمام مخاطر انفجار براكين القهر والغضب في وجه الجميع”.
وقال: “شعب يموت جوعاً، يعيش تحت وصاية أغنى دول العالم، تربطنا معها أخوة العقيدة وروابط الجغرافيا والمصير، شعب يموت جوعاً، يقع تحت وصاية هيئة الترفيه (الشقيقة) وكأن موت الشعب جوعاً، برنامجاً ترفيهياً”. محذرا: “وصل الحال بالناس إلى مرحلة اللاصبر، تداركوا الوضع واصرفوا الرواتب، وخاصة رواتب الجيش والأمن الآن وفوراً”.
يتفق هذا مع انتكاسات متلاحقة على نحو غير مبرر، منذ تعيين صغير بن عزيز رئيسا لهيئة الأركان العامة مطلع 2020م؛ ظل يمُني بها الجيش، تمثلت في الانسحابات من فرضة نهم، ثم من محافظة الجوف، ثم محافظة البيضاء، ومن عشر مديريات في مارب، ومن مديريات بمحافظة تعز، وصولا للانسحاب وتسليم الحوثيين مديريات في الحديدة.
وبعد اعلان الهدنة مطلع 2022م، توجت المؤامرات بقطع الرواتب والاكراميات عن الجيش في تعز ومارب، بينما قوات أسرة عفاش تستلم بالعملة السعودي شهريا، ما عزز تحفظات واتهامات قيادات عسكرية لصغير بن عزيز النائب المؤتمري والمقرب من اسرة عفاش، بالتآمر على الجيش وسعيه لتفكيكه وإسقاطه لصالح اعادة النظام السابق للحكم.