النشيد الوطني لليمن يتعرض لسطو سافر ! #العاصفه_نيوز

العاصفة نيوز – عواصم:

تعرض النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، إلى عملية سطو غير مسبوقة، فاجأت ملايين اليمنيين في داخل اليمن وخارجه، بحظر استخدامهم له وتداوله في مقاطع فيديوهاتهم الاحتفائيه باليمن و”ثورة 26 سبتمبر”،  محرك بحث الفيديو العالمي “يوتيوب” ومختلف منصات الـ “سوشيال ميديا”، بدعوى انتهاك حقوق الملكية الفكرية للفنان ايوب طارش عبسي. 

ومثل هذا الاحتكار اقسى طعنة غادرة تلقتها حتى الان الجمهورية اليمنية، بالتزامن مع استعدادات للاحتفال بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وتصاعد حدة الانتقادات التي توجه إليها وأنها “تحولت من ثورة شعبية إلى انقلاب عسكري” و”انحرفت عن مسارها وأهدافها الستة وارتهنت للوصاية الملكية السعودية”.

جاءت الطعنة الجديدة الغادرة للجمهورية اليمنية، وتعرض النشيد الوطني للجمهورية “رددي ايتها الدنيا نشيدي” لواقعة سطو غير مسبوقة، باسم حقوق الملكية الفكرية لملحنه ومؤديه الفنان ايوب طارش العبسي، رغم اعلانه في وقت سابق أن النظام في جنوب اليمن قبل اعادة توحيد شطري اليمن “اشترى حقوق النشيد”.

فجر هذا الحظر لاستخدام النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، جراء احتكار مؤسسة أيوب طارش اغانيه العاطفية والوطنية بما فيها النشيد الوطني؛ موجة استنكار وغضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، باعتباره “سطوا فجأ على الجمهورية اليمنية”، و”انتهاكا صارخا لحق عام لجميع اليمنيين حول العالم”.

وقال الإعلامي والناشط السياسي عبدالله دوبله: إن “النشيد الوطني اشترت حقوقه دولة الجنوب اليمني من الفنان أيوب ودفعت له قيمته، وهو شهد بذلك، وبالتالي النشيد الوطني ملك للجمهورية اليمنية، وليس للفنان”. واصفا احتكار مؤسسة ايوب طارش النشيد الوطني وأغانيه الوطنية “سطو وبلطجة غير مقبولة”.

وابدى الناشط عبدالسلام القيسي، ذهوله، بقوله: “حتى أيوب طارش حجب النشيد الوطني وأغانيه للجمهورية والثورة بدعوى حقوق ملكية”. مضيفا: “جمهورية ينهشها الجميع، الحوثي والمتمصلحين”، وأردف مخاطبا أيوب: “كان لك شرف غناء النشيد الوطني يا أيوب وليس العكس، هدمت رمزيتك بهذا التصرف”.

من جانبه استنكر الناشط الإعلامي حمزة المقالح، احتكار مؤسسة أيوب طارش النشيد، بقوله: “وضع النشيد الوطني باعتباره ملكية خاصة بالفنان أيوب طارش أكبر هدية للإمامة في شهر سبتمبر الفضيل”. وأردف: “أمانة لو زعيم الحوثيين عبدالملك نقى خصومه بيده ما يطلعوا أحسن من ذي هم موجودين”.

مضيفا في تدوينة على حائطه بمنصة “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي، بتعجب واستنكار ذاهل: “قالك النشيد الوطني حقوق ملكية خاصة بمكتب ايوب طارش”؟!!. وتابع المقالح بسخرية سوداء: “الله والفعلة، باقي العلم الله يستر لو يطلع لنا واحد يقول هو حق جدي لأنه أول من خيط العلم”. يقصد راية الجمهورية.

بدوره حَمَّل عبدالسلام الشريحي، مكتب الفنان ايوب طارش عبسي المسؤولية، وقال: “هذا الفريق يسيء لفناننا القومي كما لم يفعل ألد أعدائه، قبل أشهر نزلوا له أغنية وصوته تعبان وما تليق بقامته ولا بحبنا له”. مضيفا: “لما كتبت دخلوا لي من مكتبه يبرروا إنه يشتوا أرباح من يوتيوب. أرباح يا جشعين؟”.

وتابع الاعلامي الشريحي متسائلا: الأرباح أهم من سمعة أيوب؟ متابعا “أيوب كل واحد فينا يحسه أبوه وعمه وكل أهله ولو احتاج شي الأرض كلها بتوقف معه”. مردفا: “أيوب يا مكتبه الجشع زيه زي علم أو نشيد وطني عندنا مش حكر لكم تتربحوا بعده، والحمد لله حبيناه قبل ما نعرفكم وإلا كان الوضع مختلف”.

في المقابل، أطلق الصحفي الاقتصادي محمد الجماعي، دعوة لجميع اليمنيين إلى تنفيذ حملة ضغط على مدير أعمال الفنان أيوب طارش عبسي، للتراجع عن احتكار حقوق نشر أغاني أيوب الوطنية، بما فيها “رددي أيها الدنيا نشيدي” التي ألفها الشاعر عبدالله نعمان (الفضول) وصارت نشيدا لجنوب اليمن ثم للجمهورية اليمنية.

وقال الجماعي: “نحن في سبتمبر وهذا عيدنا، الكل يريد إعادة نشر هذه المقاطع كل بطريقته، فلماذا يحتكر هذا الرجل حقوق أيوب، ولمصلحة من يقيد نشر هذه المقطوعات الوطنية في شهر كهذا، خاصة وأن أيوب أصبح تراثا وطنيا لكل الأجيال، وهذا هو أهم عائد لفناننا الخالد، أكبر مما سيجنيه مدير صفحته من عائدات يوتيوب”.

مضيفا: “يجب أن تبقى بعض الأعمال الفنية الوطنية بمستوى الطير الجمهوري، لا سيما النشيد الوطني الذي تعتبر حقوقه مملوكة للدولة بعد شراء هذه الحقوق من أصحابها، كلمات وألحان وأداء من جانب حكومة الشطر الجنوبي سابقا، وأيضا من قبل حكومة الوحدة عام 90م”. منوها لنص دستوري بشأن هذه الاغنية النشيد.

وتابع: “قد اعترف دستور دولة الوحدة في المادة (   ) بالحق الفكري وليس الملكية لهذه الأغنية، وذكرت المادة نصا، اسم الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان، وصاحب اللحن والأداء أيوب طارش”. مستشهدا بتعليق جمال عبدالناصر على منع اغاني ام كلثوم بقوله: “أغاني الست أم كلثوم بمثابة الهرم الرابع بالنسبة لمصر”.

يتزامن مفاجأة احتكار وحظر تداول النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، مع اقتراب الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر وانطلاق حملات احتفائية على منصات التواصل الاجتماعي، في مقابل حملات تقييم لمسار ثورة 26 سبتمبر تدينها بالانحراف عن اهدافها الستة وتنادي بتقويم مسار الثورة وتصحيحها بالتمسك بأهداف ثورة “11 فبراير” 2011م.

يشار إلى أن ثورة 26 سبتمبر، اشعلت حربا طاحنة بين معسكر النظام الملكي في اليمن بقيادة البدر محمد ودعم السعودية ودول الخليج، ومعسكر النظام الجمهوري بقيادة السلال ودعم مصر وعدد من الدول العربية، وانتهت بعد سبع سنوات بمصالحة رعتها السعودية وفرضت بموجبها هيمنتها ووصايتها على اليمن وقراره الوطني حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى