بعد اختفائها المفاجئ..من هي صاحبة شركة أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان
وبعد كشف ملكية الشركة التي تشغل فيها بارسوني منصب الرئيسة التنفيذية ومالكتها، رخصة تصميم أجهزة البيجر من شركة التصنيع الأساسية التايوانية غولد أبوللو، قالت المرأة: “أعتقد أنكم فهمتم الأمر على نحو خاطئ”.
ومنذ ذلك الحين، لم تظهر علناً مرة أخرى. ويقول جيرانها إنهم لم يروها. ولم يكن هناك أحد في شقتها في وسط بودابست. حتى شقتها في بناية عتيقة في بودابست أُغلقت.
وقالت الحكومة المجرية يوم الأربعاء الماضي إن الشركة هي “شركة للوساطة التجارية” ولا تملك موقع تصنيع في البلاد وإن أجهزة البيجر لم تدخل المجر قط.
وأسفرت نقاشات مع معارف لها وزملاء سابقين في العمل عن رسم صورة لامرأة على قدر مبهر من الذكاء لكن مسيرتها المهنية متقطعة ودائمة التحول بين وظائف قصيرة الأمد، ولم تستقر فيها أبداً.
وقال أحد الذين تعرفوا عليها مثل آخرين في مناسبات اجتماعية في بودابست وطلب كتم اسمه إنها “حسنة النية، وطباعها لا تشبه رجال وسيدات الأعمال، وأقرب لمن يحاول دائما تجريب أمر جديد، ويؤمن بسرعة بالأمور ويتحمس لها”.
وعين كيليان كلاينشميت، وهو مدير سابق مخضرم في الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، بارسوني أرسيدياكونو في 2019 لإدارة برنامج ممول من هولندا لمدة ستة أشهر لتدريب الليبيين في تونس على الزراعة المائية، وتكنولوجيا المعلومات، وتنمية الأعمال، لكنه وصف قرار تعيينها بـ “خطأ” كبير.
وقال إنه سمح لها بالرحيل قبل انتهاء عقدها بعد خلافات بينهما بسبب طريقة تعاملها مع الموظفين. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه الرواية من مصادر مستقلة.
وفي شقتها في بودابست، تقف بوابة من الصلب على دهليز صغير يمكن عبره رؤية لوحات لعراة بألوان يغلب عليها البرتقالي والأحمر على الجدران.
وقالت امرأة تعيش في ذات البناية منذ عامين، إن بارسوني أرسيدياكونو كانت مقيمة بالفعل هناك، عندما جاءت هي إلى المبنى، ووصفتها بطيبة وهادئة لكنها تتواصل كثيراً مع آخرين.
ويقول منظم مجموعة للرسم إنها مارست تلك الهواية ضمن ناد في بودابست لكنها لم تحضر إليه منذ نحو عامين وأضاف أنها بدت تشبه سيدة أعمال أكثر منها رسامة لكنها كانت متحمسة ومنفتحة.
وقال أحد زملائها في الدراسة إن بارسوني أرسيدياكونو نشأت في أسرة ببلدة سانتا فينيرينا في شرق صقلية، لأب عامل وأمها ربة منزل، وكانت تذهب لمدرسة ثانوية قريبة من منزلها. ووصفها بمتحفظة للغاية في فترة شبابها.
وفي العقد الأول من القرن الحالي، حصلت بارسوني أرسيدياكونو على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كوليدج لندن، ولا تزال أطروحتها عن البوزيترونات متاحة على موقع الجامعة. لكن يبدو أنها غادرت الجامعة دون أن تواصل مسيرتها العلمية.
وقال أكوش توروك، وهو عالم فيزياء متقاعد كان أحد أساتذتها في كوليدج لندن ونشر أبحاثاً معها في ذلك الوقت: “على حد علمي لم تشرع في أي عمل علمي منذ ذلك الحين”.
كما تضمنت سيرتها الذاتية إشارة إلى عملها في وظائف ومشاريع منظمات غير حكومية في أوروبا، وإفريقيا، والشرق الأوسط.
وفي سيرة ذاتية منفصلة على موقع بي.إيه.سي كونسالتينغ، وصفت نفسها بـ “عضو مجلس إدارة في معهد إيرث تشايلد”، وهو مؤسسة خيرية تعليمية وبيئية في نيويورك.
وقالت دونا غودمان، مؤسسة المعهد، إن بارسوني أرسيدياكونو لم يكن لها أي دور هناك على الإطلاق.
وأضافت “كانت صديقة أحد أصدقاء عضو بمجلس إدارة واتصلت بنا عن وظيفة شاغرة” في 2018 “لكن لم تتلق دعوة للتقدم للعمل”.
وتشير السيرة الذاتية أيضا إلى عملها “مديرة مشاريع” في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2008 و2009، وتنظيمها مؤتمراً للأبحاث النووية. وقالت الوكالة إن سجلاتها تشير إلى أن بارسوني أرسيدياكونو تدربت هناك 8 أشهر.
ولم يقدم الموقع الإلكتروني لشركة بي.إيه.سي كونسالتينغ الذي أغلق بنهاية هذا الأسبوع تفاصيل عن أعمالها الفعلية في المجر.
وكتبت بارسوني أرسيدياكونو في سيرتها الذاتية “أنا عالمة أستخدم خلفيتي المتنوعة للعمل في مشاريع متعددة التخصصات لاتخاذ قرارات إستراتيجية في سياسة المياه والمناخ والاستثمارات”.
وأضافت “بفضل المهارات التحليلية واللغوية والشخصية الممتازة، أستمتع بالعمل والقيادة في بيئة متعددة الثقافات يحظى فيها التنوع والنزاهة والفكاهة بالتقدير”.