بين حرب تموز وحرب اليوم.. الكثير تغيّر باستثناء اعتداءات إسرائيل وتعلقي ببلدي لبنان
[ad_1]
أسئلة تراودني بينما تعصف حرب جديدة ببلدي لبنان
كانت سنواتي لا تتجاوز الـ13 عندما نشبت حرب تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، كنت لشدة الخوف حينها أفقد الوعي يومياً لسماع صوت الطائرات الحربية الإسرائلية، أو عند متابعة الأخبار المقلقة.
اليوم وبعد 18 عاماً، الكثير تغيّر باستثناء اعتداءات إسرائيل، وتعلقي بلبنان.
حربٌ جديدة تعصف في وطني، في الوقت الذي أتابع مجريات الأحداث، ليس عبر نافذة منزلي الواقع في جبل لبنان، بل من نافذة مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون، التي تنقل الصورة، لا الوجع، تنقل الصوت لا المعاناة، تصوّر المشهد لا الحقيقة.
ولسخرية القدر أن هذه المرة، على أمل لا يكون هناك مرّات لاحقة في المستقبل، أشارك أنا في استعراض الأحداث ومناقشتها كصحافية.
لكن المختلف أن هذه المرة، ليس باستطاعتي أن أشتم رائحة الدمار، أو أرصد سحب الغارات، أو حتى أتقاسم القلق مع أهل بلدي.
هذه المرة، تصلني صور الدمار، والشهداء، والنزوح، فيما يأكلني شعور بالذنب لأنني آمنة، آكل وأشرب وأعمل، بينما لبنان، لبناننا، يتقطّع، وتُدنّس أراضيه.
صحيح أنني أجلس في الهدوء، لكن هدير الدبابات والقتال يصمّ أذناي، صحيح أنني أنام في فراشي، لكن صقيع الباحات العامة التي تجمّع فيها أبناء شعبي، يؤرقني في الليل.
صحيح أنني محاطة بالأمان والخدمات وكل ما أحتاج إليه للعيش بكرامة، لكن مصاب أهل بلدي يمنعني من الاستمرار.
ووسط كل ذلك، تراودني أسئلة جوهرية كثيرة: لماذا تحوّل لبنان من “قطعة سما” إلى قطعة أرض ينهشها الجميع؟ كيف أصبح مسرحاً للشر في العالم، فيما كان مسرحاً للفن والفكر والثقافة؟ كيف صدح صوت الصواريخ وخفت صوت فيروز؟ كيف بات أصحاب الأرض والحق مجرّد نازحين؟ كيف بات لبنان عنواناً للفساد والبؤس والحاجة إلى رضا ومساعدة الآخرين، بينما كان صاحب المبادرات والإبداع؟ كيف بات مصدراً للموت، وهو الذي ينبض بالحياة منذ الأزل؟
الإجابات على هذه الأسئلة، قد تأتي لاحقاً، وقد لا تأتي.
لكن في الوقت الراهن، لبناننا بحاجة لتعاضدنا ووقوفنا بجانب بعضنا البعض. لبناننا بحاجة لقرار داخلي يوقف النزيف ويمهّد للسلم.
لبناننا بحاجة للعقلانية وترجيح مصلحة الوطن لا غيره. لبناننا بحاجة لأبنائه كي يبقى وينتصر.
[ad_2]