العاصمة عدن تتحضر لافتتاح السفارة الروسية

تقرير خاص لمركز سوث24 للأخبار والدراسات

أجرى وفد روسي رفيع مباحثات في عدن لمناقشة استئناف عمل السفارة الروسية من المدينة الساحلية التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا كعاصمة لها. جاء ذلك بالتزامن مع ضربات جوية عنيفة نفذتها القيادة المركزية الأمريكية على مواقع مرتبطة بمليشيا الحوثيين في مدينة صنعاء.

 

وقد تطرق اللقاء بين الوفد الروسي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ملفات أخرى من بينها جهود القوات الجنوبية لمكافحة الإرهاب. وخلال هذا الأسبوع، خسرت القوات الجنوبية مسؤولًا عسكريًا بارزًا في هجوم لتنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة شبوة.

 

وفي 14 أكتوبر، خرج الآلاف من الجنوبيين في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت للاحتفاء بالذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر 1963 التي توجت باستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967. كما شهدت محافظات الجنوب الأخرى فعاليات عديدة، أظهرت مستوى الإلهام المستمر لهذه الثورة حتى بعد 6 عقود.

 

 إلى التفاصيل..

وفد روسي في العاصمة عدن لبحث إعادة فتح السفارة وقضايا أخرى

 

وصل وفد روسي رفيع المستوى، برئاسة ألكسندر كينشاك، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، إلى العاصمة عدن يوم الثلاثاء لبحث استئناف عمل السفارة الروسية وقضايا أخرى مهمة.

 

والتقى الوفد بعلي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية للمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث عقد الجانبان جلسة موسعة لمناقشة الترتيبات لإعادة فتح القنصلية واستئناف عمل السفارة الروسية في عدن.

 

وأعرب الكثيري عن استعداد المجلس الانتقالي الجنوبي لتقديم الدعم الأمني واللوجستي والفني اللازم لتمكين البعثة القنصلية والدبلوماسية الروسية من أداء مهامها، وفقًا لبيان رسمي.

 

كما تناولت المناقشات بين الجانبين الوضع في البحر الأحمر، حيث أكد المسؤول الجنوبي أن الحديث عن عملية سلام في ظل الهجمات الحوثية المستمرة على الملاحة الدولية هو أمر “غير منطقي وغير واقعي”.

 

وسلّط الكثيري الضوء على إنجازات القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب، وأكد على أهمية دعم هذه الجهود، داعيًا روسيا للتدخل في القطاعات الحيوية للبلاد، بما في ذلك الكهرباء والطاقة.

 

وفي وقت لاحق، التقى الوفد الروسي برشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ورئيس الوزراء أحمد بن مبارك.

 

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، ركزت المناقشات بين الوفد الروسي والعليمي على استئناف عمل السفارة الروسية من عدن وإحياء عمل اللجان الوزارية المشتركة.

وأضافت الوكالة أن الاجتماع تناول آخر التطورات في الوضع اليمني، وجهود الوساطة التي يقودها الأشقاء في السعودية وسلطنة عمان، للحد من التصعيد والشروع في عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وأعرب رئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك عن شكر الحكومة لدعم روسيا، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، للشرعية الدستورية اليمنية وشعبها.

 

وأوضح بن مبارك فرص تعزيز التعاون مع روسيا في قطاعات مثل الكهرباء، النفط، الزراعة، والإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي تنفذها الحكومة اليمنية.

 

وفي حال استئناف السفارة الروسية عملياتها من عدن، فمن المحتمل أن تكون أول سفارة دولية تقوم بذلك في اليمن منذ اندلاع الحرب. وكانت جميع السفارات في صنعاء قد أغلقت بعد سيطرة الحوثيين على المدينة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن القوات الأمنية الجنوبية، التابعة للمجلس الانتقالي، قد لعبت دورًا حاسمًا في تأمين الوفود والبعثات الدبلوماسية التي تزور عدن، بعد سنوات من الحرب والإرهاب التي اجتاحت المدينة.

 

وفي سياق محلي منفصل، شنّت المقاتلات الأمريكية، يوم الخميس، غارات جوية بواسطة قاذفات “الشبح” بعيدة المدى من طراز (B-2)، مستهدفة مواقع محصنة لتخزين أسلحة تقليدية متقدمة تحت الأرض في معسكرات تابعة للحوثيين بمدينة صنعاء، ومواقع أخرى بمعقل الميليشيا الرئيس في محافظة صعدة، شمالي اليمن.

 

وقالت القيادة المركزية في بيان لها: “استهدفت قواتنا منشآت الحوثيين المحصنة تحت الأرض التي تحتوي على صواريخ ومكونات أسلحة وذخائر أخرى تستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية في جميع أنحاء المنطقة. كانت أصول القوات الجوية الأمريكية والبحرية الأمريكية، بما في ذلك قاذفات الشبح بعيدة المدى B-2 Spirit التابعة للقوات الجوية الأمريكية، جزءا من العملية”.

 

ويوم أمس الجمعة، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين أنهم استهدفوا سفينة MEGALOPOLIS في البحر العربي بسلاح الطائرات المسيرة، بحسب انتهاك الحظر المفروض على دخول الموانئ الإسرائيلية. وزعم أن العملية حققت أهدافها.

ثورة 14 أكتوبر لا تزال تلهم الجنوبيين بعد ستة عقود

 

تجمع الآلاف من الجنوبيين في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت يوم الاثنين للاحتفال بالذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر 1963، التي توجت باستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في 30 نوفمبر.

وأفاد مراسل مركز سوث24 في سيئون أن وفودًا محلية من مختلف مناطق حضرموت تجمعت في “ساحة الحرية” للاحتفال بذكرى الثورة والتعبير عن دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى لاستعادة استقلال جنوب اليمن.

 

هتف المشاركون بشعارات، من ضمنها النشيد الوطني لدولة جنوب اليمن السابقة (1967-1990)، مؤكدين انتماء حضرموت إلى الجنوب ورفضهم للمشاريع السياسية التي تطرحها أطراف يمنية وإقليمية.

 

كما طالب المشاركون بانسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، واصفين إياها بـ “قوات احتلال تستغل النفط والموارد الطبيعية”، وطالبوا باستبدالها بقوات النخبة الحضرمية.

 

ألقى مسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي خطبًا أمام الحشود، مجددين الدعوات لتنفيذ مخرجات اتفاق الرياض والمشاورات، وخاصة انسحاب القوات الشمالية من المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.

 

كما دعوا إلى دعم محلي لرؤية المجلس الانتقالي الجنوبي المتمثلة في إقامة دولة فيدرالية مستقلة في جنوب اليمن.

 

وفي تصريح لمركز سوث24، قال عبد الرحمن الجفري، رئيس مكتب المجلس الانتقالي في سيئون: “هذه الفعالية الجماهيرية رسالة جديدة ترفض المشاريع التي تدعي تمثيل مصالح حضرموت”.

 

وأضاف: “اخترنا 14 أكتوبر رمزًا تاريخيًا لكل الجنوبيين. ثورتنا من أجل الحرية بدأت في هذا اليوم، وهذا أمر واضح”.

 

وأكد البيان الختامي لفعالية سيئون على استمرار دعم المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي، ودعا إلى تحقيق تطلعات حضرموت ضمن المشروع الجنوبي الأوسع.

 

وأضاف البيان: “نؤكد على أهمية تمكين الحضارم من إدارة شؤونهم العسكرية والأمنية والسياسية والإدارية، بما في ذلك السيطرة على إيرادات النفط والغاز والموارد الطبيعية في المحافظة”.

 

كما أعاد البيان التأكيد على “هوية حضرموت الجنوبية”، ورفض أي انفصال عن الجنوب، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الخدمات والأوضاع المعيشية في المحافظة.

في يونيو 2023، شكلت السعودية “مجلس حضرموت الوطني” بعد اجتماعات مع شخصيات حضرمية في الرياض، في خطوة اعتبرت محاولة لمواجهة تزايد نفوذ وشعبية المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة الغنية بالنفط.

 

وفي العاصمة عدن، احتفل المئات من الشباب بذكرى ثورة 14 أكتوبر بمسيرات سيارات ودراجات نارية، رافعين علم دولة جنوب اليمن وعزف الأغاني التي تمجد الثورة.

وفي محافظة أبين، أُقيم مهرجان فني وخطابي في مديرية المحفد، إلى جانب مسيرة جماهيرية للاحتفال بالثورة. كما نظمت قوات الحزام الأمني عرضًا عسكريًا بهذه المناسبة.

 

منذ عامين فقط، كانت المحفد وأجزاء كبيرة من وسط أبين متأثرة بعناصر متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة. ومع ذلك، تمكنت القوات الجنوبية من طرد هذه العناصر خلال حملة “سهام الشرق” التي انطلقت في أواخر عام 2022.

 

وفي وقت سابق، نظم المجلس الانتقالي في محافظة الضالع احتفالًا لإحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر، على بعد كيلومترات قليلة من جبهات القتال مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

 

وتبقى ثورة 14 أكتوبر مصدر إلهام للجنوبيين حتى بعد ستة عقود، وفقًا للدكتور محمود السالمي، رئيس مركز عدن للدراسات التاريخية.

 

وقال لمركز سوث24: “يستفيد الجنوبيون من ثورة أكتوبر من خلال دروسها وتجاربها. قدمت دروسًا في الصبر والتنوع وعزيمة المقاومة، وقوة هيكلها التنظيمي وتماسكها مع الشعب، وحريتها من الفساد”.

 

وأضاف: “نجحت ثورة 14 أكتوبر في هزيمة الاستعمار دون دعم خارجي، وهذا درس يجب أن نستوعبه اليوم”.

مقتل مسؤول عسكري جنوبي في هجوم للقاعدة في شبوة

 

قُتل مسؤول عسكري في قوات دفاع شبوة، وهي فرع من القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الاثنين في هجوم نفذته تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في محافظة شبوة.

 

وأفاد بيان رسمي صادر عن القوات الجنوبية أن المقدم أحمد محسن السليماني، رئيس أركان اللواء الأول في قوات دفاع شبوة، قُتل في “حادث إجرامي نفذه إرهابيون في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد العليا.”

 

لم يحدد البيان طبيعة الهجوم الذي أدى إلى مقتل السليماني. ومع ذلك، ذكر مصدر محلي لمركز سوث24 ليلة الاثنين أن مسلحين من القاعدة قصفوا موقعًا لقوات دفاع شبوة في منطقة المصينعة بقذائف الهاون.

 

وأفادت التقارير بأن السليماني أُصيب في الهجوم وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكنه توفي متأثراً بجروحه.

 

وقد تبنى تنظيم القاعدة الهجوم في المصينعة عبر بيان رسمي بثته منصته الإعلامية “الملاحم”.

 

ومنذ أغسطس 2022، ألحقت القوات الجنوبية خسائر فادحة بتنظيم القاعدة، وطردت المجموعة من معاقلها في محافظة أبين خلال عملية “سهام الشرق”.

 

على الرغم من هذه النجاحات، تكبدت القوات الجنوبية خسائر كبيرة، حيث قُتل وجُرح المئات من الجنود في هجمات تنظيم القاعدة، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة لأول مرة في مايو 2023. وقد اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي جماعة الحوثي المدعومة من إيران بتوريد الطائرات المسيرة والأجهزة المتفجرة إلى تنظيم القاعدة.

الدولار الأمريكي يتجاوز 2000 ريال يمني لأول مرة في التاريخ (تحديث)

 

وصل سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً يوم الثلاثاء (15 أكتوبر) إلى 1992 للشراء و2010 للبيع، وهو أدنى قيمة تاريخية للعملة التي بدأت التداول في عام 1990 بعد الوحدة اليمنية.

 

في بداية عام 2024، كان سعر صرف الدولار حوالي 1584 للشراء و1594 للبيع، واستمر هذا التراجع في القيمة. واليوم، فقد الريال اليمني 25% من قيمته مقارنة بما كان عليه في يناير الماضي.

 

على مدى عشر سنوات، انخفضت قيمة الريال اليمني بأكثر من 800% مقابل الدولار الأمريكي، حيث كان سعر الصرف حوالي 214 ريالًا.

 

في الأسابيع الماضية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في الأسواق بالتوازي مع تراجع قيمة الريال اليمني إلى مستويات قياسية. ويهدد هذا الوضع بدفع ملايين اليمنيين إلى الجوع والفقر المدقع.

 

ورغم أن أسعار الصرف ظلت مستقرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لسنوات، حيث يتم تداول الدولار الأمريكي عند 533 ريالًا للشراء و535 للبيع، فإن الوضع الإنساني لا يزال مروعًا في جميع أنحاء البلاد.

 

بالرغم من انهيار العملة المحلية والارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية، لا تزال رواتب موظفي الحكومة تُدفع بنفس المعدلات كما كانت قبل الحرب. يبلغ راتب المعلم في أفضل الأحوال 50 دولارًا شهريًا.

 

تحمل الحكومة اليمنية الحوثيين مسؤولية الانهيار الاقتصادي في البلاد بعد وقف صادرات النفط الخام من جنوب اليمن منذ أكتوبر 2022، عندما هاجم الحوثيون الموانئ النفطية في حضرموت وشبوة باستخدام الطائرات المسيرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى