الانتخابات الأمريكية.. تاريخ وتعقيدات وشعب لا يختار رئيسه!

العاصفة نيوز /متابعات

أيام قليلة تفصلنا عن اليوم الحاسم في السباق نحو البيت الأبيض بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي، حيث يتوجه الناخبون في الولايات المتحدة إلى صناديق الاقتراع في الخامس من نوفمبر المقبل، للتصويت لمن يرونه مناسباً للإمساك بدفة السياسة الأمريكية، التي تعطيه السلطة لتمرير بعض القوانين بمفرده، لكنه يحتاج في الغالب إلى العمل مع الكونغرس لتمرير التشريعات، أما على الساحة الدولية، فيتمتع قائد الولايات المتحدة بحرية كبيرة في صياغة السياسة الخارجية للبلاد.

يعد النظام الانتخابي في الولايات المتحدة أحد أكثر الأنظمة تعقيداً في العالم، حيث تمتزج القوانين الفيدرالية مع قوانين الولايات، ويتضمن آليات فريدة يأتي على رأسها نظام “المجمع الانتخابي”، والذي يعني ببساطة أن انتخاب الرئيس الأمريكي ليس بالتصويت الشعبي، بل عبر المجمع الانتخابي. وكان هذا النظام قد تأسس بموجب الدستور الأمريكي الذي تم اعتماده في عام 1787، وتم تصميمه لتفادي الاستبداد وحماية حقوق الولايات، ويجمع بين الديمقراطية المباشرة ونظام تمثيل الولايات.

يتنافس في الانتخابات الأمريكية حزبان هما؛ الديمقراطيون وهم ليبراليون تركز أجندتهم على حقوق الإنسان، وتأمين شبكة أمان اجتماعي واسعة، ومواجهة تغير المناخ. والجمهوريون وهم محافظون يدافعون عن خفض الضرائب، وتقليص حجم الحكومة، وحقوق حيازة الأسلحة، وتقييد الهجرة والإجهاض.

تتكون الانتخابات الرئاسية من مرحلتين رئيسيتين؛ الأولى هي الانتخابات الأولية، والتي يقوم خلالها الناخبون باختيار المندوبين الذين سيمثلونهم في المؤتمرات الحزبية، أما المرحلة الثانية فهي الانتخابات العامة، والتي يصوت خلالها الناخبون لاختيار الرئيس ونائبه.

ويتم انتخاب الرئيس عن طريق المجمع الانتخابي، الذي يتألف من 538 مندوباً، يحتاج منها المرشح إلى 270 صوتاً للفوز، وتتوزع أصوات المجمع الانتخابي بناءً على عدد سكان كل ولاية وعدد ممثليها في الكونغرس. وتستخدم جميع الولايات، باستثناء اثنتين، قاعدة “الفائز يأخذ كل شيء”، التي تعني أن المرشح الذي يفوز بأعلى عدد من أصوات الولاية يحصل على كل أصواتها الانتخابية. وفيما يسيطر كل حزب على ولايات بعينها، تجذب الأنظار بضع ولايات تدعى الولايات المتأرجحة، حيث يمكن أن يفوز بها أي من المرشحين.

ملامح
السباق الانتخابي القادم ملامحه شبه واضحة، إذا أخذنا في الاعتبار أن معظم الولايات معروفة التوجه منذ الآن، حيث ضمن الديموقراطيون: كاليفورنيا والساحل الغربي ونيويورك والساحل الشمالي الشرقي وولايات كولورادو وإلينوي ومينيسوتا وفرجينيا ونيومكسيكو وهاواي، (226 مندوباً)، في المقابل يضمن الجمهوريون: تكساس والولايات الداخلية والجنوبية وفلوريدا وأوهايو وساوث كارولينا ووست فرجينيا وأيوا وآلاسكا، (219 مندوباً)، يبقى الصراع قائماً على نحو سبع ولايات غير محسومة: بنسلفانيا (19 مندوباً)، نورث كارولينا وجورجيا (16 مندوباً لكل منها)، ميشيغن (15 مندوباً) أريزونا (11 مندوباً) ويسكونسن (10 مندوبين)، وولاية نيفادا الصغيرة (6 مندوبين).

تعديلات
طرأت عبر على نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية عبر تاريخها تعديلات عدة، من أبرزها، بحسب موقع اللجنة الانتخابية الفيدرالية:

• التعديل الثاني عشر (1804): إنشاء نظام التصويت المنفصل للرئيس ونائب الرئيس.

• التعديل الخامس عشر (1870): إتاحة حق التصويت للأمريكيين من أصل أفريقي.

• التعديل التاسع عشر (1920): منح حق التصويت للنساء.

• التعديل الرابع والعشرون (1964): إلغاء ضريبة الاقتراع، ما زاد من الإقبال على الانتخابات.

تعقيدات
تطبع نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عدة تعقيدات، من أبرزها؛ نظام المجمع الانتخابي الذي قد يؤدي إلى فوز مرشح بعدد أصوات أقل من منافسه في الانتخابات الشعبية، كما حدث في انتخابات عامي 2000 و2016. كما يعد التوزيع غير المتكافئ الذي يعطي المجمع الانتخابي وزناً أكبر لولايات أقل سكاناً، أحد أبرز التعقيدات. وأخيراً اختلاف الانتخابات الأولية من ولاية إلى أخرى.

الكونغرس
بينما ستحظى الانتخابات الرئاسية بالاهتمام الأكبر، سيقوم الناخبون أيضاً باختيار أعضاء جدد في الكونغرس – حيث تُمرر القوانين – عند ملء بطاقات الاقتراع. يتكون الكونغرس من مجلس النواب، حيث تُجرى انتخابات جميع مقاعده البالغ عددها 435، ومجلس الشيوخ، حيث يتم التنافس على 34 مقعداً.

يسيطر الجمهوريون حالياً على مجلس النواب، الذي يبدأ خطط الإنفاق. بينما يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ، الذي يصوت على التعيينات الرئيسية في الحكومة. تقوم هاتان الغرفتان بتمرير القوانين ويمكنهما العمل كجهة رقابة على خطط البيت الأبيض إذا كان الحزب المسيطر في أي من الغرفتين يعارض الرئيس.

باختصار
– تنعقد كل أربع سنوات في أول يوم ثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر.

– تجرى غالباً بين مرشحين رئيسيين من الحزبين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري.

– تعقد الأحزاب اجتماعات في كل ولاية (انتخابات تمهيدية)، قبل الانتخابات العامة، بهدف تحديد مندوبيها.

– يعقد كل حزب مؤتمراً وطنياً لإعلان مرشحه رسمياً للرئاسة، والذي سيصوت له المندوبون.

– يصوت الناخبون لاختيار الرئيس، وهم في الواقع يصوتون للمندوبين الملتزمين بذلك المرشح.

– يتم تنصيب المرشح الفائز في 20 يناير من العام التالي، ليصبح رسمياً رئيساً للولايات المتحدة.

– يمكن أن يفوز المرشح بأعلى عدد من الأصوات على المستوى الوطني، لكنه يخسر الانتخابات.

– معظم المواطنين الأمريكيين عند 18 عاماً أو أكثر مؤهلون للتصويت في الانتخابات الرئاسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى