هدنة مدتها 60 يومًا.. ماذا نعرف عن تفاصيل مقترح إنهاء الحرب في لبنان؟
الضغط لوقف إطلاق النار في لبنان يأتي قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية
قال مصدران مطلعان على المحادثات يوم الأربعاء إن وسطاء أمريكيين يعملون على مقترح لإنهاء الأعمال العدائية بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران بدءا بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.
وقالت المصادر – وهي شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير يعمل في الشأن اللبناني – إن فترة الشهرين سوف تستخدم لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي صدر في عام 2006 لإبقاء جنوب لبنان خاليا من الأسلحة خارج سيطرة الدولة.
في هذا الصدد، قالت سما حبيب المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت عندما سئلت عن الاقتراح “نود أن نؤكد أننا نسعى إلى حل دبلوماسي ينفذ القرار 1701 بالكامل ويعيد المواطنين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم على جانبي الحدود”.
وتأتي هذه الجهود الأخيرة في الوقت الذي تستمر فيه عملية إسرائيل في لبنان في التوسع، فقد أصدر جيشها يوم الأربعاء أول أمر بإخلاء مدينة بعلبك الشرقية، حيث يقيم عشرات الآلاف من اللبنانيين، بما في ذلك العديد ممن فروا من مناطق أخرى.
وقال رئيس بلدية المدينة السابق فؤاد بلوك لرويترز إن مثل هذه الإخطارات عادة ما تتبعها عمليات قصف.
وبدأ السكان في الفرار من المدينة مما أدى إلى ازدحام مروري لكن آخرين ظلوا في أماكنهم حيث لم يكن هناك مكان آمن يمكنهم الذهاب إليه.
ولليوم الثالث على التوالي، أعلن حزب الله عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية بالقرب من بلدة الخيام الجنوبية، وهو أعمق توغل للقوات الإسرائيلية في لبنان منذ بدء القتال.
قالت السلطات اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية على بلدة الصرفند في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل – معظمهم من النساء والأطفال – بينما أسفرت غارة منفصلة على مدينة صيدا الساحلية عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 37 آخرين.
وكان القرار 1701 حجر الزاوية في المحادثات لإنهاء القتال المستمر منذ عام بين إسرائيل وحزب الله، والذي اندلع بالتوازي مع الحرب في غزة وتصاعد بشكل كبير خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
وقال المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوشتاين ، الذي يعمل على مقترح وقف إطلاق النار الجديد، للصحافيين في بيروت في وقت سابق من هذا الشهر إن هناك حاجة إلى آليات أفضل للتنفيذ حيث لم تنفذ إسرائيل ولا لبنان القرار بالكامل.
وكشف الدبلوماسي الكبير والمصدر المطلع على المحادثات لرويترز أن الهدنة التي مدتها 60 يوما حلت محل اقتراح الشهر الماضي من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى والذي تصور وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما تمهيدا لدخول القرار 1701 حيز التنفيذ بشكل كامل.
لكن كلاهما حذرا من أن الاتفاق قد يفشل. وقال الدبلوماسي “هناك جهود جادة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيق ذلك”.
وقال الشخص المطلع على المحادثات إن أحد العناصر التي لا تزال إسرائيل تدفع من أجلها هو القدرة على تنفيذ “التطبيق المباشر” للهدنة من خلال الضربات الجوية أو العمليات العسكرية الأخرى ضد حزب الله إذا كان ينتهك الاتفاق.
وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن إسرائيل تسعى للحصول على نسخة معززة من قرار الأمم المتحدة رقم 1701، للسماح لإسرائيل بالتدخل إذا شعرت بأن أمنها مهدد.
وقال مسؤولون لبنانيون إن لبنان لم يتم إطلاعه رسميا بعد على الاقتراح ولا يمكنه التعليق على تفاصيله.
وتأتي الدعوة إلى وقف إطلاق النار قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبالتوازي مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن غزة .
وذكرت وكالة أكسيوس أن هوكشتاين ومستشار الرئيس الأمريكي بريت ماكجورك سيصلان إلى إسرائيل الخميس لمحاولة إتمام الاتفاق بشأن لبنان، والذي يمكن تنفيذه خلال أسابيع، بحسب ثلاثة مصادر لم تسمها.
ومن المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وماكجورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بحسب تقرير أكسيوس.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن حزب الله مستعد أخيرا لقطع علاقته بحماس في غزة بعد بعض الضربات التي واجهها الحزب خلال الشهرين الماضيين، بما في ذلك مقتل زعيمها حسن نصر الله، بحسب تقرير أكسيوس.