بسبب هجمات البيجر.. لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل أمام منظمة العمل الدولية
لبنان يعتزم تقديم شكاوى إضافية بشأن هجمات أجهزة الـ”بيجرز” أمام جهات دولية أخرى
أعلن لبنان الأربعاء أنه تقدم بشكوى إلى منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن الهجمات الدامية التي طالت آلافا من مستخدمي أجهزة النداء واللاسلكي في جميع أنحاء البلاد في أيلول/سبتمبر، والتي تتهم بيروت إسرائيل بارتكابها.
ووصف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال في لبنان مصطفى بيرم الهجوم بأنه عمل حربي ضد الإنسانية والتكنولوجيا والعمل، قائلا إن بلاده تقدمت لهذه الغاية بشكوى إلى منظمة العمل الدولية في جنيف.
وقال بيرم في حدث نظمته جمعية مراسلي الأمم المتحدة في المدينة السويسرية “إنها سابقة خطيرة للغاية”.
تأتي هذه الخطوة بعد أن صعّدت إسرائيل غاراتها الجوية على مختلف الأراضي اللبنانية، خصوصا على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع في شرق البلاد منذ 23 أيلول/سبتمبر، بعد ما يقرب من عام من تبادل للنيران عبر الحدود، وما أعقب ذلك من توغل قوات برية إسرائيلية في جنوب لبنان.
وبدأ التصعيد بهجمات تخريبية يومي 17 و18 أيلول/سبتمبر طالت آلاف أجهزة النداء pagers وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف في مختلف أنحاء البلاد.
ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن تلك الهجمات، لكن بيرم اعتبر أنه من المتعارف عليه عالميا أن إسرائيل تقف وراءها.
وأشار بيرم إلى أن هذه الهجمات أوقعت في غضون دقائق قليلة “أكثر من 4000 مدني، بين شهيد وجريح ومشوه”.
ولفت إلى أنه من بين الضحايا الذين لم يُقتلوا، تعرّض كثر لبتر في الأصابع، كما فقد البعض نظره تماما.
وقال إن ما حصل هو تحويل أجهزة عادية مستخدمة في الحياة اليومية إلى أدوات “خطيرة وقاتلة”، مشددا على ضرورة عدم ترك هذه الأفعال من دون رادع.
ولفت إلى أن تقديم الشكوى يرمي إلى منع تكرار مثل هذه العمليات في المستقبل.
شكاوى أخرى
وعندما سُئل عن سبب اختيار بيروت تقديم الشكوى إلى منظمة العمل الدولية، أشار بيرم إلى أن من بين المتضررين جراء هذه الهجمات عددا كبيرا من العمال الذين قال إنهم كانوا يمارسون عملهم على نحو عادي عندما انفجرت فجأة أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمونها في العمل.
ولفت إلى أن ذلك يتعارض مع مبادئ العمل اللائق التي تدافع عنها منظمة العمل الدولية ومنها “الأمن والأمان”.
وأشار إلى أن السلطات اللبنانية قد تقدم أيضا شكاوى إضافية بشأن هجمات أجهزة الـ”بيجرز” أمام جهات دولية أخرى، بينها منظمة التجارة العالمية.
وقال إنه بشكل عام، فإن الحكومة تعتزم تقديم أكثر من شكوى ضد إسرائيل بسبب هذه العمليات في لبنان لأن “عدد الجرائم هائل”.
قُتل أكثر من 3000 شخص في لبنان منذ بدء الأعمال العسكرية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفق وزارة الصحة اللبنانية، بينهم ما لا يقل عن 1964 سقطوا منذ 23 أيلول/سبتمبر، وفق إحصاء أجرته وكالة فرانس برس استنادا للأرقام الرسمية.
كما دفعت الحرب أكثر من مليون شخص في لبنان إلى الفرار من منازلهم.
وبدأت إسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر حملة جوية مركزة على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات توغل بري “محدودة” في جنوب البلاد حيث تشن هجمات وتخوض اشتباكات مع حزب الله.
وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على الحزب في المناطق الحدودية ومنع إطلاق الصواريخ وتشترط انسحاب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني للسماح بعودة 60 ألف نازح من شمال الدول العبرية.