الذكرى الـ 57 لعيد الاستقلال النوفمبرية.. تاريخ معمّد بالانتصارات وملاحم وثورة أمجاد الجنوب
العاصفة نيوز/تقرير/حمدي العمودي
يحتفل ابناء الجنوب العربي في عموم محافظات الجنوب بالذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي الـ 30 من نوفمبر المجيدة التي من خلالها يستذكر شعب الجنوب تاريخ ونضال وثورة اجدادنا وكفاحهم المسلح ضد الاحتلال والاستعمار البريطاني.
وفي هذه الذكرى الوطنية الجنوبية المجيدة يستذكر الشعب الجنوبي بطولات امجادهم ويغرسون روح الانتماء للجنوب وتعريف الأجيال الجنوبية الجديدة بتاريخ الاستقلال ونضال الشعب الجنوبي آنذاك. كما ينمّي عقول تلك الاجيال على تطلعات الشعب الجنوبي التواق لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990م. مشددين على أهمية تماسك الصف الجنوبي والذي يعتبره كل الجنوبيين شرط أساسي لتحقيق الاستقلال الثاني.
في هذه الاحتفالية الوطنية والمناسبة العظيمة، أقدم المجلس الانتقالي الجنوبي على تحقيق العديد من النجاحات السياسية والعسكرية التي تحققت في خدمة المشروع الوطني الجنوبي. وهذه الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي 30 نوفمبر تربط كل أطياف شعب الجنوب بالجهود المعاصرة لاستكمال التحرير والاستقلال وتحقيق السيادة الكاملة على الأرض الجنوبية من المهرة شرقا إلى مضيق باب المندب غربا على حدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990م. ولد سعت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تعزيز الحضور الإقليمي والدولي لقضية شعب الجنوب التحررية. والتي أكدت للعالم بأحقية ابناء الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية المستقلة وفق القوانين الدولية.
توحيد الجبهة الداخلية في الجنوب:
يجب على القيادة السياسية الجنوبية أن تعمل على توحيد الجبهة الداخلية الجنوبية من خلال خلق وعي شعبي موحد، وتثقيف المجتمع الجنوبي بأهمية التكاتف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعتبر هو الممثل الوحيد لتطلعات شعب الجنوب في استعادة سيادته. فدولة الجنوب تاريخ ودولة ذات سيادة وعلم وهوية وقانون.
رسالة جنوبية:
شعبنا الجنوبي الذي يحتفل اليوم بالذكرى النوفمبرية يعمل على إيصال رسالة سياسية واضحة للمجتمعين الإقليمي والدولي حول تطلعات شعب الجنوب ودور المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك استراتيجي.، موضحاً أهمية استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990م في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ودورها المحوري في مكافحة الإرهاب وتأمين المصالح الدولية. مؤكدين على أن أبناء الجنوب يلتفون حول المشروع الوطني الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي ، والدفاع عن مكتسبات الجنوب. مجددين التأكيد على أن تحقيق استقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990م مفتاح السلام المستدام في المنطقة. مشيرين بأن معاناة شعب الجنوب الناتجة عن سياسات التجويع وحرب الخدمات وتأخير الرواتب التي تمارسها قوى الاحتلال والإرهاب (الإخوانية والحوثية والشمالية في الشرعية اليمنية) تهدف إلى تركيع الشعب وإضعاف إرادته. وإضعاف جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة تلك المؤامرات والمخططات الاقتصادية التي تستهدف حياة المواطنين واستقرارهم. مضيفين بأن تعزيز الوعي الشعبي حول الأهداف السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي مهم جدا في حماية مصالح الجنوب، والدفاع عن حقوق شعبه، مؤكدين على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل على تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية كجزء من مسار استعادة دولة الجنوب على حدودها المتعارف عليها دوليا قبل عام 1990م.
هيئة رئاسة الانتقالي الجنوبي وذكرى نوفمبر:
حيّت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي خلال اجتماعها الدوري، يوم الخميس، برئاسة الأستاذ علي عبد الله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس ورئيس الجمعية الوطنية، وبحضور وزراء المجلس ورؤساء هيئاته، جماهير شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج، وقواته المسلحة، بمناسبة حلول الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال المجيد 30 نوفمبر، معربة عن فخرها واعتزازها بعظمة هذه المناسبة الغالية على قلوب أبناء شعبنا الجنوبي، وما تكتسبه من أهمية تاريخية في مسار نضالاته نحو الحرية والاستقلال. مشددةً على أهمية إحياء الذكرى السنوية لعيد الاستقلال الوطني لتجديد العهد والولاء لمسيرة التحرر، والتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية، ومواصلة النضال حتى إنجاز كامل الأهداف السامية التي يسعى إليها شعبنا الجنوبي، وفي مقدمتها هدف استعادة وبناء دولته الفدرالية المستقلة، وتحقيق المستقبل الذي يليق بتضحيات الشهداء الأبرار.
وقال الأستاذ الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ فضل الجعدي: يعود نوفمبر مشعا بقيم الثورة والاستقلال والحرية كلحظة من لحظات الاعتزاز التي لا تمحى من ذاكرة شعبنا الجنوبي ، بقيمها الوطنية والاخلاقية ، كحدث استثنائي حاضر في التاريخ بما تضمنه من أهداف في تحرير وبناء الانسان وبما أحدثه من تحولات ومنجزات على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، وبما مر به من مخاضات وارهاصات لولادة دولة النظام والقانون التي ارست مداميكها في البنى المؤسسية وحققت المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية .
نوفمبر العظيم وتلك التضحيات العزيزة التي خاضها شعبنا بارادته الحرة ، وانتزع الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967 واشراقة عهد جديد رسمته دماء الشهداء والرعيل من المناضلين الأفذاذ بعد اربع سنوات من الكفاح المسلح و اندلاع شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة ضد الاحتلال البريطاني الذي جثم على صدر شعبنا 129 عاما ، وإنها لمناسبة عظيمة نستلهم منها معاني التضحية والمواقف الخالدة التي صنعتها الإرادة الثورية لشعبنا المكافح من أجل حريته وكرامته وهو النموذج الذي يجب استحضاره اليوم لصنع التحولات التاريخية في مسيرة ثورتنا الظافرة لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في الحرية والخلاص .
تأتي ذكرى هذه المناسبة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يخوض معركته العسكرية ضد مليشيات الحوثي والقوى المتخادمة معها وضد قوى الارهاب والتطرف ومعركته السياسية والدبلوماسية انتصارا لقضيتنا الجنوبية العادلة ماض إلى الأمام مهما كانت التحديات لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية واستعادة الدولة والانتصار لتضحيات ودماء الشهداء على طريق الاستقلال الثاني وبناء دولة الجنوب الفيدرالية ، وذلك لن يأتي إلا بتكاتف كل الجهود والكفاحات ، ولتكن ذكرى الاستقلال الاول محطة نستمد منها مزيدا من الصمود والتضحية والثبات .
وأما القوات المسلحة الجنوبية على لسان المتحدث الرسمي للقوات المقدم محمد النقيب هنأ الرئيس الزٌبيدي وشعب الجنوب بمناسبة ذكرى نوفمبر المجيدة.
وقال النقيب: سيادةُ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيسُ المجلسِ الانتقاليِّ الجنوبي القائد الأعلى للقواتِ المسلحةِ الجنوبيةِ
في 30 من نوفمبر 1967، وبعد أربع سنوات من الكفاح المسلح والعمل الثوري والجماهيري، انتزع شعبنا الجنوبي حريته واستقلاله الوطني عنوةً من بين مخالب وأنياب أعتى وأكبر قوة استعمارية عرفتها البشرية وقتذاك، وأكد للعالم أن إرادة الشعوب التواقة للحرية أقوى وأشد بأسًا من كل أسلحة وأدوات القهر والإرهاب والبطش الاستعمارية. وكشف في الوقت ذاته عن حقيقة التضحيات الجسيمة والثمن الباهظ الذي يتحتم على الشعوب دفعه في سبيل حريتها.
وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة، يطيب لنا نحن قادة وضباط وصف ضباط وأفراد القوات المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها وصنوفها وتعدد واجباتها الدفاعية والأمنية ومناطق مرابطتها القتالية في الجبهات ومعسكرات الإقامة الدائمة، أن نرفع لسيادتكم وإلى كافة جماهير شعبنا الجنوبي العظيم في الداخل والخارج أسمى آيات التهاني والتبريكات بالعيد الـ 57 للاستقلال الوطني المجيد، الذي شكل أحد أهم وأعظم الانتصارات والإنجازات الوطنية في التاريخ المعاصر.
سيادة الرئيس القائد :
إن قواتنا المسلحة الجنوبية التي ترفع لسيادتكم وإلى شعبنا التحية والتهاني والتبريكات بأعيادنا الوطنية، ما برحت تقدم الفداء لوطننا الجنوب من خيرة وأنبل رجالها، شهداء باسلين في ساحات المنازلة مع أعدائه، يقدمون دماءهم وأرواحهم قربانًا وثمنًا مستحقًا لنيل حريته واستقلاله الوطني الثاني تحت قيادتكم الشجاعة. ليس هناك شيء في الوجود أصدق تعبيرًا عن جاهزية ويقظة ومشاعر ومواقف وأخلاقيات ووفاء وولاء جند وطننا الجنوب، وإرادتهم وجدارتهم في إحباط كل المشاريع المعادية وتحقيق الاستقلال الثاني لوطننا الجنوب، من تلك المآثر والبطولات اليومية التي يعيشها ويجترحها كل مقاتل من قواتنا المسلحة الجنوبية، المرابط في خنادق ومتارس وخطوط النار في الجبهات الحدودية، وفي كل مواقع الواجب والشرف العسكرية والأمنية.
سيادة الرئيس القائد:
ننتهز هذه المناسبات الوطنية العظيمة بما لها من مكانة وأهمية، ورمزية وطنية وتاريخية في وجدان وضمير كل مواطن جنوبي، لنجدد من خلالها نحن أبناؤكم وإخوانكم أفراد وضباط وقادة القوات المسلحة الجنوبية، الولاء وقسم عهد الوفاء لسيادتكم ولوطننا وشعبنا وتاريخنا وأمجادنا، والمضي قدمًا بإرادة صلبة وعزم لا يلين في دروب النضال والعمل الثوري التحرري الذي خطه شعبنا الجنوبي لنفسه في تحقيق إرادته وتطلعاته في الحرية وبناء حاضره ومستقبله واستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة.
نجدد عهدنا لزملائنا وإخواننا ممن سبقونا في نيل شرف الشهادة والتضحية في كل مراحل نضالنا التحرري، بمواصلة المشوار الكفاحي وحسم معركتنا التحررية الوطنية الجنوبية، باذلين مسترخصين أرواحنا وأغلى ما نملك في سبيل الانتصار الناجز وتحقيق الاستقلال الثاني لوطننا، ليعيش شعبنا في وطنه الجنوب ينعم بالأمن والاستقرار ويمتلك كل مقومات التنمية والتقدم والازدهار الحضاري الذي يستحقه.
فيما كتب أ. د. عبدالناصر الوالي عن ذكرى نوفمبر المجيدة في منشور له قال فيه: منذ ٥٧ عاماً وشعب الجنوب يحتفل بيوم النصر يوم الاستقلال ويوم الحرية.
منعطفات خطيرة وكبيرة مر بها شعبنا الجنوبي ولكن لم يشهد اصعب ولا اعقد ولا اقسى من هذه الايام.
عشر سنوات من الحرب والحصار والتجويع والاذلال لشعب الجنوب في محاولة يائسة لترويضه وتطويعه لحسابات خاطئة لم يكن لشعب الجنوب يد فيها بل على العكس كان هو قصة النجاح الوحيدة في هذه العشر السنوات العجاف.
كانوا يخططون لسقوط صنعاء في ايام وبالتالي فان عدن وان تحررت سيتم احتوائها من صنعاء وينتهي الامر.
لم يحسنوا اختيار ادوات الدفاع عن صنعاء وارادوا تجريب المجرب فتمنع الشعب ليس حباً في القوى الجديدة ولكن رفضاً للقوى القديمة التي اوصلته الى هذا الحال.
لم يسأل احد نفسه لماذا توقفت الحرب عند الحدود السابقة لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية؟ لقد التفّت الحاضنة الشعبية في الجنوب حول قضية عادلة وهي استعادة الدولة وتحت هذا الهدف النبيل وعلمه قاتل الجميع وانتصر بينما الحاضنة الشعبية في الشمال وقفت حائرة بين خيارين رفض القادم وعدم الرغبة في استمرار السابق وهذه الحيرة ادت الى فشل الدفاع عن صنعاء مع الاسف.
هناك من يحاول ان يتعسف الحقائق والواقع والتاريخ والجغرافيا. لن ينجح.
اليوم ٧٠٪ من ايرادات الدولة معطلة نتيجة لعدم تصدير نفط الجنوب الذي قصف محطات تصديره ويهدد باحراق حقوله الحوثيين وشعبنا يموت جوعاً ومرضاً بدون اي خدمات تذكر ويحدثونا عن العودة للوحدة معهم. امر لايستقيم.
اليوم الشعب يتضور جوعاً ومرضاً وخدماته في الحضيض و550 مليار ( خمسمائة وخمسون مليار)من ايراداته في المحافظات !!!! لا تورد الى البنك المركزي في العاصمة عدن معظمها محجوزة في المحافظات الشمالية ويحدثونا عن العودة الى الوحدة معهم!!! امر لايعقل.
في عام تسعين كان عدد موظفين الدولة في الجنوب والشمال حوالي 174 الف. معظمهم من الجنوب وتحت الشعار الباطل( تقليص العمالة) بعد غزوة 1994م تم ابعاد الجنوبيين قسراً. واليوم اول دفعة تتم مناقشة جبر ضررهم وتعويضهم يبلغ عددها حوالي 36 آلف مبعد قسراً اعترف به بقرار جمهوري منتظرين تسوية مالية لا تتجاوز 30-50 الف ريال ( 25دولار. نعم خمسة وعشرون دولار) ثم ياتي الان بعد ضياع 35 سنة من اعمارهم هدراً وقهراً ومعاناة من يحدثهم عن اعادة التجربة مرة اخرى والذهاب الى صنعاء. هم سرحوا قسراً وهناك من يقترح عليهم ان يعرض اولادهم واحفادهم مرة اخرى لنفس التجريف. يقول المثل الشعبي ( من جرب المجرب عقله مخرب). حاشا لله.
وماهو الحل؟
حقول نفط جنوبية تعمل وريعها لصالح الجنوب. وحقول شمالية تعمل وريعها لصالح الشمال وحقول مشتركة حدودية تعمل وريعها لصالح الطرفين( هناك شركة مشتركة من قبل الوحدة تدير هذه الحقول).
مطار عدن يعمل ومطار صنعاء يعمل لا ضرر ولا ضرار. ميناء عدن يعمل وميناء الحديدة يعمل لا ضرر ولا ضرار
مصافي عدن تعمل ومصفاة صافر تعمل لاضرر ولا ضرار
اما ان يهددونا بان حقولنا ستحرق ومطارنا سبدمر ومصافينا ستسحق من قبلهم وحلفائهم من وارئهم ويريدونا ان نتوحد معهم!!! امر غير منطقي ولا مقبول.
بنك مركزي في عدن وبنك في صنعاء تعالج مشاكل العملة وتساعد في حصول الناس على الغذاء والخدمات.
حوار سياسي شمالي شمالي وبدعم اقليمي ودولي ينهي الانقلاب العسكري في صنعاء ودعم القوى الوطنية الشمالية التي يختارها شعب الشمال حتى الوصول الى حل بكل السبل.
حوار سياسي جنوبي جنوبي على قاعدة الجنوب بكل ابنائه ولكل ابنائه سيكون سهل وممكن ومقبول من الجميع.
الضغط العنيف على شعب الجنوب وعلى حامل القضية الجنوبية المجلس الانتقالي الجنوبي ليس هو الحل ولن يقود الى حلول ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم. شعب الجنوب تاريخياً يتحمل الفقر والجوع والقهر وحتى الحرب ولكنه لم ولن يتخلى او يتنازل عن كرامته او حريته. دخلنا الوحدة باتفاق وقضوا عليها بحرب وخرجنا منها بحرب ولامانع لدينا ان نعمد هذا الخروج باتفاق. وقال العرب «تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها».
كل عام وانتم بخير.
وأما الدكتور صدام عبدالله مستشار الرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي كتب حول الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر في مقال صحفي قال فيه:
في كل عام في الثلاثين من نوفمبر، يحتفل شعبنا الجنوبي، بذكرى عزيزة على قلوب أبنائه، ذكرى انتزاع الحرية والاستقلال من براثن الاستعمار البريطاني، هذا اليوم الخالد في ذاكرة التاريخ الجنوبي يمثل تتويجا لنضال طويل وشجاع امتد لعقود، نضال سطر فيه أبناء الجنوب أروع ملاحم البطولة والتضحية.
في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، وبعد نضال طويل ضد الاستعمار البريطاني تحقق حلم الجنوبيين بالاستقلال وخرج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب، كانت هذه اللحظة فجرا جديدا، ولكنها لم تكن نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من النضال من أجل بناء دولة مستقلة ذات سيادة، اليوم وبعد مرور 57 عاما، لا يزال أبناء الجنوب يجددون عهدهم بالاستقلال، ويسعون بكل قوة لاستعادة دولتهم، تلك الدولة التي انتزعوها بعرق جبينهم ودماء شهدائهم، إن تجديد الدعوة إلى الاستقلال ليس مجرد حنين إلى الماضي، بل هو تأكيد على حق شعب في تقرير مصيره، وحقه في العيش بسلام وكرامة على أرضه.
ان نضال شعب الجنوب هو نضال مشروع، نضال من أجل الحرية والكرامة، نضال من أجل بناء دولة عادلة ديمقراطية، هذا النضال مستمر ولن يتوقف حتى تحقيق الأهداف المنشودة، إن ما يميز هذا النضال هو أنه نضال سلمي يعطي كل ذو حق حقه ، نضال يعتمد على قوة الحق وقوة القانون، إن أبناء الجنوب يؤمنون بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات، وأن التعاون هو الأساس لبناء مستقبل أفضل للجنوب وان هذا السلام ليس من باب الضعف وانما سلام الشجعان وان فشل الحوار والسلم في تحقيق اهداف شعب الجنوب فان كل الخيارات مفتوحة لاستعادة الحق ولن تستطيع اي قوة على فرض شروطها على ابناء الجنوب مهما كان الثمن.
في الاخير نجدد العهد للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل الحرية واستقلال الجنوب، ونحيي صمود قواتنا المسلحة الجنوبية، ونؤكد على أن قضية شعب الجنوب هي قضية عادلة، وقضية شعب بأكمله واننا على ثقة بأن النصر حليف الحق، وأن شعب الجنوب سيحقق أهدافه مهما طال الزمان، ومهما عظمت التحديات.