كوريا الجنوبية.. أحزاب المعارضة تبدأ رسمياً محاولة عزل الرئيس والحزب الحاكم يعارض
قدمت أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية الأربعاء، رسمياً مشروع قرار لعزل الرئيس يون سوك يول من منصبه للبرلمان، بعد أزمة إعلان الأحكام العرفية في البلاد، فيما أعلن الحزب الحاكم معارضة مشروع القرار.
وأعلن الحزب الديمقراطي المعارض في مؤتمر صحافي الأربعاء، تقديم مشروع قرار العزل، وقال إنه قد يتم التصويت عليه الجمعة، وأفادت قناة KBS الكورية الجنوبية، بأن ستة أحزاب أخرى انضمت إلى مشروع القانون المقترح، والذي أعلن حزب سلطة الشعب الحاكم أنه سيعارضه.
وإذا عارض حزب الرئيس مشروع قرار العزل، فقد يكون قادراً على وقفه، إذ أن تمرير القرار يحتاج إلى أصوات ثلثي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 300، ويتحكم حزب الرئيس في 108 مقاعد، لذا يتعين على بعض نواب الحزب الحاكم التخلي عن الرئيس والتصويت لصالح مشروع القرار لتمريره بنجاح، وفق “نيويورك تايمز”.
وكان إعلان يون للأحكام العرفية في وقت متأخر الثلاثاء، محاولة لحظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية صاحبة رابع أكبر اقتصاد في آسيا وتعد حليفاً رئيسيا للولايات المتحدة.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي كيم يونج مين للصحافيين “لا يمكننا تجاهل فرض الأحكام العرفية غير القانونية… لم يعد بإمكاننا السماح للديمقراطية بالانهيار”.
ودعا زعيم حزب “سلطة الشعب” الحاكم، الذي ينتمي إليه يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونج-هيون واستقالة مجلس الوزراء بأكمله. وقالت وزارة الدفاع إن كيم عرض الاستقالة، وفق “رويترز”.
وقال الحزب الحاكم إنه سيعارض عزل الرئيس، وعقد اجتماعاً لمشرعيه لمناقشة الأمر، وفق ما نقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية الرسمية.
“تصويت تاريخي”
وتمهد الخطوة الطريق أمام تصويت تاريخي لعزل الرئيس الذي يواجه أزمات سياسية متعددة فاقمها إعلانه المتسرع مساء الثلاثاء، فرض الأحكام العرفية، في خطوة عارضها البرلمان في تصويت بالإجماع، ما أجبره على رفع الأحكام بعد 6 ساعات من فرضها.
وعقب تقديم مشرع القانون ينتظر أن يعقد البرلمان جلسة للتصويت عليه خلال 24 إلى 72 ساعة، ورجحت مصادر أن يعقد التصويت الجمعة.
يأتي ذلك، فيما تواصلت التظاهرات خلال الليل، حيث تجمع الآلاف، أمام مقر البرلمان، في أجواء وصفتها “نيويورك تايمز”، بـ”الاحتفالية”، حيث أشعلوا الشموع ولعبوا الموسيقى، وأنشدوا أغاني خاصة بأعياد الكريسماس مع تغيير الكلمات لتصبح عن عزل الرئيس.
وأثرت الأزمة على الأسواق المالية العالمية مما أدى إلى انخفاض المؤشر القياسي في كوريا الجنوبية 1.4 بالمئة لتتزايد خسائره منذ بداية العام إلى أكثر من سبعة بالمئة ويصبح أسوأ أسواق الأسهم الكبرى أداء في آسيا هذا العام، وفق “رويترز”.
واستقر الوون لكنه اقترب من أدنى مستوي في عامين، وقال متعاملون إنهم يشتبهون في تدخل من السلطات الكورية الجنوبية بعد محادثات الليلة الماضية بين وزير المالية تشوي سانج-موك ومحافظ بنك كوريا ري تشانج-يونج.
وقالت وزارة المالية في بيان إن تشوي أرسل مذكرة طوارئ إلى رؤساء المؤسسات المالية العالمية ووكالات التصنيف الائتماني في وقت متأخر من الأربعاء، جاء فيها أن السوق تعمل كالمعتاد، وأن وزارة المالية تعمل على تخفيف أي تأثير سلبي للاضطرابات السياسية.