دمشق: سقوط الأسد.. تحولات تاريخية تعيد تشكيل المشهد السوري والدولي
مع نهاية حكم بشار الأسد الممتد منذ ربع قرن، تدخل سوريّا مرحلة جديدة من تاريخها المضطرب.
ويفتح التحول المفاجئ بابًا لإعادة تشكيل الداخل السوري وتوازنات الإقليم و العالم.
وفي ظل التحديات المتزايدة، تتصاعد الأسئلة حول ملامح المرحلة الانتقالية ومستقبل البلد العربي، بين التفاؤل ببناء دولة مدنية ومخاوف من صراعات داخلية وسط الانقسامات المتزايدة التي قد تعرقل مسار السلام والمصالحة والإعمار.
اليكم ردود الفعل الدولية والعربية على نهاية حكم الأسد:
•الامم المتحدة:
أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن في بيان على الرغبة الواضحة التي عبّر عنها ملايين السوريين في ترتيبات لمرحلة انتقالية مستقرة وشاملة.
كما حث المبعوث الأممي جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم لإعادة بناء دولتهم، مضيفا أنه على استعداد لدعم الشعب السوري في رحلته نحو مستقبل مستقرّ وشامل.
رئيس المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، توم فليتشر، أعرب عن قلقه حيال الأحداث المتسارعة في سوريا، مشيراً إلى خطر يهدد الملايين بسبب النزاع الطويل.
وأكد استعداد الأمم المتحدة للاستجابة لدعم المتضررين، بما يشمل الغذاء والماء والوقود والمأوى.
•الولايات المتحدة:
أعلن البيت الأبيض في بيان “الرئيس بايدن وأعضاء فريقه يتابعون عن كثب الأحداث غير العادية في سوريا وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين”.
أما الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كتب على منصة إكس “رحل الأسد. فرّ من بلاده. لم تعد روسيا بقيادة فلاديمير بوتين مهتمة بحمايته بعد الآن”.
وأضاف “روسيا وإيران في حالة ضعف الآن، الأولى بسبب أوكرانيا والاقتصاد السيئ، والأخرى بسبب إسرائيل ونجاحها في المعركة”.
•بريطانيا:
نائبة رئيس الوزراء البريطاني، أنجيلا راينر “شدّدت على أهمية التوصل لحل سياسي يخدم مصالح الشعب السوري”، مشيرة إلى ضرورة قيام الحكومة الجديدة بخدمة جميع السوريين.
وأكدت أن رحيل الأسد يمثل تغييراً مرحباً، لكن المستقبل يتطلب عملية سياسية شاملة وديمقراطية.
•فرنسا:
في تعليق رسمي على تطورات الوضع في سوريا، رحّب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، بسقوط نظام بشار الأسد، معتبرا أن هذا التحول يمثل نهاية “أكثر من 13 عاماً من القمع العنيف ضد الشعب السوري”.
وقال لوموان في بيان صحفي يوم الأحد “إن نظام بشار الأسد لم يتوقف عن تحريض السوريين ضد بعضهم البعض، وأدى إلى تقسيم البلاد وتشتيتها”. وأضاف: “حان الوقت لتحقيق الوحدة”، مشدداً على ضرورة التوصل إلى مصالحة شاملة بين جميع فئات الشعب السوري. كما دعا إلى نبذ كل أشكال التطرف وتأكيد الحاجة الملحة للسلام الداخلي في سوريا.
وأكد الناطق الفرنسي على أن بلاده تدعو إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وفي الوقت ذاته، تدعم الانتقال السياسي السلمي الذي يحترم تنوع الشعب السوري ويضمن حماية المدنيين والأقليات في البلاد.
كما أضاف أن فرنسا ستواصل دورها الكامل في مساعدة السوريين على إيجاد مسار للمصالحة والإعمار، وذلك عبر حل سياسي شامل يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور على منصة “إكس”، ترحيب فرنسا بسقوط “دولة الهمجية” في سوريا مع سقوط بشار الأسد. وقال ماكرون “سقطت دولة الهمجية. أخيرا”، موجهًا تحياته إلى الشعب السوري على “شجاعته وصبره طوال هذه السنوات العصيبة”.
وأضاف “في هذه اللحظة من عدم اليقين، أرسل تمنياتي بالسلام والحرية والوحدة للشعب السوري”، مؤكدًا التزام فرنسا “بأمن الجميع في الشرق الأوسط”.
•روسيا:
أكدت الخارجية الروسية أن بشار الأسد “استقال” من رئاسة سوريا وغادر البلاد، من دون أن تكشف عن وجهته.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: “بعد مفاوضات بين بشار الأسد وعدد من الأطراف المنخرطة في النزاع المسلح على الأراضي السورية، قرر (الأسد) الاستقالة من منصبه الرئاسي ومغادرة البلاد، مع إصدار تعليمات ببدء عملية انتقال سلمي للسلطة”.
الخارجية اكدت ايضا أن “القواعد العسكرية الروسية في الأراضي السورية في حالة تأهب عالية، ولا تواجه سلامتها أي خطر جدي في الوقت الحالي”.
• المانيا:
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت: إن نهاية الأسد قد تجلب “تنفساً للراحة” للشعب السوري، مشددة على ضرورة حماية الأقليات وإجراء عملية سياسية شاملة، وفق تصريحاتها الرسمية.
•إيطاليا:
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني على إكس “أتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سوريا. وأنا على اتصال دائم بسفارتنا في دمشق ومع مكتب رئيسة الوزراء. دعوت إلى اجتماع طارئ في الساعة 10:30 في وزارة الخارجية”.
•تركيا:
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة إنه يجب أن تتم العملية الانتقالية في سوريا بسلاسة، دون إلحاق الضرر بالشعب السوري.
كما طالب بضرورة ضمان عدم استغلال حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية للظروف الحالية في سوريا، والعمل على إعادة ملايين اللاجئين إلى بلادهم.
وقال “يتعين علينا أن نكون يقظين خلال هذه الفترة الانتقالية. لدينا اتصالات مع الفصائل للتأكد من أن المنظمات الإرهابية، وخصوصا تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني، لا تستفيد من الوضع”.
وفي رده على أسئلة الصحفيين، أضاف فيدان أنه لا يعرف مكان بشار الأسد ويعتقد أنه أصبح خارج سوريا.
من جهته، أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم السبت عن “أمله” في أن تحظى سوريا “بالسلام الذي تحلم به منذ ثلاثة عشر عاما”، مؤكدا أن سوريا “تعبت من الحرب والدماء والدموع”.
وتابع إردوغان في خطاب ألقاه في مدينة غازي عنتاب الواقعة جنوب شرق البلاد، والتي تضم مئات آلاف اللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب في بلادهم العام 2011، “نأمل في رؤية سوريا على هذا النحو في مستقبل قريب جدا”.
•ايران:
وزارة الخارجية الإيرانية تقول إن مصير سوريا هو مسؤولية الشعب السوري وحده ويجب أن يتحدد دون فرض أجنبي أو تدخل هدام.
•إسرائيل:
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سقوط نظام الأسد في سوريا بـ”اليوم التاريخي في سجلات الشرق الأوسط”، مؤكداً أن هذا التحول يمثل “نتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها إسرائيل ضد إيران وحزب الله
•الفلبين:
دعت وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والإحجام عن المزيد من العنف لتجنب سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين.
وقالت “نعبّر عن قلقنا بشأن وضع مواطنينا في سوريا وننصحهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة والبقاء على اتصال مع السفارة الفلبينية في دمشق”.
●الموقف العربي:
•السعودية:
مسؤول سعودي يقول لرويترز إن المملكة على اتصال بكل الأطراف في المنطقة بشأن سوريا وإنها عازمة على بذل كل ما في وسعها لتجنب حدوث فوضى في البلاد.
وأضاف المسؤول “نحن على اتصال بكل الأطراف الفاعلة في المنطقة. نحن على اتصال دائم مع تركيا وجميع الأطراف المعنية” مشيرا إلى أن المملكة لا علم لها بمكان بشار الأسد.
•مصر:
وزارة الخارجية المصرية تقول في بيان إنها تتابع الوضع في سوريا باهتمام كبير ودعت الأطراف المعنية إلى “صون مقدرات الدولة” وأكدت دعمها للشعب السوري وسيادته ووحدته.
وقال البيان “تتابع مصر باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها”
وأضاف البيان أن مصر “تدعو جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي”
•العراق:
باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية يقول إن بلاده تتابع “مجريات تطور الأوضاع في سوريا” وأضاف أن العراق يشدد على أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري أو دعم جهة لصالح أخرى.
وأضاف أن التدخل لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى لمزيد من الصراع والتفرقة.
•قطر:
وزارة الخارجية القطرية تجدد دعوتها لإنهاء الأزمة في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لعام 2015، والذي حدد خطوات لوقف إطلاق النار والانتقال السياسي.
وأضافت الوزارة في بيان أنها تتابع التطورات في سوريا باهتمام بالغ وتؤكد “ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى”.
ودعت الوزارة “كافة الأطياف إلى انتهاج الحوار بما يحقن دماء أبناء الشعب الواحد، ويحفظ للدولة مؤسساتها الوطنية، ويضمن مستقبلا أفضل للشعب السوري الشقيق ويحقق تطلعاته في التنمية والاستقرار والعدالة”.
•الاردن:
الديوان الملكي الأردني يقول في بيان يوم الأحد إن الملك عبد الله حث كل الأطراف في سوريا على تجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى.
وأضاف البيان أن العاهل الأردني شدد على الحاجة إلى حماية الأمن في سوريا.
وذكر البيان “الأردن يقف إلى جانب الأشقاء السوريين ويحترم إرادتهم وخياراتهم”.
•الإمارات:
المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش يقول ان الأدوار العسكرية في سوريا ينبغي ألا تكون تحت سيطرة الجماعات المسلحة قيادة مستقبل سوريا يجب أن تكون بيد السوريين، كما قال علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث و الحل هو دولة يمكن الوثوق بها يجب عدم السماح للأطراف غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي.
•اليمن:
مجلس القيادة الرئاسي هنأ السوريين بـ”إسقاط الوصاية الإيرانية وعودة دمشق للحاضنة العربية”، مؤكدًا دعمه لوحدة سوريّا واستقلالها وسيادتها وإرادة شعبها في الحرية والتغيير وإحلال السلام.
من جهة اخرى هنأ رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، السوريين بمناسبة عودة بلدهم إلى “حاضنته العربية”، وحضوره البنّاء في الأسرة الإقليمية والدولية