الشرعية تطلب رسميا تدخلا امريكيا عسكريا
جاء هذا في كلمة القاها سفير اليمن بالعاصمة الامريكية واشنطن، الدكتور محمد الحضرمي، في مجلس الكونغرس الامريكي، الجمعة (13 ديسمبر)، طالب فيها رسميا بدعم عسكري واقتصادي امريكي للشرعية اليمنية لحسم الحرب مع جماعة الحوثي وانهاء تهديداتها للملاحة.
وقال السفير محمد الحضرمي في احاطته للكونغرس: نحتاج ونطالب بـ “استراتجية أمريكية جديدة في اليمن تُساعد الشرعية اليمنية على القضاء على الحوثي ودعم القوة العسكرية والبشرية للقوات التابعة للشرع مما يساعد على حماية البحر الأحمر وتأمين ميناء الحديدة”.
مطالبا في الوقت ذاته ان تتضمن الاستراتيجية الامريكية الجديدة في اليمن “تصنيف الحوثي جماعة إرهابية على غرار الحرس الثوري وحزب الله. تقديم الدعم للجيش اليمني لمواجهة الحوثي وتحرير الحديدة. استهداف قيادات حوثية عسكرية لاضعاف هيكلة الجماعة”.
وقال السفير الحضرمي في احاطته بعنوان “التصدي لحرب طهران وإرهابها”: “إن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام في بلادنا. ووجود استراتيجية أمريكية جديدة حول اليمن يعد أمرا بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف”.
مضيفا: “يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم”. وأردف: “أتمنى أن يتحقق ذلك بشكل عاجل”.
وتابع: “ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد الكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الحوثيين على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن”.
يترافق طلب الشرعية رسميا من امريكا بدعم استئناف الحرب ضد جماعة الحوثي، مع توجيه القائد العام لألوية “العمالقة الجنوبية” والمشرف على مليشيات “الانتقالي الجنوبي”، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) وزير الخارجية بحشد الدعم الدولي لاستئناف الحرب.
واختارت اميركا قائدا عسكريا يمنيا وقررت دعمه لمهمة حاسمة، شبهتها بمهمة الحسم السريع في سوريا، وأكدت أنها تراهن عليه في الاطاحة بجماعة الحوثي بدءا من الساحل الغربي لليمن وصولا الى العاصمة صنعاء، وقدرته على استغلال العقيدة القتالية السُنية للمقاتلين الاخوان والسلفيين، في التشكيلات المدعومة من السعودية والامارات.
أكدت هذا تقارير دولية عدة، استعرضتها قناة “بلقيس” الفضائية، في برنامجها السياسي الاستقصائي “من الاخر”، اتفقت في أن رهان اميركا وبريطانيا واوروبا في انهاء تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية والاطاحة بها من الحديدة وحتى صنعاء؛ ينصب على طارق عفاش قائد “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في الساحل الغربي.
موضحة تحت عنوان: “هل يكون طارق صالح ‘جولاني‘ اليمن ؟” أن “كيفية أخذ حملة مناهضة للحوثيين كانت موضوعًا ساخنًا في المؤتمرات رفيعة المستوى المنعقدة نهاية هذا الأسبوع في كل من البحرين والدوحة”. وأن النقاشات خلصت إلى أن طارق عفاش يستطيع توحيد حزب الاصلاح والانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية “ويصبح لاعبًا مستقلًا رابعًا في هذا المزيج”.
في السياق، اكد موقع (maritime-executive) الامريكي المتخصص في رصد التطورات العسكرية عالميا، تسريبات اتفاق ابوظبي بين الامارات والرئيس رشاد العليمي ونوابه: عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي وطارق عفاش، بشأن خطة عسكرية من محورين لانهاء تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية، تتضمن استئناف الحرب في اليمن.
وكشف الموقع الامريكي في تقرير له، الاربعاء (11 ديسمبر) عن مداولات لقاءات مكثفة رفيعة المستوى عقدت في عاصمتين من دول الخليج العربي، نهاية الأسبوع الماضي لتفعيل العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن. وقال: إن إحدى الفكر التي يناقشها القادة الإقليميون وخبراء الأمن كانت تتمثل في إعادة تنشيط القوات التي يسيطر عليها طارق صالح”.
مضيفا: إن طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الذي اغتيل من قبل حلفائه الحوثيين السابقين في ديسمبر 2017، ويقود قوات المقاومة الوطنية المدعومة التي تمولها الإمارات وتسيطر حاليًا على ساحل جنوب غرب اليمني (المخا) – والتي انسحبت من الحديدة في عام 2022م يضغط الآن لاستعادتها”. مؤكدا “تأثير ذلك اقتصاديا على الحوثيين”.
وتابع قائلا: إن استئناف الحرب بقيادة طارق عفاش وفصائل المقاتلين السلفيين المدعومين من الامارات “لن يكون لها بالضرورة تأثير فوري على حملة الحوثيين لمكافحة الشحن إذا استمر الحوثيون في السيطرة على الساحل اليمني شمالًا”. مشددا على أن “إخراج الحوثيين من الحديدة سيكون له تأثير كبير على الحوثيين اقتصاديًا، وعلى العمليات الإنسانية في مناطق الحوثي”.
معززا الاتهامات التي توجهها جماعة الحوثي بأن “الولايات المتحدة الامريكية هي من تعرقل توقيع اتفاق خارطة السلام في اليمن والبدء في تنفيذ التزاماتها الانسانية والاقتصادية وتبعا السياسية”، في سياق استباق الجماعة الترتيبات الامريكية الاماراتية لما سمته “معركة الحسم للحرب في اليمن”. بموجب الخطة العسكرية التي طرحتها الامارات وعرضت تمويلها.
وعلق على المخاوف الدولية من “خطر إعادة فتح الحرب الأهلية”، بالاشارة الى “الانقسام الفعال لليمن بين الحوثيين، والحكومة المعترف بها المدعومة من السعوديين، والانفصاليين الجنوبيين المدعوم من الإماراتيين”. وعقب الموقع الامريكي المتخصص بالشؤون العسكرية قائلا: “أن طارق صالح قد يصبح لاعبًا مستقلًا رابعًا في هذا المزيج”، حد تأكيده.
بالمقابل، وجدت هذه التسريبات اصداء تتسع بين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، بين فريق مؤيدين وفريق معارضين لما اعتبروه “استغلال طارق عفاش مقاتلي السنة لتحقيق مصالحه الشخصية”. معلقين بقولهم: “الاخوان والسلفيين سيقاتلون في الميدان والسلطة لطارق عفاش” و”التضحيات على التيارات الدينية واصحاب اللحى والمكاسب للعلمانيين حالقي الشوارب”.
وشارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.