
الخلاصة أن طرفي الصراع ارتكبا جرائم حرب ويريد كل طرف الآن غسل جرائم الآخر، لتنعم السعودية بدور الوسيط ويتوقف ابتزاز الغرب لها، ويتوقف اليمنيون عن مطالبة التحالف في المحافل الدولية بتعويضات الحرب، ويمكن أن تقدم المملكة جزء يسير منها لكن كمنح وعطايا يتبعها مَنْ ويصورون فيه اليمنيين كشحاتي مساعدات من المقام السامي، ولينعم الحوثيون بانفتاح أكبر من المجتمع الدولي عليهم، واعتراف ضمني بهم، وفتح عواصم القرار لهم، والتوقف عن وصفهم بالجماعة الإرهابية، ووقف الدعوات لمحاسبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها وما يزالون يرتكبوها حتى اللحظة.
كيف تتأكدون من صحة توقعي؟ إذا تم الاتفاق في الرياض لن يصف الحوثيون السعودية بعدها بالعدوان، ولن تصف السعودية الحوثيين بالجماعة الإرهابية، ولن يكون للشرعية دور سوى المباركة، وعندها ستتأكدون أننا أمام طرفين كل منهم يغسل جريمة الآخر بيديه، الحوثيون “باعوا دماء اليمنيين والتعويضات التي يستحقها المدنيون والبنية التحتية” والسعودية باعت تضحيات من ورطته بالقتال معها “باعت القضية”.
من ينتظر من هذه المفاوضات حل للأزمة اليمنية غبي ولا يفهم شيء في الملف، فلم يُسلم الحوثيون سفينة صافر إلا بعد سبع سنوات من المفاوضات، وبعد أن أخذوا غصبًا مقابل ثمنها وثمن ما بها من نفط، فهل تتصورون أن يسلموا بالحوار صنعاء أو أي منطقة في اليمن؟! من سيدفع لهم ثمن الجمهورية اليمنية؟ احسبوا مساحة سفينة صافر وما بها من نفط وكم دُفع للحوثيين، واحسبوا مساحة ما تحت يد #عبدالملك_الحوثي من أرض وما تكتنزه من ثروات واسئلوا أنفسكم: من له القدرة على الدفع مقارنة بصافر؟
العاصفة نيوز : الحقيقة الكاملة