قمة القاهرة للسلام.. مخاوف من حرب أوسع نطاقاً. #العاصفة

العاصفة نيوز /متابعات

دفعت قمة القاهرة للسلام في الشرق الأوسط، أمس، في اتجاه إنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة.

ولم يتم تمثيل إسرائيل في القمة، التي أطلق عليها رسمياً «قمة القاهرة للسلام». وأعرب مشاركون في الاجتماع عن مخاوفهم من تحوّل الحرب الدائرة إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

 

وفي كلمة افتتاحية للقمة، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن الهدف من الاجتماع يجب أن يكون «التوصل إلى خارطة طريق لإنهاء المأساة الإنسانية الحالية وإحياء عملية السلام». وأضاف أن القمة تعقد في «أوقات عصيبة تختبر إنسانيتنا».

وقال السيسي إن مصر تجدد رفضها للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية لأن ذلك من شأنه تصفية القضية الفلسطينية. وأضاف أنه لن تتم تصفية القضية الفلسطينية تحت أي ظرف من الظروف على حساب مصر.

وقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعمه لموقف السيسي. وقال: «لن نقبل النزوح. سنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات».

وعبّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن غضبه وحزنه إزاء أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل. وقال الملك عبدالله الثاني، في كلمته إن «حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات».

وأشار إلى أنه «كلما تزداد وحشية الأحداث، يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئاً فشيئاً»، مؤكداً أن «الأولوية الآن هي للوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاماً مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي».

وأشار إلى أن «الأولوية الثانية هي إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة»، مبيناً أن الأولوية الثالثة هي الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعاً. وأضاف أن «حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة»، مؤكداً أنها «انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب».

كابوس رهيب

ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «لإنهاء هذا الكابوس الرهيب». وأشار إلى ثلاثة أهداف فورية وهي: مساعدة إنسانية دون عوائق للمدنيين المحاصرين في قطاع غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن المختطفين من إسرائيل، وجهود هادفة لكبح العنف للحيلولة دون تصعيد الصراع. وأضاف أن حل الصراع الوحيد لن يكون إلا بالحل على أساس الدولتين، واحدة للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال مشاركتها في القمة إلى «التفريق دائماً بين الإرهابيين والسكان المدنيين»، وحذرت من إثارة الكراهية وأردفت: «لا ينبغي لهذه الخطة الإرهابية أن تنجح».

وتعهدت بيربوك بالتضامن الكامل مع إسرائيل، ودعت المجتمع الدولي في الوقت نفسه إلى زيادة الدعم للسكان الذين يعانون في غزة وقالت: «أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض بالنسبة لألمانيا».

وأضافت بيربوك: «الأمر المؤكد أيضاً هو أن مرتكبي هذا الإرهاب لا يتحدثون باسم الشعب الفلسطيني، إنهم يتحدثون باسمهم هم».

وقف إنساني

ودعت إسبانيا وفرنسا إلى وقف إنساني لإطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن الهدنة ضرورية لحماية أرواح 200 إسرائيلي تحتجزهم حركة حماس في غزة وكذلك المدنيين الفلسطينيين في غزة.

وتحدث سانشيز، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر حتى نهاية العام، في قمة السلام في الشرق الأوسط التي استضافتها مصر في القاهرة.

وقالت ميلاني جولي وزيرة الخارجية الكندية في الاجتماع إن «هناك قواعد، حتى في أوقات الحرب»، وإن الفلسطينيين والإسرائيليين المدنيين متساوون ويجب حماية كليهما.

وكانت مصر أشارت في بيان إلى أن دعوتها إلى القمة تهدف إلى بناء «توافق دولي» للدعوة إلى إنهاء التصعيد العسكري «الذي راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء» على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف بيان الرئاسة المصرية أن هذا التوافق «يحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم».

واعتبرت الرئاسة المصرية أن «الأرواح التي تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رعباً تحت نير القصف الجوي علي مدار الساعة، تقتضى أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث، فحق الإنسان الفلسطيني ليس استثناء ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

والشعب الفلسطيني لا بد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقي الشعوب، بدءاً بالحق الأسمى، وهو الحق في الحياة، وحقه في أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه، وأن تكون له قبل كل شيء دولة تجسد هويته ويفخر بالانتماء لها».

خلافات

إلى ذلك، ذكرت «سكاي نيوز عربية» أن القمة لم يصدر عنها بيان ختامي، بسبب خلافات بين المشاركين بها. ونقلت عن مصادر دبلوماسية رفيعة، قولها إنه «لن يكون هناك بيان ختامي بسبب خلافات بين المجموعة العربية وممثلي الغرب المشاركين في القمة، الذين عرقلوا صدوره».

وأضافت المصادر: «رغب ممثلو الغرب أن يتضمن البيان فقط إدانة لحركة حماس، بينما رفضوا إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة، أو المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر»، وفق «سكاي نيوز عربية».

وتابعت: «لهذا خرجت الرئاسة المصرية ببيان عبرت عن وجهة نظرها في الأزمة، وأشار إلى ما كانت تتطلع إليه مصر عبر دعوتها لهذه القمة». كما ذكرت مصادر أن «الدول الأوروبية الكبرى لم تكن راغبة في صدور أي بيان بغض النظر عن صياغته»، وقال إن ممثليها «تحججوا بأسباب واهية، وكلما طرحت حلول وسط لم يوافقوا لأنهم غير راغبين في صدور بيان»، وفقاً للمصادر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى