فيما تجاوز عدد الشهداء 10 آلاف بينهم 4000 طفل.. غياب للكهرباء والنار والانفجارات تضيء سماء غزة.

العاصفة نيوز /وكالات

لم تتوقف المستشفيات القليلة الباقية على قيد الخدمة في قطاع غزة، عن استقبال ضحايا القصف الإسرائيلي المكثف وغير المسبوق، حيث أضاء القصف والانفجارات سماء القطاع المحاصر المقطوع عنه الكهرباء، بالأصفر والأحمر، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ «ضربات كبيرة» قال إنها «ستتواصل في الأيام المقبلة».

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي، إن الحصيلة بلغت 10022 قتيلاً، منهم 292 على الأقل لقوا حتفهم ليل الأحد الاثنين في غارات عنيفة في الساعات الأخيرة. وبحسب الوزارة، فإن الحصيلة تشمل أكثر من 4 آلاف طفل. وقالت الوزارة إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم أمس، في غارة جوية بالقرب من ثلاثة مستشفيات في مدينة غزة.

وقال المتحدث باسم الوزارة مدحت عباس، إن الغارة الجوية ألحقت أضراراً بمستشفى الطب النفسي – الذي خرج عن الخدمة – ومستشفى العيون ومستشفى الرنتيسي للأطفال. وعرض عباس صوراً لغرف ومعدات مدمرة في مستشفى الطب النفسي. وأظهرت الصور ثقوباً كبيرة في الجدار والسقف مع وجود ركام على سرير المستشفى.

وقال محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في غزة، إن سقف مبنى مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة، تعرض لأضرار جراء غارة إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأضاف إن الغارة أسفرت عن مقتل نازحين كانوا يحتمون بالطابق العلوي، مضيفاً أن ألواح الطاقة الشمسية التي كانت مثبتة على سطح المستشفى دمرت في الهجوم.

عزلة عن العالم

وأمضى سكان غزة وللمرة الثالثة منذ بدء الحرب، الليل معزولين عن العالم، ومن دون أي إمكانية للتواصل والاطمئنان على بعضهم بعضاً، بسبب قطع الاتصالات والإنترنت، قبل أن تعود الخدمات تدريجياً، حسبما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل).

وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي طلب من سكان شمال القطاع النزوح نحو الجنوب، أنه قسم القطاع إلى شطرين. ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس أمس، المدنيين إلى مغادرة شمال القطاع، مضيفاً أن هذا سيسمح للقوات الإسرائيلية «بتفكيك حماس معقلاً بعد آخر حتى نحقّق هدفنا النهائي».

ويقول محمد أبو ليلة الذي نزح قبل 20 يوماً من منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة إنه ظن أنه في مأمن. ويقول «بعدما ألقوا منشورات، نزحنا إلى منزل خالتي في النصيرات» في الجنوب. ويضيف «في الحادية عشرة ليلاً، قصفوا المنزل، استُشهدت أمي… خرجنا من تحت الدمار… كنا 120 شخصاً في المنزل استُشهد وأصيب عدد كبير». ويقول «صليتُ على أكثر من 50 شهيداً».

من تبقى

ويقدر أن عدد الأشخاص الذين لا يزالون في شمال القطاع يراوح بين 300 و400 ألف. وقال زكريا عقل خلال تحركه مع عائلته جنوباً «الوضع صعب جداً.

لا خبز لا ماء ولا حتى مياه مالحة. رأينا جثثاً (على الطريق) والأطفال كانوا خائفين جداً». وقال سعيد النجمة من مخيم المغازي للاجئين في وسط غزة، حيث قتل أكثر من 30 شخصاً في قصف السبت «ليس لدينا ما نحفر به لإزالة الأنقاض… الناس يموتون ونحن نتفرج».

وفي خان يونس جنوبي القطاع، شارك العشرات من المدنيين وعمال الطوارئ في الحفر بحثاً عن ناجين بعد أن دكت غارة جوية إسرائيلية مبنى على الأقل وسوته بالأرض في حي الأمل المكتظ. وقال أحد سكان المدينة، ويدعى سليمان الفقعاوي، وهو يتوقف للحظات عن الحفر الجماعي «لم يكن هناك بالغون، المنزل كان مليئاً بالأطفال».

وأمكن انتشال صبي مراهق من تحت الأنقاض حياً، وهو يصرخ من الألم، بينما كان جسده مغطى بالكامل بالغبار والدم، وسرعان ما وضع على محفة وجرى نقله للعلاج. ولقي شخصان على الأقل حتفهما في الغارة، بحسب صحافيين من الأسوشيتدبرس تواجدوا في الموقع.

وقف النار

وأصدر رؤساء 11 وكالة تابعة للأمم المتحدة و6 منظمات إنسانية «نداء مشتركاً» من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وحماية المدنيين، والدخول السريع للغذاء، والماء، والدواء، والوقود.

وإذ وصفوا هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة بـ «المروع»، قالوا إنه مع ذلك، يعد القتل المروع لمزيد من المدنيين في غزة أمراً مثيراً للغضب، بالإضافة لحرمان 2.2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود.

وقال المسؤولون الأمميون ومنظمات الإغاثة إن الجيش الإسرائيلي شن أكثر من 100 هجوم على أطقم الرعاية الصحية، كما قتل 88 موظفاً في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وأضافوا «هذه أكبر حصيلة قتلى في صفوف موظفي الأمم المتحدة تحدث على الإطلاق في صراع واحد». وفي الضفة الغربية، لقي شاب فلسطيني حتفه بالرصاص بعد عملية طعن قرب البلدة القديمة في القدس، أسفرت عن مقتل شرطية وإصابة شرطي آخر، فيما لقي أربعة فلسطينيين آخرين حتفهم بعملية اغتيال إسرائيلية في طولكرم، فضلاً عن آخر في الخليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى