الكرملين: الصراع مع «الناتو» حتمي إذا أرسل قوات لأوكرانيا

حذر الكرملين، أمس، من أن الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» بقيادة الولايات المتحدة، سيصبح «حتمياً» إذا أرسلت الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف قوات للقتال في أوكرانيا.

وأفاد بأن إرسال قوات إلى أوكرانيا «لن يكون في مصلحة» الغرب، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أول من أمس، الذي أعلن خطوات جديدة لدعم كييف في حربها ضد موسكو، قائلاً إنه «ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية»، لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في دعم أوكرانيا وإنزال الهزيمة بروسيا.

في وقت أكد «الناتو» أنه «ليست لديه أي خطة لإرسال قوات مقاتلة» إلى أوكرانيا، في حين رحبت كييف، بالتدخل الغربي في الحرب، عبر إجراء مناقشات حول إرسال دول أوروبية قوات برية إلى أوكرانيا.

كما أكدت لندن، تعقيباً على تصريحات ماكرون، أن المملكة المتحدة لا تخطط لنشر قوات في أوكرانيا «على نطاق واسع»، ما خلا «العدد الصغير» من القوات الموجودة هناك لدعم جيش كييف.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية – الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحافيين في موسكو، «هذا ليس في مصلحة هذه الدول بتاتاً. يجب أن تدرك ذلك»، معتبراً أن مجرد إثارة هذا الاحتمال يشكّل «عنصراً جديداً مهما جداً» في الصراع، مضيفاً إن العديد من الدول «لديها تقييم رصين إلى حد ما للأخطار المحتملة المترتبة على تصرفات مماثلة».

وتابع بيسكوف أن الكرملين «يدرك جيداً موقف ماكرون إزاء ضرورة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا»، وفي معرض إجابته عن سؤال عمّا إذا كان ظهور قوات من «الناتو» في أوكرانيا سيؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الحلف وروسيا، قال بيسكوف: «في هذه الحالة علينا أن نتحدث ليس عن احتمال، بل عن حتمية» المواجهة.

وأردف قائلاً: «ينبغي لهذه الدول.. أن تسأل نفسها ما إذا كانت المواجهة في مصلحتها، وقبل كل شيء، إذا كانت في مصلحة مواطنيها».

في الغضون، أكد مسؤول في «الناتو» أن الأخير «ليست لديه أي خطة» لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا، وصرح لـ«فرانس برس» إن «الناتو» وحلفاءه يقدمون مساعدات عسكرية لم يسبق لها مثيل لكييف. لقد قمنا بذلك منذ 2014، وانتقلنا إلى السرعة القصوى بعد الحرب الروسية، لكن لا توجد خطط لنشر قوات قتالية تابعة للحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا.

فيما أوضح المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أن «عدداً صغيراً» من الأشخاص الذين أرسلتهم المملكة المتحدة هم في كييف «لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، خاصة فيما يتعلق بالتدريب الطبي». وأكد «لا نخطط لنشر قوات على نطاق واسع».

ونوّه ماكرون بأنه رغم عدم وجود «إجماع» أوروبي بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا «لا ينبغي استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب».

ورفض، خلال مؤتمر دولي في باريس لدعم أوكرانيا ضم أكثر من عشرين من القادة الأوروبيين، الإدلاء بالمزيد حول موقف فرنسا من إرسال قوات، مكتفياً بالتلميح إلى ضرورة «الغموض الاستراتيجي»، لكنه قال إن هذا الموضوع مطروح «من ضمن خيارات».

وذكر ماكرون أن الحلفاء اتفقوا على تكثيف الجهود لتوصيل المزيد من الذخائر إلى كييف، راسماً صورة قاتمة لموسكو بالقول، إن مواقفها «تتشدد» في الداخل، وفي ساحة المعركة.

وتحدث عن تحالف جديد سيتم إنشاؤه لتزويد أوكرانيا بـ«صواريخ، وقنابل متوسطة وطويلة المدى، لتنفيذ ضربات عميقة». وقال إن هناك «إجماعاً واسعاً على بذل المزيد بشكل أسرع»، مضيفاً أن هناك إجماعاً أيضاً على زيادة الإنتاج المشترك للأسلحة مع أوكرانيا وتعزيز صناعتها العسكرية.

وزاد: «نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا»، مفيداً بأن الكرملين يبدي «موقفاً أكثر عدوانية، ليس فقط في أوكرانيا، بل بشكل عام». واختتم قائلاً إن الغرب بحاجة إلى «قفزة» في مقاربة «تأخذ بعين الاعتبار التحول في التهديد من وجهة نظر عسكرية واستراتيجية».

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، في أعقاب تصريحات الرئيس الفرنسي: «هذا أولاً يظهر وعياً مطلقاً بالمخاطر التي تشكلها روسيا العسكرية والعدوانية على أوروبا».

وأضاف إن «إجراء مناقشة حول إمكانية تقديم دعم مباشر لأوكرانيا من قبل إرسال قوات مسلحة، يعكس الرغبة في تحديد الأولويات الصحيحة، وتسليط الضوء على المخاطر بشكل أكثر وضوحاً». وتابع أنه من المهم في هذه المرحلة تسريع عملية توصيل العتاد العسكري إلى كييف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى