عن أي مستقبل يتناجيان ..؟!!
مقالات ( العاصفة نيوز) كتبه / أحمد باحمادي
طفلان جميلان .. بدَت على ملامحهما علائم البراءة والطهارة .. أحدهما كان يتحدث بهدوء ورزانة بينما كان الآخر ينصت له باهتمام .. كانا يلبسان الزي المدرسي ذا اللون الأبيض كبياض قلبيهما ونقاء روحيهما ..!!
لقد أثارت هذه الصورة شجوني وهيّجت مشاعري .. عادت بنا الذاكرة يوم كنّا نتعلم في هدوء وسلام .. كان المعلم يمتطي صهوة العطاء راضياً محتسباً .. لا ينغّص عيشَه شيءٌ .. ولا يشتكي ظلماً أو عسفاً أو إذلالاً .. !!
ما لبثنا أن دار الزمان .. ونزفت جراحات الأحزان .. وبقي المعلم صابراً حتى لم يبقَ له من الصبر متسع .. تزلزلت كرامته وتجرع من مرارات الظلم والنكران الشيء الكثير .. فانبرى يطلب شيئاً من العدل والإنصاف .. لكنّ الجلاد عاند وكابر .. !!*
مضت الأيام والأشهر فإذا بالجيل الجديد يتسكع في الشوارع .. وهكذا ازددنا ضحية أخرى إلى جانب المعلم .. ضحية بريئة هي فلذات الأكباد وعماد مستقبلنا المُزهر .. وما كان ذلك ليحدث لولا تصرفات نزقة ولبوس مكر وخداع ظهر فيها الجلادُ في ثوب الضحية .. !!
إلى متى ومدارسنا خاوية على عروشها ؟ .. إلى متى سيظل شعار الظلم والجحود والنكران مرتفعَ الهامة وحقه أن ينكّس ويمزّق ؟ .. ألا ترحمون من تاقت نفسه للعلم والطلب ! .. واشتاقت روحه لتلاقي أنصافها الصغيرة البريئة .. !
ترى هل يتناجى هذان الطفلان عن مستقبلها الآتي .. أمستقبلٌ مظلم أم مشرق ؟ .. وهل توحي نظراتهما القلقة عن أسف مخبوء عمّا ضاع من أيام دراستهما وتعليمهما .. ؟
على من تقع تبعات ظلم الجميع معلمين ثابتين ومتعاقدين وطلاب وأولياء أمور وأمهات وآباء ومجتمع بأكمله .. ؟
فضلاً .. أشفقوا على الجميع .. وأعطوهم فرصة ليعيشوا حياتهم بحرية وكرامة .. أنقذوهم وانتشلوا أبناءكم وطلابكم من هذا الوضع الحَرِج .. إلى متى وأنتم عازمون على أبقائهم مُهانين ذليلين .. ؟
متى ستشرق شمس الخير في نفوسكم وأرواحكم التي غزتها ظلمة التعجرف والاستكبار .. ؟
نناديكم بصوت العطف والرحمة والإشفاق .. نناشدكم لعلنا نلامس ضمائرَ تشعر بقيمة العلم والتعليم ..
انظروا إلى هذه الصورة المؤثرة .. تمعّنوها جيداً .. هؤلاء التلاميذ هم أبناؤكم .. وأولئك المعلمون هم إخوانكم .. فلا تكونوا ظُلّام ذوي القربى فـ ( ظلمُ ذَوِي القُرْبَى أشدُّ مَضاضةً ×× على النفس من وَقْعِ الحُسَامِ المهند ).