الحفاظ على المعالم الأثرية والتاريخية في ندوة نقاشية لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع عدن


نظم مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع العاصمة عدن اليوم الاثنين الموافق ١٠ يونيو في مقر النقابة بمديرية التواهي ندوة حول أهمية دور الإعلام في التوعية للحفاظ على المعالم الأثرية.

وفي مستهل الندوة التي ادارها الأستاذ عبد الكريم الشعبي رئيس مجلس نقابة الصحفيين الجنوبيين فرع عدن، قام نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الأستاذ عيدروس باحشوان بمنح بطاقة نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الشرفيةللباحث الفرنسي البارز، جيرارد فيسبير، رئيس مركز لوموند للدراسات السياسية، الذي يزور العاصمة عدن حالياً.
وعبر باحشوان عن سعادته في منح الباحث الفرنسي جيرارد بطاقة عضوية نقابة الصحفيين الجنوبيين من أجل تعزيز العمل النقابي الجنوبي والفرنسي والتعريف وإظهار جوهر الإعلام الجنوبي في إطار مشروع دولة الجنوب
بدوره عبر الباحث الفرنسي جيرارد عن سعادته في استلامه بطاقة نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.. مؤكدا انه ومن خلالها سيعمل على التنسيق بين نقابة الصحفيين في فرنسا ونقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.

وفي سياق ندوة دور الاعلام في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لمدينة عدن تحدث نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس باحشوان عن أهمية الندوة ودورها في نشر التوعية الإعلامية والثقافية للحفاظ على تاريخ وأثار وهوية مدينة عدن.
وأكد باحشوان أن مدينة عدن تعرضت للتدمير الممنهج منذ حرب الاحتلال عام ١٩٩٤م، وهذا الغزو استهدف كل مقومات الحياة في عدن ومنها الآثار والهوية التاريخية لعدن والجنوب عامة.

وتحدث الباحث والمتخصص بشؤون الجيلوجيا والآثار الأستاذ معروف عقبة في ورقة بحثية قدمت في الندوة قال فيها:”

يعود تاريخ عدن إلى خمسة مليون سنة وكانت تسمى شبة جزيرة عدن، وتمتلك عدن جبال تحوي تنوع بركاني نادر وقيم،
كما تمتلك عدن أشهر قلعة بالتاريخ العالمي وهي قلعة صيرة كونها اشتهرت بانها الحصن المنيع الذي يدافع عن عدن ويحميها من اي عدوان بحري”.

وضاف ” عملنا دراسات وبحوث شارك فيها تسعة متخصصين عن طبيعة شبه جزيرة عدن والتنوع الجيلوجي المحيط بها وقدمنا للمنظمات العالمية دراسات وابحاث عن الآثار الجيلوجية التي توجد في شبة جزيرة عدن.

ووجدنا أن الأبحاث التي أجريت بالسابق شهدت طمس كبير للهوية التاريخية لمدينة عدن “.
واوضح الباحث عقبة قائلا” توجد قاعدة في العلوم التخصصية تفيد انه اذا طمست الجغرافيا يسهل عليك تزوير التاريخ .
وقال لقد زورت وطمست الهوية لتاريخ عدن في المناطق الأثرية والمعالم مثل المدارس التاريخية والمباني العامة التي تتحدث عن تاريخ وهوية مدينة عدن.
وأضاف متسائلا .. هل نظل مكتوفي الأيدي أمام التغيرات التي استهدفت التاريخ والآثار في عدن والجنوب منذ حرب ٩٤م؟؟.
نحنا عملنا الكثير لحماية ماتبقى من أثار عدن التاريخية ، والأخرى عبارة عن بقايا آثار كونها تعرضت للتدمير والاعتداءات بحجة التوسع المعماري.

وتحدث الباحث معروف عقبة عن آلية التواصل مع المنظمات العالمية المختصة بشؤون حماية الآثار والمدن التاريخية.. لعمل دراسات تمنح عدن امتيازات في الجوانب المقومات التاريخية والسياحية على المستوى العربي والعالمي.

بدورها شاركت الاستاذه نادره عبد القدوس بورقة عمل تناولت تاريخ مدينة عدن واثارها وماتعرضت له عدن من موجة تزوير كبيرة طال الآثار والهوية التاريخية.
وأكدت نادرة عبد القدوس أن نظام الاحتلال الشمالي لعدن والجنوب ومنذ حرب ٩٤ م عمل وبتعمد على طمس كل ما يتعلق بتاريخ وحضارة وهوية عدن ودمر اغلب المناطق السياحية في عدن .
وأكدت أن عدن هي أهم منطقة سياحية من آلاف السنين وتتمتع بمقومات تاريخية جعلتها قبلة للزائرين والطامعين من مختلف انحاء العالم .. ولكن أحداث الاحتلال والغزو الغاشم بأسم الوحدة اليمنية دمرت عدن وكانت تستهدف تاريخ المواطن الجنوبي بشكل مباشر من خلال طمس الهوية ومصادرة وتدمير الآثار والمقومات السياحية.
من جانبها شاركت الدكتورة رجاء باطويل بورقة بحث سلطت الضوء من خلالها على أهمية الهوية الثقافية والتراثية لمدينة عدن وماتعرضت له من تدمير ممنهج .
وقالت ان تاريخ عدن واثارها طالها الخراب والتدمير ومثال على ذلك المتحف الوطني الذي تعرض للسرقة والنهب والتدمير..سرقت منه ٦٤ قطعة و تعرضت العديد من القطع الأثرية للتخريب المتعمد . موضحة أن ما تعرض له المتحف الوطني من سرقة وتخريب كان ممنهجا وعلى مدى سنوات لقطع صلة المواطن العدني والجنوبي عن ثراثه الثقافي وتاريخه العريق المضروب منذ القدم.

واكدت ان معالم كثيرة كانت عرضة للخراب والمصادرة وكل ذلك يهدف الى طمس هوية مدينة عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام.
ودعت الدكتورة رجاء إلى ضرورة رد الاعتبار لمدينة عدن ومكانتها التاريخية، ويجب حماية التراث الثقافي للأجيال القادمة.
وأكدت على أهمية الاهتمام في الكوادر المتخصصة في والعاملين في جوانب الآثار والتاريخ بالجنوب.
ودعت باطويل في ورقتها وسائل الإعلام الى التوعية في المجالات الثقافية والتاريخية التي تندرج ضمنها الآثار الجيلوجية والمناطق التاريخية السياحية من أجل الحفاظ على تاريخنا وهويتنا الحضارية الجنوبية.

واثريت الندوة بنقاش من قبل الحاضرين حول دور الإعلام في المحافظة على تراث وهوية مدينة عدن والجنوب عامة.

واختتمت الندوة بعدد من المخرجات العملية الهامة.. وهي :
* تنقيح المناهج الدراسية وتصحيحها من المفاهيم المزيفة عن تاريخ الجنوب واثاره.
*تنظيم حملة إعلامية للتوعية من مخاطر تدمير المعالم الأثرية لمدينة عدن من خلال ظاهرة البسط العشوائي.
*تشكيل لجنة من المختصين والمؤرخين والباحثين والإعلاميين لتوثيق كل الموقع والمعالم الأثرية التي تمتلكها العاصمة عدن.
* دعوة الجهات الأمنية والجهات ذات العلاقة للاطلاع بدورها وإخراج الباسطين من المواقع الأثرية والمعالم السياحية.
* تفعيل القوانين والتشريعات التي تحمي الآثار والمواقع التاريخية في عدن والجنوب عامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى