.. الأمل والتفاؤل سمة بارزة في احتفالات عيد الأضحى في الجنوب

عيد الأضحى هو أحد أكبر وأهم الأعياد الإسلامية، ويحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم. وهي مرتبطة بقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، عندما رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه امتثالاً لأمر الله. وبالفعل استجاب إبراهيم لرؤية الله وبدأ في تنفيذ الأمر، لكن الله عز وجل فدى إسماعيل بكبش عظيم. ومن هنا جاء التقليد الإسلامي في ذبح الأضحية في هذا العيد. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعب الجنوب تبرز المبادرات الخيرية مثل مبادرة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائبه. رئيس مجلس القيادة الرئاسي، توزيع الأضاحي في العاصمة عدن على المحتاجين، ومبادرة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج. لتوزيع المساعدات على الأيتام، ومبادرة المجلس الانتقالي لمحافظة شبوة لزيارة ومعاينة المرضى في مستشفيات عتق، وغيرها من المبادرات والأعمال الخيرية التي يقدمها المجلس الانتقالي الجنوبي والمؤسسات والجمعيات الخيرية وفاعلي الخير.

– الاستعدادات والاستعدادات

ويبدأ الاستعداد للعيد قبل أيام من قدومه، إذ تتوجه الأسر إلى الأسواق لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأدوات منزلية وأضاحي في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، كل حسب استطاعته. تعتبر الأغنام والأبقار من أكثر الحيوانات التي يتم التضحية بها، ويتم اختيارها بعناية للتأكد من جودة اللحوم ومطابقتها للشروط. مشروعية الأضحية، وكذلك إعداد وترتيب المنازل لاستقبال العيد.
ورغم ارتفاع الأسعار، يحرص الجنوبيون على الاحتفال بالعيد وإدخال الفرحة والبهجة في قلوب أبنائهم من خلال شراء الملابس والألعاب الجديدة، رغم الظروف المعيشية الصعبة وتأخر الرواتب.

– مظاهر الاحتفالات في الجنوب

وتبدأ مراسم الاحتفال بعيد الأضحى بتلاوة التكبير وأداء صلاة العيد التي تقام في المساجد والمصليات والساحات العامة، ويحضرها رجال ونساء وأطفال يرتدون أفضل ملابسهم الجديدة في مشهد يعكس روح التضامن. الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجنوب لم تمنع الناس من رسم تعبيرات الفرح خلال العيد. وبعد صلاة العيد يتم تبادل التهاني، ثم يتوجه الجنوبيون لذبح الأضاحي وفق الشريعة الإسلامية، من الماعز والأغنام والأبقار وحتى الإبل، حسب تقاليد وعادات الجنوبيين في كل محافظة. ويتم توزيع لحم الأضحية على الجيران والأهل والفقراء والمحتاجين، وبذلك يجسد أسمى معاني التكافل والتكافل الاجتماعي بين أبناء الشعب. جنوباً ثم يذهبون لزيارة الأهل وكبار السن في العائلة وتقديم هدايا العيد من حلويات ومبالغ مالية.

-تأثير مبادرة الرئيس الزبيدي

وفي ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع أسعار صرف العملات، جاءت مبادرة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بادرة أمل للعديد من الأسر المحتاجة. ورعى الرئيس الزُبيدي حملة واسعة لتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين والأيتام في مختلف مديريات العاصمة عدن.
ولم تكن المبادرة مجرد توزيع لحوم، بل كانت رسالة تضامن ودعم من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للمواطنين المحتاجين. وأعربت الأسر المستفيدة عن شكرها وامتنانها لهذه اللفتة الكريمة للتخفيف من معاناة الكثير من الأسر المتعففة وإدخال البهجة والسرور إلى منازلهم.

-أهمية استقبال الرئيس للمهنئين

في عيد الأضحى يستقبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي جمعاً من المهنئين من أعضاء هيئة الرئاسة ورؤساء الهيئات المعاونة والهيئات التنفيذية والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي في العاصمة عدن، ومنظمات اجتماعية وتعليمية وإعلامية، وشخصيات سياسية ورياضية وقيادات السلطة المحلية والعسكرية والأمنية، وجميع المواطنين، ويتبادلون معهم التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك. مما يعزز الروابط بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب، حيث يشعر المواطن الجنوبي أن همومه ومتاعبه تحظى باهتمام كبير، وهذا التفاعل يعزز العلاقات بين شعب الجنوب وقيادته السياسية.
وتعبر اللقاءات عن اهتمام القيادة بالتماسك والتواصل المباشر مع كافة شرائح المجتمع الجنوبي، وتعد فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية والاندماج الاجتماعي، وإيصال رسالة مفادها أن الجميع نسيج جنوبي واحد وأنه يمكن التغلب على التحديات من خلال التضامن والتضامن. تعاون. استقبال الرئيس القائد الزبيدي يمنح المواطنين فرصة الاستماع بشكل مباشر لكافة الصعوبات والشكاوى، وهذا بدوره يساهم في اتخاذ حلول فورية لبعض المشاكل. كما أن مثل هذه اللقاءات تمنح الجنوبيين شعوراً بالتفاؤل والأمل، وتشجعهم على العمل معاً بروح الإصرار، وترفع معنوياتهم.

استقبال الرئيس العيدروس للمواطنين يبرز القيم الإسلامية السمحة، ويجدد روح العطاء والتضامن والتراحم والترابط، ويعزز شعور المواطنين الجنوبيين بالأمان والرعاية من القيادة. كما يعكس تواضعه وقربه من المواطن والتزام القيادة بخدمة الشعب وتلبية احتياجاته. مما يخلق صورة إيجابية عن القيادة ويزيد من احترامها وتقدير المواطن لها.
وتشكل هذه اللقاءات المباشرة منصة للحوار بين المواطنين والقائد، ليتمكن المواطنون من التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بشكل مباشر. مما يعزز المشاركة الشعبية في صنع القرار، ويوحد الصف، ويبني مجتمعاً مدنياً حضارياً أكثر تماسكاً وتفاؤلاً وإصراراً.

-العادات والتقاليد

تختلف العادات والتقاليد في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية خلال عيد الأضحى، وتشمل زيارة الأهل والأقارب، وتبادل التهاني والهدايا، وإعداد أشهى الأطباق في الولائم. ومن الأطباق التقليدية التي يتم إعدادها بهذه المناسبة “العصيدة بالعسل” التي تقدم إلى جانب الجمبري مع اللحم واللحم المشوي والمندي المطبوخ بطرق مختلفة. – إضافات مختلفة للأرز والحلويات.
تتجمع العائلات لتناول غداء العيد، والذي غالبًا ما يشتمل على اللحوم المشوية أو المطبوخة بالطرق التقليدية. تبدع المرأة في إعداد الولائم وإعداد الأطباق التي تعكس التراث الجنوبي الأصيل وتبرز كرم الجنوبيين، لكن بسبب الظروف الاقتصادية بدأت التجمعات والدعوات تتقلص واقتصرت على الزيارات بعد الظهر أو الصباح لتقديم تهنئة العيد.

– فرحة الأطفال بالعيد

مشاركة الأطفال في احتفالات العيد من أهم مظاهر الفرحة. ونرى الأطفال يرتدون ملابس جديدة، ويذهبون لزيارة الجيران والأهل، ويتلقون هدايا العيد والحلويات من الأهل والأقارب والجيران، مما يزيد فرحتهم. تقام الأنشطة الترفيهية في الحدائق العامة، ويقضي الأطفال وقتاً ممتعاً في الحدائق العامة ويستمتعون بالألعاب والأنشطة المتنوعة.

– الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية

ولا تقتصر أهمية عيد الأضحى على الجوانب الدينية فقط، بل تمتد إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية أيضًا. وعلى الجانب الاجتماعي، تعمل العطلة على تقوية الروابط الأسرية والمجتمعية. ومن الناحية الاقتصادية، فهي تنشط العديد من القطاعات مثل تجارة المواشي والمواد الغذائية والملابس والهدايا.
ومن الناحية الإنسانية يجسد العيد أجمل معاني التضامن والتضامن الإنساني مع الفقراء والمحتاجين والأيتام في صورة تصور معنى الوحدة الطبقية والأخوة وأن الجنوبيين جسد واحد.

– دور التكنولوجيا في التهنئة

إن تطور التكنولوجيا يلعب دوراً كبيراً في التهنئة وتقريب المسافات بين العائلات. وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال في الاحتفال بالعيد. تبادل التهاني والصور عبر منصات مثل الفيسبوك والواتس اب. مما يعزز الروابط الاجتماعية حتى بين الأفراد والأصدقاء والزملاء في مختلف المحافظات الجنوبية، والتواصل في الداخل والخارج، وتبرز أهميته في تعزيز التواصل الفعال والمستمر مع من يعيشون خارج البلاد أو يقضون العيد بعيدا عن أسرهم بسبب عملهم، إذ يسهل عملية التواصل ويكسر حاجز المسافة.

ويبقى عيد الأضحى مناسبة تجسد قيم الدين الإسلامي في التضحية والتضامن والتعاون في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية. وتضيف التقاليد الجنوبية الأصيلة نكهة خاصة لهذه المناسبة، مما يجعلها فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وإحياء التراث الثقافي الجنوبي والهوية الجنوبية.
ورغم التحديات التي يواجهها الجنوب والمنطقة، إلا أن الأمل والتفاؤل يظلان سمة بارزة في احتفالات عيد الأضحى، حيث يسعى الجميع إلى نشر الفرحة والبهجة في كل زاوية. عيد الأضحى في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال بالحياة والتكاتف والتضامن والنضال والتضحيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى